في استمرار لحملات الغضب الشعبي في السودان ضد قوات الدعم السريع التابعة للجيش والتي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، نظم العشرات وقفة احتجاجية، بالعاصمة السودانية الخرطوم، للمطالبة بإغلاق مقار تلك القوات.

الحراك والمظاهرات المستمرة تأتي بسبب الانتهاكات المتكررة التي تنفذها القوات بحق مدنيين، وبعد انتهاء مهلة منحها “تجمع المهنيين السودانيين” على خلفية واقعة قتل ناشط

ورفع المحتجون أمام مجلس الوزراء، والنيابة العامة، بالعاصمة الخرطوم، لافتات مكتوب عليها، “لا للقتل خارج القانون”، “إغلاق معتقلات الجنجويد (الدعم السريع)”، “لا للإخفاء القسري”.

ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن “تجمع المهنيين السودانيين”، التصعيد ضد حكومة عبد الله حمدوك، بعد انتهاء مهلة منحها لها على خلفية واقعة قتل ناشط بمقار قوات الدعم السريع.

تعذيب حتى الموت

وتفجرت موجة الغضب المتواصلة في السودان عقب مقتل المواطن “بهاء الدين نوري” بعد أيام من توقيفه في 17 ديسمبر الماضي للتحقيق بأحد مقار قوات الدعم السريع.

وبعد 4 أيام من توقيفه، أبلغت السلطات أسرته بأنه توفي، وعليهم استلام جثمانه من المشرحة، لكنها رفضت لوجود آثار تعذيب.

بعدها أصدر تجمع المهنيين السودانيين المعارض، بيانا طالب فيه بحل قوات الدعم السريع، ودمجها مع القوات المسلحة السودانية، وتفتيش مقارها؛ للتأكد من خلوها تماما من المعتقلين.

وطالب التجمع، بفتح التحقيقات في حالات الاعتقال باعتبارها اختطافا واعتقالا غير مشروع، ومراجعة الانتهاكات السابقة، على أن تعرض اللجنة تقريرها على الرأي العام بشفافية.

يشار إلى أن تَجمّع المهنيين السودانيين عبارة عن جمعية تضمّ 17 نقابة سودانية مختلفة؛ تأسّست في أكتوبر 2012 لكنّها لم تُسجّل رسميًا حينها بسببِ الإجراءات الحكومية الصارمة ضدّ النقابات. 

أصبح التجمع رسميّا في أكتوبر من عام 2016 بعد تحالفٍ بين لجنة أطباء السودان المركزية، شبكة الصحفيين السودانيين وتحالف المحاميين الديمقراطيين.

وتواجه قوات “حميدتي” اتهامات بارتكاب انتهاكات عديدة، أبرزها مقتل عشرات المحتجين خلال فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 3 يونيو 2019.

وتكونت قوات الدعم السريع في 2013 من عشائر عربية بدارفور لمساندة الجيش السوداني في حربه ضد الحركات المسلحة بالإقليم، وتبعت في البداية جهاز الأمن وأصبحت تحت إمرة الجيش عام 2017.