معارضو الخارج: عدم معاقبة بن سلمان يعرضنا جميعاً للخطر

2021-03-05T13:18:17+02:00الجمعة - 5 مارس 2021 - 1:18 م|الوسوم: , |

أعرب المعارضون السعوديون المقيمون بالخارج عن قلقهم إزاء رفض الولايات المتحدة معاقبة بن سلمان على جريمة قتل خاشقجي معتبرين أن هذا القرار يعرضهم جميعاً لخطر كبير إذ يمكن هذا القرار ولي العهد من الإفلات من العقاب، ما يرجح ارتكابه هذه الجريمة مرة أخرى.

 وقال النشطاء المنفيون، الذين تعرضوا بالفعل لتهديدات من النظام السعودي، إنهم يعتقدون أن ولي العهد البالغ من العمر 35 عامًا سيتشجع بعد رفض البيت الأبيض لمعاقبته على الجريمة التي أثبتت وكالة المخابرات المركزية أنه متواطئ بها.

 في مقابلة مع الغارديان، قال خالد الجبري، نجل سعد الجبري-مسؤول المخابرات السابق “إن إصدار إدارة بايدن لتقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية (بشأن مقتل جمال خاشقجي) أمر مرحب به ودليل على الشفافية، لكن رفض تطبيق أي عقوبات مباشرة على بن سلمان سيمنحه الإفلات الدائم من العقاب، مما يجعله أكثر خطورة”.

 وأضاف الجبري، المنفي في كندا ولدين أخ وأخت قيد الاختفاء القسري في السعودية: “ربما يعتقد [بن سلمان] أنه يمكن أن يفلت من تدبيره لاغتيالات مستقبلية طالما يستطيع إخفاء الأدلة”.

 في النرويج على سبيل المثال، تم نقل الناشط المؤيد للديمقراطية إياد البغدادي، وهو فلسطيني منتقد لولي العهد والذي يعيش تحت حماية اللجوء، إلى مكان آمن في أبريل/نيسان 2019 بعد بلاغ لوكالة المخابرات المركزية بأنه يواجه تهديدًا محتملاً من السعودية.

 قال البغدادي بعد التقرير الاستخباراتي “أنا في الواقع أقل أمانًا الآن مما كنت عليه من قبل”… “اعتراف الولايات المتحدة بأنه فعلها ومع ذلك قول الإدارة إنه لا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك وسنكتفي بمعاقبة بعض أتباعه هو أمر خطير للغاية”.

 أما المعارض البارز، عمر عبد العزيز، الذي كان من المقربين من خاشقجي وحذرته السلطات الكندية الصيف الماضي بأنه “هدف محتمل” للمملكة العربية السعودية، صرح بأنه من الواضح أن ولي العهد “يمكنه فعل ما يشاء”.

محمد بن سلمان: أتحمل مسؤولية مقتل خاشقجي لأنها حدثت وأنا في السلطة |  الميادين

 قال عبد العزيز، الذي يتم احتجاز أصدقائه وبعض أفراد عائلته في سجون المملكة، “لن يوقفه أحد، ولن يعاقبه أحد، سوف يصفونه فقط بالرجل السيئ”… “أحاول أن أكون متفائلاً هنا، لكن العدالة لم تتحقق”.

 كما أشار عبد العزيز بقلق إلى حالة تم الإبلاغ عنها مؤخرًا للناشط السعودي المقيم في مونتريال، أحمد الحربي، الذي طلب اللجوء في كندا، وبحسب ما ورد أُعيد إلى المملكة في ظروف غامضة بعد زيارة إلى القنصلية السعودية في أوتاوا.

ووفقًا لصحيفة تورنتو ستار، بدأ حساب جديد على تويتر تابع للحربي في نشر رسائل مؤيدة للنظام السعودي، متناقضة بشكل تام مع انتقادات الحربي السابقة.

 في واشنطن، أشاد الأكاديمي والناشط السعودي المعارض عبد الله العودة بقانون “حظر خاشقجي” الجديد للإدارة، وهي سياسة قالت وزارة الخارجية إنها تمنحها أدوات إضافية لحماية الصحفيين والمعارضين.

 وبموجب هذه السياسة، قالت الوزارة إنه سيُسمح لها الآن بتقييد إصدار التأشيرات لأي فرد يتصرف نيابة عن حكومة أجنبية وينخرط في “أنشطة جادة خارج الحدود الإقليمية لمكافحة المنشقين”، بما في ذلك القمع والمضايقة والمراقبة والتهديدات.

 وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “يهدف هذا الحظر إلى منع عملاء الحكومات الأجنبية من تنفيذ جريمة قتل مروعة أخرى مثل جريمة خاشقجي في أي مكان في العالم”، لكن الحكومة الأمريكية رفضت التعليق على ما إذا كان الأمير محمد نفسه هو واحد من 76 سعوديًا تم وضعهم على قائمة حظر التأشيرات.

 قال العودة، نجل الداعية السعودية البارز والمعتقل في السجون السعودية في ظروف مروعة سلمان العودة، إن السياسة الجديدة كانت “صفقة كبيرة”، لكنها لا تعتبر “مساءلة”، ولا تحقق “العدالة”.

 وأضاف العودة، أنه وزميلته سارة ليا ويتس المديرة التنفيذية لـ DAWN، وهي جماعة مؤيدة للإصلاح أسسها خاشقجي قبل وفاته، قاما بوصف بن سلمان بعد إصدار التقرير بأنه “شوكة في حلق العالم عامة، والشعب السعودي خاصة”.

 وتابع العودة بأن الاستمرار على هذا الوضع يعني أن بن سلمان سيتمتع بنفس البيئة -بل أسوأ- التي هيأت له قتل خاشقجي بسهولة.

 في سياق متصل، قالت هالة الدوسري، منشقة سعودية مقيمة في الولايات المتحدة، تهتم بحقوق المرأة، إنها أُجبرت على قطع علاقاتها وعملها مع النساء في السعودية لأنهن يخضعن للمراقبة، وواجهن تحقيقات وتعذيب لارتباطهن بها، إذ يتم اعتبارها “عميلاً معادياً” من قبل النظام السعودي.

 سلطت إدارة بايدن الضوء على قضية الناشطة البارزة لجين الهذلول، التي أُطلق سراحها مؤخرًا من السجن -في محاولة لإرضاء البيت الأبيض- لكنها لا تزال تواجه قيودًا شديدة وحظرًا من السفر في المملكة العربية السعودية، لكن الدوسري قالت إنه ليس هناك ما يشير إلى أن النظام السعودي يغير مساره.

 وأضافت “لا أعتقد أن النظام السعودي قابل للمساومة منذ وصول محمد بن سلمان إلى السلطة، إنه يريد أن يسيطر على كل شيء في المملكة… هذا ليس بالشيء الذي يمكنك حله من خلال جعل تقرير سري شفافا… يجب أن يكون هناك حظر على تأشيرات الدخول، وتجميد أصول محمد بن سلمان”.

 هناك قضايا عملية تتعلق باحتياطات السلامة التي تتخذها الدوسري، مثل تجنب الذهاب إلى السفارات والقنصليات السعودية، مما يعني أنها لم تتمكن من الحصول على ميراثها من والدها مثلاً.

 “في سياق ذلك قالت “كشخص، بالطبع أشعر بالقلق لأنني لا أستطيع رؤية عائلتي، ولا يمكنني الاتصال بهم والتحدث معهم بحرية… لدي دائمًا هذا الشعور بأنهم قد يتأثرون… وأعتقد أن جميع النشطاء في الخارج يعانون من هذا الشتات، ويواجهون هذه الأنواع من المشكلات”.

 وعندما سُئلت عما إذا كانت تشعر أنها تستطيع العيش بسهولة أكبر الآن، بالنظر إلى دعم الإدارة الجديدة، قالت “بالطبع لا”، على الرغم من أنها قالت إنها ممتنة لدعم بايدن الشخصي للجين الهذلول، مضيفة أنه من المهم أن تتذكر أنه حتى هذا الضغط لا يوجد ما يضمن حرية لجين الهذلول أو عودتها إلى نشاطها في مجال حقوق المرأة.

 واختتمت الدوسري حديثها قائلة “لقد تم كل هذا مع شخص تم التفاوض على حريته من قبل جهات عليا [في إشارة للجين]، فماذا سيفعل بنا!”.

 للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا: “ادفع الثمن وحدك”.. لماذا تخلت الإمارات عن دعم بن سلمان بعد تقرير “خاشقجي”؟

 

شارك المقال...

اضف تعليقا


اذهب إلى الأعلى