يقال إنها مملكة مستقرة في منطقة تهزها النزاعات الدينية والمجتمعية، إنه الأردن الذي كان على وشك الاحتفال يوم الأحد المقبل بمرور مائة عام على وجوده، لكن الأحداث التي شهدتها البلاد السبت 3 أبريل/ نيسان الماضي، ألقت تلقي بظلالها على هذه الذكرى.
بهذه الكلمات سلط “راديو فرنسا الدولي” الضوء على ما أعلنه الأردن، حيث ذكر رئيس الوزراء أيمن الصفدي الأحد أن الأجهزة الأمنية اعترضت اتصالات بين ولي العهد السابق حمزة بن الحسين – الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني – ودائرته المباشرة، وأطراف خارجية لتنفيذ خطة من شأنها التأثير على استقرار البلاد.
وقال الصفدي وأوضح الصفدي أن السلطات رصدت تدخلات واتصالات مع جهات أجنبية حول التوقيت الأنسب لبدء خطوات لزعزعة استقرار الأردن، مشيرا إلى أن التحقيقات تجري منذ فترة طويلة والسلطات تحركت بعد أن انتقل المشتبه بهم من مرحلة التخطيط إلى تحديد وقت التحرك.
والتقى “راديو فرنسا” مع كاميل أبسكات، الخبيرة في الشأن الأردني بمعهد الدراسات السياسية بباريس، للتعليق على الوضع في هذه المملكة، حيث يتابع الأردنيون، مذهولون، تسوية حسابات داخل الأسرة الهاشمية تتكشف في وضح النهار.
وفيما يلي نص الحوار:-
هل تهم التآمر هذه مبنية على أساس، أم أنها تصفية حسابات بين أخوين متنافسين غير أشقاء؟
أعتقد أن أول شيء يجب الإشارة إليه هو أن المعلومات التي لدينا في الوقت الحالي جزئية للغاية، ومن المبكر بعض الشيء تقديم أي استنتاجات، لكن ما يمكننا قوله إنه للوهلة الأولى، من المستبعد فرضية أن يكون الأمر تسوية حسابات، حيث جرت موجة من الاعتقالات والإعلان عن تورط مفترض للأمير حمزة.
هذه الأحداث تقوض بشدة صورة الأردن واستقرار النظام الملكي وصورة العائلة المالكة أيضًا، ولهذا السبب، فإن السلطات الأردنية، كما رأينا في المؤتمرات الصحفية التي عقدت أمس الأحد، تحاشت الحديث عن انقلاب، وتريد التقليل من الحقائق أو على الأقل إظهار أن الوضع تحت السيطرة وتم التعامل معه بسرعة وكفاءة عالية.
من بين المعتقلين على وجه الخصوص باسم عوض الله، وهو رجل يحمل الجنسيتين الأردنية والسعودية، كان مستشارا للملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وأيضا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فهل يمكن أن يُنظر إلى ما حدث بأنه تدخل من الرياض؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع منذ الأمس، بيد أن الأمر لم يتضح بعد، والجميع ما زالوا في مرحلة التكهنات، لكن ما هو مؤكد أن وزير الخارجية أيمن الصفدي ذكر أمس تورط حكومة أجنبية في هذه المؤامرة.
يتكهن الجميع بأن هذه الدولة هي السعودية بالنظر إلى ملفات بعض المعتقلين، فهناك باسم عوض الله وأيضًا شريف حسن ورغم أنه شخصية غير معروفة نسبيًا في العائلة المالكة، لكنه عمل كمبعوث ملكي في السعودية، غير ما يقال يظل مجرد تكهنات وأعتقد أننا سنعرف المزيد في الأيام القليلة المقبلة.
العديد من دول الخليج، وأيضًا الولايات المتحدة أعلنت عن دعمها لعمان، والسؤال هل ما حدث يمكن أن يضعف المملكة؟
يمكننا على أي حال القول إن ما يحدث اليوم سيترك بصماته، إنه حدث استثنائي للغاية أثار دهشة الجميع، ويأتي قبل أيام قليلة من الذكرى المئوية للدولة الأردنية، لذلك أعتقد أولاً أن هذا حدث سيترك بصماته دوليًا في علاقات الأردن مع بعض شركائه الرئيسيين مثل الولايات المتحدة المهتمة باستقرار هذا البلد.
ومن وجهة نظري، ما شهده هذا البلد سيترك قبل كل شيء آثاراً داخل الأردن نفسه؛ لأننا ما زلنا نتعامل مع مقطع فيديو لأحد أفراد العائلة المالكة، يحظى بتقدير الأردنيين، ويشير بأصابع الاتهام إلى تكثيف القمع السياسي.
كما أن كلماته التي وردت في التسجيل تخاطب الأردنيين، وهنا أريد التنويه إلى حدث واحد من بين أحداث أخرى جرت، وهو ولكن في موعد لا يتجاوز 24 مارس/ أذار من هذا العام، حيث تم اعتقال عشرات المعارضين السياسيين خلال مظاهرات احتفالاً بذكرى الربيع العربي، لذلك أعتقد أن هذا الحدث سيترك بصماته بشكل أكبر لأنه نشأ في سياق سياسي كان بالفعل متوترًا بشكل خاص.
يشار إلى أن وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت اليوم الإثنين 5 أبريل/ نيسان أن الأمير حمزة قال في تسجيل صوتي يتحدث فيه عبر الهاتف وتناقله الأردنيون عبر تويتر: “بالتأكيد لن ألتزم عندما يقال لي ممنوع أن أخرج وممنوع أن أغرد وممنوع أن أتواصل مع الناس وفقط مسموح لك أن ترى” العائلة.
وكان الأمير قال في مقطع فيديو سابق مسرب السبت أنه “قيد الإقامة الجبرية”، وقد تبلغ ذلك من رئيس أركان الجيش اللواء يوسف الحنيطي، مؤكدا أنّه لم يكن جزءًا “من أيّ مؤامرة أو منظّمة تحصل على تمويل خارجي”، لكنّه انتقد “انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد” ومنع انتقاد السلطات.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اظغط هنا
اضف تعليقا