مع إصرار العائلة المالكة في دبي على عدم تقديم دليل مادي واضح يثبت أن الأميرة لطيفة لا تزال على قيد الحياة وبصحة جيدة، أعرب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن مصير الأميرة وتضاعفت شكوكهم حول احتمالية وفاتها أو أصابتها بمكروه يمكن أن يورط العائلة.

 

لطالما طالبت الأمم المتحدة حكومة دبي أن تقدم دليلاً واحداً على سلامة الأميرة المفقودة- نجلة الملياردير حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لكن عدم الاستجابة كان الرد الدائم والوحيد من الحكومة.

 

الطلبات الأممية زادت بشكل مكثف بعد نشر الأميرة مقطع فيديو -من داخل حمام- في فبراير/شباط الماضي قالت فيها إنها محتجزة وطلبت النجدة لإنقاذها من هذه الأوضاع.

 

وقال محللو الأمم المتحدة “الأدلة على الحياة والتأكيدات بشأن سلامتها مطلوبة بشكل عاجل”، جاء ذلك في بيان رسمي بعد شهرين من نشر أصدقاء الشيخة لطيفة لقطات فيديو لها قالت خلالها إنها رهينة داخل “فيلا” وتخشى على حياتها.

سعى الخبراء الـ 13، بمن فيهم أعضاء لجنة تهتم بحالات الاختفاء القسري، إلى تصعيد الضغط الدولي على حكومة دبي من خلال المطالبة بالإفراج الفوري عن الشيخة لطيفة.

 

كما صرح ديفيد هاي، المحامي البريطاني الذي يناضل من أجل إطلاق سراح الشيخة لطيفة، في مقابلة عبر الهاتف مع الصحيفة: “من واجب زعماء العالم الآن دعم الأمم المتحدة وتقديم دعمهم للإفراج الفوري عنها”.

 

أزمة الأميرة -البالغة من العمر 35 عاماً- تعود إلى عقدين من زمان، حين حاولت الهروب من حياتها الخاضعة لسيطرة والدها التعسفية في دبي عام 2002، لكن محاولتها فشلت، وعادت لتكررها مرة أخرى عام 2018.

في المرة الثانية، فرت على متن يخت، لتختطفها قوات الكوماندوز التابعين لوالدها بعده مداهمة السفينة قبالة المحيط الهندي ثم قاموا باعتقال الأميرة وتسليمها للسلطات في دبي.

 

لم تظهر الشيخة لطيفة في الأماكن العامة منذ ذلك الحين، سوى مرة واحدة في صورة أثناء حضورها مأدبة غداء عام 2018 مع الرئيسة الأيرلندية السابقة ماري روبنسون في قصر العائلة.

في ذلك الوقت، قالت السيدة روبنسون إنها تعتقد أن الشيخة لطيفة كانت مضطربة عقلياً وتتلقى رعاية جيدة من عائلتها، لكنها أبدت ندمها على تلك الزيارة لاحقاً وصرحت أنها تعرضت “لخداع مروع”.

 

قالت الشيخة لطيفة في مقطع الفيديو الأخير، الذي قال أصدقاؤها إنه تم تسجيله على هاتف محمول وتم تهريبه من قبل وسطاء: “كل يوم، أشعر بالقلق على سلامة حياتي”… “لا أعرف حقاً إن كنت سأتحمل وسأعيش.”، في حين أكدت دبي تعقيباً على هذا الفيديو إن الأميرة تعيش بخير تحت عناية ورعاية أفراد أسرتها وطاقم طبي، لكن الأمم المتحدة قالت إن هذه التأكيدات “ليست كافية في هذه المرحلة”.

 

تصاعدت المخاوف حول سلامة الشيخة لطيفة بسبب الروايات المنتشرة حول السلوك القاسي لوالدها، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي ظهرت في إجراءات الطلاق بينه وبين زوجته السابقة، الأميرة هيا، بعد رفع دعوى ضده في المحاكم البريطانية.

قضية الأميرة هيا لفتت الأنظار مرة أخرى إلى الشيخ محمد وأفراد عائلته الذين ادعوا في أكثر من مناسبة تعرضهم للاضطهاد من قبله، وقد وجد القاضي الذي نظر في قضيتها [الأميرة هيا] أن الشيخ محمد خطف شمسة شقيقة الشيخة لطيفة، حيث طُرحت قضية الأميرة لطيفة أثناء النظر في مسألة الأميرة هيا، وقد استمع القاضي إلى الأقوال التي أكدت أنها اعتقلت من شوارع كامبريدج في أغسطس / آب 2000 بعد أن غادرت عقاراً يملكه والدها، ثم نقلت بطائرة هليكوبتر إلى فرنسا ثم عادت إلى دبي.

وفي محاولة لتصعيد الضغط الدولي، قال المحامي “هاي” إن الحملة ستطلب من الحكومتين البريطانية والأمريكية والاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل فرض عقوبات مالية وحظر سفر على الشيخ محمد وخمسة آخرين قال إنهم متورطون في اعتقال الشيخة لطيفة، وأضاف “هاي” أن من بينهم رئيس الأمن الإماراتي، اللواء أحمد ناصر الريسي، المرشح لرئاسة منظمة الشرطة الدولية “الانتربول”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضًا: الأميرة المفقودة: الإمارات فشلت في تقديم دليل يثبت أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة