إدارة بايدن

ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن الولايات المتحدة الأمريكية نأت بنفسها عن الحليف السعودي بشأن الحرب الدائرة في اليمن منذ 2015، حيث إن الرئيس الجديد جو بايدن له تحفظات على الرياض بشأن هذا الصراع.

وفي مقال للكاتب بانجامان بارت، ذكرت الصحيفة أن واشنطن أعلنت في الرابع من فبراير/ شباط، إنهاء دعمها لعمليات السعودية المحاصرة في “كارثة إنسانية واستراتيجية” باليمن، كما وصفتها إدارة بايدن، لكنها لم تحدد بعد الخط الدبلوماسي الذي يمكن أن يؤدي إلى نهاية هذا النزاع بالغ التعقيد.

بايدن ile ilgili görsel sonucu

ورأت أن النهج الجديد لواشنطن هو التنصل عن حليفها العربي الرئيسي، مشيرة إلى أن هذا القرار كان الأول لجو بايدن حول سياسته الخارجية في الشرق الأوسط، والذي قُدِّم على أنه عودة إلى “القيم” الأخلاقية الأمريكية، ويهدف أولاً إلى تحرير الإدارة الديمقراطية من موقف حزبي.

كما أوضحت “لوموند” أنه خلال حملته الانتخابية، وعد بايدن بإعادة النظر في العلاقة مع الرياض، بعد أن فترت عقب اغتيال الكاتب المعارض جمال خاشقجي عام 2018 في قنصلية الرياض بتركيا، حيث صوت الكونجرس في وقت مبكر من صيف 2019، على منع تسليم الأسلحة إلى الرياض عقب هذا الحادث الذي أثار ردود فعل واسعة النطاق في العالم.

وكان الديمقراطيون أعلنوا بالفعل أنهم سيراجعون صفقات الأسلحة التي أبرمت خلال رئاسة دونالد ترامب مع المملكة، وكذلك مع حليفها الرئيسي في هذه الحرب، الإمارات العربية المتحدة. والآن من خلال وضع حد للدعم التشغيلي للقوات السعودية من حيث الاستخبارات والاستهداف والخدمات اللوجستية، فإنهم يعدون أيضًا بتعليق تسليم الذخائر الموجهة بدقة، والتي تستخدم على نطاق واسع في اليمن.

 

الضربات السعودية “الدفاعية”

ووفقا لـ “لوموند” فإنه مع ذلك، الضغط الذي تعتزم واشنطن فعلاً ممارسته على الرياض لا يزال موضع تساؤل، فالديمقراطيون حريصون على عدم التشكيك في شحنات الأسلحة التي تهدف إلى الدفاع عن المملكة من نيران الصواريخ، التي يشنها الحوثيون الموالون لإيران ضد منشآتها النفطية ومدنها، وكذلك ضد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

ولفتت إلى أنه يتم وصف العديد من الضربات السعودية التي تستهدف مناطق مدنية في اليمن على أنها “دفاعية”؛ لأنها تهدف إلى تقليص ترسانة الحوثيين، كما لم يقل بايدن أي شيء يوم الخميس عن دعم الرياض وأبو ظبي للعدد من الجماعات المسلحة اليمنية التي تقاتل المتمردين الحوثيين، المرتبطة أو المعارضة للحكومة المحلية المعترف بها دوليًا.

الضربات السعودية ile ilgili görsel sonucu

 

وإلى جانب تصريحات 4 فبراير/ شباط، لم يقم بايدن بصياغة الخط الدبلوماسي الذي ينوي بموجبه تسهيل تسوية النزاع، غير أن أول علامة تعد مشجعة، هي تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثا لليمن، حيث هذا الرجل على معرفة جيدة بالقضية ومنفتح على الحوار.

ويخشى ماجد المذحجي، المدير التنفيذي الحالي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، بحسب “لوموند”، من أن “بايدن يتخذ الخطوة الأولى لإبطاء ديناميكيات الحرب، لكنه يفعل ذلك دون أن يذكر استراتيجية أوسع، وسيكون لهذا تأثير في إضعاف المملكة العربية السعودية وحلفائها، وتقوية الحوثيين”.

كما يرى أن هناك مخاطرة كبيرة من قيام الإدارة الديمقراطية بالتبرؤ فعليا من دعم الرياض، ففي عام 2015، في ظل رئاسة الرئيس الأسبق باراك أوباما، شغلت شخصيات بارزة في إدارة بايدن بالفعل مناصب عليا في الدبلوماسية والجيش ومجلس الأمن القومي، وكانت لديهم الوسائل للضغط على المملكة.

 

“توازن جيد لإنهاء الحرب”

وتقول الصحيفة الفرنسية: إن معظم الخبراء يتفقون على أن الانسحاب العسكري المحتمل من الرياض لن ينهي هذه الحرب، إذ يوجد العديد من الأطراف الفاعلة في الصراع وكثير منهم لديه مصلحة في استمرار الصراع.

ونقلت عن بيتر سالزبوري، الخبير في الشؤون اليمنية والباحث في معهد تشاتام هاوس القول: “هناك توازن جيد يمكن إيجاده لتحديد طريقة لإنهاء الحرب يمكن للفصائل المسلحة والسياسية والجماعات المحلية والمجتمع المدني قبولها.”

وذكرت “لوموند” أن الصحف السعودية، فضلت، عقب تصريحات واشتطن الأخيرة، أن يكون العنوان الرئيسي لها هو تعهد جو بايدن بالدفاع عن أمن المملكة بدلاً من انتقادهاـ لأن هذه الحرب، التي انطلقت عام 2015، كانت بمثابة نقطة انطلاق لولي العهد لمحمد بن سلمان، الذي كان حينها وزير دفاع، إلى أن تقلد منصب ولي العهد الذي يشغله اليوم.

الضربات السعودية في المين ile ilgili görsel sonucu

وأكدت أنه لا يمكن للرياض أن تتصور وضع حد لتدخلها من جانب واحد، أي دون الحصول على ضمانات بأن الحوثيين، الميليشيات الموالية لإيران، سيوقفون إطلاق النار على المملكة وأن الحدود الهائلة التي تشاركها مع اليمن لن تتحول إلى قاعدة أمامية للجمهورية الإسلامية.

“لوموند” نقلت أيضا عن مدير “مركز أبحاث الخليج” عبد العزيز الصاغر أن “ما يزعجه في خطاب الرئيس الأمريكي الجديد هو إغفاله دعم إيران للحوثين في اليمن، وحديثه بالمقابل عن التدخل التركي في ليبيا”.

وتعتقد الرياض، بحسب الصحيفة، أن “الولايات المتحدة ليست لديها القدرة على الضغط على الحوثيين وأن لا شيء يدل على أنهم مستعدون للتخلي عن موقعهم المتقدم في اليمن بعد سيطرتهم على مجمل أراضيها”.

وبحسب الصحيفة ستضع واشنطن نفسها في موقف أكثر مصداقية عندما يتعلق الأمر بإعادة إطلاق المفاوضات بين اليمنيين، لكن الرياض تشكك في قدرة الأمريكيين على ممارسة الضغط على الحوثيين، الذين يحكمون الجزء الأكبر من السكان في البلاد منذ عام 2015.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول في الواقع، لا يوجد ما يشير إلى أن هؤلاء الحوثيين على استعداد للتخلي عن مكانتهم الإقليمية الناشئة، داخل محور موالٍ لإيران في المنطقة، أو عن منطق افتراسي وعسكري بحت تجاه القوات اليمنية الأخرى. فمنذ عام 2016، استمر هؤلاء المتمردين في استخدام جميع اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التفاوض عليها من خلال الأمم المتحدة، لتقوية أنفسهم واستئناف هجماتهم.

 

 للاطلاع على النص كاملاً من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضاً: بعد عشر سنوات… أسوأ كارثة إنسانية في العالم مستمرة