ما كان مستحيلاً أصبح ممكناً، حيث بات باستطاعة مارين لوبان، ذات الأصول المصرية، الفوز على إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة إجراؤها عام 2022.
ففي استطلاع للرأي، أجراه معهد ” Elabe ” لصالح قناة ” BFMTV “، يعتقد كل اثنين من الفرنسيين أن فوز زعيمة حزب التجمع الوطني – يمين متطرف – في الاقتراع الرئاسي المقبل “ممكن”.
وأكد الاستطلاع أن احتمالات فوز لوبان في الانتخابات الرئاسية آخذة في الارتفاع بين السكان، إذ قال 48٪ من الفرنسيين الذين أدلوا بأرائهم إنه “محتمل”.
وذكرت صحيفة “أتلانتيكو” أن هذه النتائج تأتي رغم أن أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد “هاريس إنتراكتيف”، أوضح أن ماكرون سيتغلب على لوبان إذا خاض الاثنان جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة العام المقبل.
لكن زعيم حزب “الجمهورية إلى الأمام” سيهزم زعيمة اليمين المتطرف بهامش أقل بكثير مما كان عليه في 2017، إذ سيتأهل ماكرون ولوبان بسهولة إلى جولة الإعادة بعد حصول كل منهما على 25٪ في الجولة الأولى المقرر إجراؤها في أبريل/ نيسان 2022، متقدمين بفارق كبير على المنافسين الآخرين.
وسيواصل ماكرون هزيمة لوبان بحصوله على 53٪ من الأصوات مقابل 47٪، وفقًا لاستطلاع “هاريس إنتراكتيف”، مع العلم أنه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هزم ماكرون لوبان بنسبة 66٪ من الأصوات بعد أن حث معظم السياسيين الرئيسيين من اليسار واليمين الناخبين على التجمع خلفه لمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة.
وتشير “أتلانتيكو” إلى أنه على الرغم من أن الاستطلاع يأتي قبل أكثر من عام على موعد الانتخابات الرئاسية، واستطلاعات الرأي ليست دائما أداة للتنبؤ، إلا أنها تعد إيضاحا للرأي وتحليلا للتطورات الجارية.
ويظهر الاستطلاع الأخير أن مارين لوبان تتمتع باستقرار كبير مقارنة بالاستطلاع الذي أجراه نفس المعهد في 3 يوليو/ تموز 2020، فبعد مرور 9 أشهر، وعلى الرغم من أزمة كوفيد -19، تمكنت زعيمة اليمين المتطرف من تحقيق الاستقرار في قاعدتها الانتخابية.
وتؤكد الصحيفة أن تقدم لوبان الملحوظ للغاية، من 42 إلى 47٪ في 6 أشهر، مقابل إيمانويل ماكرون يمكن تفسيره بالامتناع المتوقع لناخبي اليسار عن التصويت في الجولة الثانية المحتملة.
ويقول الاستطلاع أنه حال حدوث هذا السياق، لن يحصل إيمانويل ماكرون إلا على 24٪ من أصوات مؤيدي جان لوك ميلينشون (مقابل 52٪ في عام 2017)، ونحو 45 من مؤيدي آن هيدالجو ويانيك جادوت (مقابل 71٪ من ناخبي بونوا هامون خلال الانتخابات الماضية).
على الجهة الأخرى، في الوقت الذي أحرزت فيه مارين لوبان، داخل الاستطلاع، تقدمًا طفيفًا بين ناخبي اليمين، زادت نسبتها أيضا بين أصوات مؤيدي جان لوك ميلينشون (24٪ مقابل 7٪ فقط عام 2017).
خطر عدم التأهل للجولة الثانية
وذكرت “أتلانتيكو” أن الخطر الذي يهدد لوبان يكمن في عدم تأهلها لجولة الإعادة، كما حدث مع ليونيل جوسبان عام 2002، منوهة إلى أنه إذا كان تقدم لوبان مهم للغاية في استطلاع “هاريس إنتراكتيف”، فإن تأهل مرشحة اليمين المتطرف للجولة الثانية غير مؤكد.
وبينت أنه قبل عام واحد من الانتخابات، غالبًا ما تكون نتائج حزب “التجمع الوطني” أكثر أهمية في استطلاعات الرأي من النتيجة النهائية في صندوق الاقتراع، ففي يناير/ كانون ثاني 2016، أعطت استطلاعات الرأي مارين لوبان حوالي 27٪ لكنها حصلت على 21.4٪ مساء يوم الجولة الأولى، وأنه من المحتمل جدًا أن تخسر لوبان بضع نقاط من الآن وحتى الانتخابات.
وبينت أيضا أنه بدلاً من التنافس بين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون كما حدث عام 2017، يمكننا أن نجد 4 مرشحين قادرين على التأهل لجولة الإعادة، أو تشتت الأصوات حال وجود أكثر من مرشح يميني.
نحو مفاجأة في 2022؟
وترى الصحيفة الفرنسية أن لدى كل من إيمانويل ماكرون ومارين لوبان مصلحة في التنافس مجددا بجولة الإعادة، حيث يعد هو السيناريو الأكثر راحة للرئيس الحالي لتأمين إعادة انتخابه، بينما يمكن لزعيمة اليمن المتطرف الاستفادة من معارضتها للتغلب على رئيس الجمهورية وتحقيق مفاجأة.
من ناحية أخرى، تقول “أتلانتيكو”: إن غالبية الفرنسيين (70٪) لا يريدون رؤية إيمانويل ماكرون ومارين لوبان في جولة الإعادة، كما أوضح استطلاع” Ifop ” الذي نُشر في فبراير/ شباط الماضي.
وأوضحت أن فوز مارين لوبان محتمل ولكن ليس مرجحا، إذ لا يزال يتعين عليها التغلب على العقبات لتصبح منافسًا جادًا على قصر الإليزيه.
والدة جدتها مصرية
يشار إلى أن مارين لوبان من مواليد مدينة نويي الفرنسية عام 1968، لكنها ذات أصول مصرية إذ كشفت في أبريل/نيسان 2017 خلال تجمع انتخابي أن والدة جدتها كانت تدعى بولين، وهي قبطية ولدت في مصر، وعاشت معظم حياتها هناك وأنجبت جدتها.
كما أكد موقع “جينيريت” الذي يتضمن قاعدة بيانات بشأن أصول العائلات الفرنسية، أن بولين ولدت بالفعل في مصر، وهو ما أوضحه خبير الأنساب جان لوي بوكارونو أيضا.
وتشتهر مارين لوبان بمواقفها ضد المهاجرين وكراهية الإسلام، حيث تدعو إلى تجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا إلى التحقق من مصادر تمويلها، وتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب وذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية.
كما تُتهم لوبان في فرنسا بالعنصرية وكراهية الأجانب، خاصة أنها تطرح فكرة الأولوية الوطنية ومفادها أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية الأولوية على غيرهم في السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل.
للإطلاع على المصدر الأصلي اضغط هنا
اقرأ أيضًا: حملة قمع غير مسبوقة.. فرنسا تواصل حرب الاستئصال باستهداف محموم لمساجد المسلمين
اضف تعليقا