في مسعى منه لدفع واشنطن لإعادة النظر والتفكير في جدوى تحالفها الممتد منذ سنوات مع “الرياض” والذي سبب تورطها في مستنقعات الشرق الأوسط، والتي كان آخرها اليمن.. تقدم عضو بالكونجرس الأمريكي، بمشروع قانون يطالب بوقف الدعم العسكري والاستخباراتي الذي تقدمه واشنطن، للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، والمستمرة منذ عامين ونصف.
قال “رو خان” العضو الديمقراطي بالكونجرس، في تصريحات لموقع “ميدل إيست أي” الناطق بالإنجليزية، إن دعم الحملة العسكرية للسعودية فى اليمن لم يحصل على موافقة من الكونجرس، مشيرا إلى أن سحب الدعم الأمريكي لتلك الحملة العسكرية ليس كافيا، بل يجب على واشنطن أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو التفكير في جدوى علاقتها المتواصلة مع الرياض منذ سنوات، لأنها ببساطة جذبتها إلى مستنقعات الشرق الأوسط.
وحث خان، أعضاء المجلس على التصويت بالموافقة على مشروع القانون، هذا الأسبوع؛ لوقف كافة أشكال المساعدات للتحالف الذي تقوده المملكة، ومنها على سبيل المثال تقديم معلومات استخباراتية، وإعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو باليمن.
وقال خان ممثل الحزب الديمقراطي فى الكونجرس عن منطقة وادي السليكون في كاليفورنيا، “لا يريد الشخص العادي سواء في أوهايو أو بنسلفانيا أن تخاطر القوات الأمريكية أو أن تنفق الضرائب في الحرب مع السعودية ضد الحوثيين، كما لا يريد بالتأكيد أيضا المشاركة أو التواطؤ في ارتكاب انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان مثلما هو الحال اليوم فى اليمن.
ويقول مشروع القانون بأن الكونجرس لم يتم سؤاله حول، إذا ما كان يجب أن تنضم الولايات المتحدة بشكل فعال في الانتهاكات التي ترتكبها السعودية ضد اليمنيين، كما يطالب بإنهاء الحرب في غضون 30 يوما حال تمريره.
وقال خان إن الكونجرس سبق أن منح البيت الأبيض صلاحيات واسعة، فيما يتعلق بشن حروب ضد الإرهاب بعد هجمات “الحادي عشر من سبتمبر”، ولكن لم يأذن بمساعدة السعودية ضد الحوثيين.
وأكد أن هذه الحرب ربما تخدم العدو الحقيقي للولايات المتحدة في اليمن وهو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأشار خان إلى أن هناك اتجاها جديدا في علاقتنا مع المملكة، واعترافا بأننا لا ينبغي أن نساعد نظامهم، وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان، أو دعم تصدير الفكر المتطرف.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الحملة العسكرية التي تقودها المملكة بدعم من واشنطن ولندن من خلال الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية المتواصلة منذ 2014، أودت بحياة 10 آلاف شخص، فيما لقي 2135 شخصا معظمهم من الأطفال بسبب تفشي وباء الكوليرا خلال الشهور الستة الماضية.
ويأتي تقديم عضو الكونجرس لمشروع القانون فى الوقت الذي تواجه فيه الحملة العسكرية على اليمن، ضغوطا دولية، حيث قالت منظمة العفو الدولية إن المجتمع الدولي تخاذل بصورة معيبة أمام الضغوط السياسية من جديد، فقلل من شأن معاناة آلاف الأطفال اليمنيين، بتخفيفه من الانتقادات الموجهة ضد الانتهاكات الفظيعة للقانون الدولي من قبل التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاع المسلح.
اضف تعليقا