بصورة مفاجئة وصادمة، وافق القضاء المغربي -الأربعاء- على تسليم الأكاديمي “أسامة الحسني” إلى السعودية، تاركة أسرته في حالة من الخوف والقلق على مصيره إذا تمت عملية التسليم.
في تعليقها على قرار المحكمة المغربية، قالت زوجة الحسني إنها “تأمل في حدوث معجزة” لمنع تسليمه إلى السعودية وإنقاذه من المصير المجهول الذي ينتظره.
كما طالب محامون دوليون يمثلون أسامة الحسني، 42 عامًا، المقررين الخاصين للأمم المتحدة بإثارة قضيته والتدخل للضغط على السلطات المغربية، مشيرين إلى وجود “مخاوف حقيقية” من أن الحكومة السعودية تستهدفه بسبب آرائه السياسية المعارضة، مؤكدين في بيان صادر باسم الأسرة أن القرار “صادم ومخيب للآمال”.
وقال البيان، الذي أصدرته المحامية الدولية هايدي ديكستال المقيمة في لندن، والتي تعمل كمستشار دولي للحسني، إن التسليم تمت الموافقة عليه “على الرغم من المخاوف التي أثيرت بشأن الخطر الحقيقي على حقوق السيد الحسني الأساسية وسلامته إذا تم تسليمه إلى المملكة العربية السعودية “.
وأضافت ديجكستال أن “الأسرة لا تعلم بموعد تسليم الحسني إلى المملكة العربية السعودية … لكنهم قلقون للغاية من أن ذلك قد يحدث وشيكًا”.
وشدد المحامون في بيانهم أن “المقررين الخاصين للأمم المتحدة عليهم اتخاذ خطوات عاجلة لحماية حياة السيد الحسني وأمنه وحقوقه من خلال مناقشة قضيته مع السلطات المغربية”، مضيفين أن “حكومة أستراليا مدعوة إلى معارضة تسليم مواطنيها إلى المملكة العربية السعودية.”
من جانبها، أكدت الحكومة الأسترالية، الخميس، أنها على اتصال بالسلطات المغربية بشأن الأمر وأن مسؤولاً بالسفارة الأسترالية قد زاره، لكن الزيارة لم تطمئن السلطات الأسترالية، إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية: “ظروف اعتقاله واحتمال تسليمه تثير قلق أستراليا”.
واعتُقل الحسني – وهو مواطن أسترالي من أصول سعودية- بعد ساعات قليلة من وصوله إلى المغرب في 8 فبراير / شباط، بعد أن أبلغتهم الشرطة أنه مطلوب للتسليم للمملكة العربية السعودية.
وفي حوارها للغارديان، قالت السيدة هناء زوجة الحسني بعد سماعها الخبر “لا أستطيع وصف مشاعري… قيل لي اليوم للتو أنه يمكنني زيارة زوجي غدًا للمرة الأولى منذ اعتقاله، والآن يُقال لي أن هذه ربما تكون زيارتي الأخيرة وربما آخر مرة أراه فيها على قيد الحياة”.
وتابعت “حقيقة أنه سيتم تسليمه إلى المملكة العربية السعودية تعني ببساطة أنه سيتعرض للتعذيب وربما أسوأ من ذلك، أشياء لا أريد التفكير فيها”.
وأردفت “ما زلت آمل أن تحدث معجزة وما زلت على ثقة من أن هذا البلد لديه حكماء في السلطة، بقيادة ملك المغرب، لن يسمحوا بحدوث ذلك”.
وقالت السيدة هناء إن الحسني أب لأربعة أطفال، أصغرهم عمره بضعة أشهر، مناشدة السلطات الأسترالية بإنقاذ الحسني وضمان عودته لبيته في أمان.
على الصعيد المغربي، نقلت وكالة SBS News عن مسؤول بوزارة العدل المغربية قوله إن الاعتقال حدث بعد إشعار قدمته المملكة العربية السعودية للإنتربول، مضيفاً أنه مطلوب من قبل السعوديين بسبب قانون العقوبات المتعلق بالسرقة.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا