بعد مرور أكثر من أسبوعين على المصالحة الخليجية، يتساءل عبدالله العودة نجل الداعية السعودي المعتقل “سلمان العودة”، عن سبب بقاء والده داخل السجون السعودية.

وفي مقال مشترك له مع “عبد الرحمن عمور” المعلق والأكاديمي والعضو السابق في فريق بيرني ساندرز للرئاسة، والذي نشر بصحيفة “الغارديان” البريطانية، قالا: “متى ستفرج الحكومة السعودية عن المواطنين الذين وجدوا أنفسهم وسط النزاع، وسجنوا خلال الأزمة التي استمرت ثلاثة أعوام ونصف؟”.

وأضافا: “يمكن للحكومة السعودية إتمام جهدها الدبلوماسي الإيجابي بإصلاحات حقيقية تعكس جهدا للتصالح مع شعبها. ويشمل هذا بالتحديد إلغاء السياسات التي تبناها محمد بن سلمان وأدت لسجن العديد من سجناء الرأي”.

وتابعا: “المصالحة خطوة مرحب بها عندما تخفف من مخاطر النزاع والضرر، فمن المهم الاعتراف بالهجمات على حقوق الإنسان التي مارستها السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال السنوات الطويلة، وتجاهلها الأعراف الدبلوماسية التي خلقت النزاع مع قطر في المقام الأول”.

وقال عبد الله العودة: “الكثير من سجناء الرأي الذين يقبعون في سجون المملكة، بمن فيهم والدي، الدكتور سلمان العودة، لأن مأساته جديرة بالملاحظة والحيرة. فالعودة الذي يتبعه 13 مليون معجب على تويتر، ولديه عدد من الدراسات البحثية المطبوعة في عدة لغات ويقرأها المسلمون حول العالم، فهو ليس مجرد مصلح في مجال القانون الإسلامي. وعرف عنه تبنيه لمنصات التواصل الاجتماعي مثل انستغرام وسناب تشات للوصول إلى الناس من كل الأعمار والطبقات الاجتماعية”.

وأضاف: “ولكن ما الذي حفز على اعتقاله؟ تغريدة عن الصدع في العلاقات السعودية- القطرية. فبعد الإعلان عن المقاطعة التي قادتها السعودية وبوقت قصير، طلب المسؤولون في الديوان الملكي من والدي كتابة تغريدة يدعم فيها التحرك، وغالبا ما اعتمد المسؤولون السعوديون على القطاع الديني لدعم سياساتهم والمصادقة عليها، لكن والدي رفض، وناقش أن المصالحة هي أفضل من الطريق الذي مضت به حكومته، ونظرا لقلقه على التوترات الإقليمية بعد الحصار عبر والدي، وبشكل غامض عن رغبته بالمصالحة، وجاءت تغريدته: اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم، وبعد أيام قامت قوات أمن الدولة باعتقاله”.

وفي سبتمبر/ أيلول 2017، أوقفت السلطات السعودية دعاة وناشطين، أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، بتهم “الإرهاب والتآمر على الدولة”، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.