الاثنين- العاشر من مايو/أيار- شهدت مدينة القدس أسوأ أحداث عنف على أيدي القوات الإسرائيلية منذ سنوات، امتدت صداها إلى كافة المدن الفلسطينية وحتى قطاع غزة، ما تسبب في إصابة مئات المتظاهرين الفلسطينيين ومقتل أكثر من 20 مواطناً في غزة بينهم أطفال.

 

فيما يلي تلخيص سريع للأجواء المشتعلة في القدس مع خلفية تاريخية للأحداث من وجهة نظر صحيفة الغارديان البريطانية:

 

ماذا يحدث في فلسطين وإسرائيل؟

شهدت القدس أسوأ اضطرابات لها منذ سنوات، حيث أصيب مئات المحتجين الفلسطينيين في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية، وقتل أكثر من 20 شخصا في غزة بعد القصف الإسرائيلي، كما تصاعد العنف والاحتجاج في الضفة الغربية المحتلة ونظمت تجمعات عربية داخل إسرائيل مظاهرات للتنديد بما يحدث.

 

ما الذي تسبب في زيادة العنف؟

الأمر برمته يتعلق بالاحتلال العسكري الإسرائيلي الممتد منذ أكثر من نصف قرن، وبسبب بقبضتها المتزايدة على الحياة الفلسطينية.

انفجر الغضب منذ فترة طويلة في الشارع الفلسطيني بسبب عدد من الأحداث المتتالية والاضطهاد الإسرائيلي، لتصل تلك الأحداث إلى ذروتها يوم الاثنين.

 

ما هي خلفية تلك الأحداث؟

في أعقاب الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب وإسرائيل لتعزيز سيطرة الدولة على الأراضي الفلسطينية، وصل الأمل في حل للأزمة المستمرة منذ عقود إلى الحضيض، بعبارات أخرى: كاد أن يتلاشى نهائياً<

 

زاد قرار محمود عباس (85 عاما)، زعيم السلطة الفلسطينية غير المتمتعة بالحكم الذاتي، بتأجيل الانتخابات المزمعة، من إحباط الفلسطينيين، الذين لم يشهدوا أي انتخابات برلمانية منذ عام 2006.

 

في غضون ذلك، شجعت الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في مارس/آذار اليمين المتطرف في إسرائيل، وأدخلت حزباً من اليهود القوميين المتطرفين المتحالفين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى البرلمان.

 

ماذا حدث منذ ذلك الحين؟

قبل شهر، بدأ شهر رمضان المبارك، واشتكى الفلسطينيون مما وصفوه بالقيود صارمة غير ضرورية من قبل الشرطة الإسرائيلية، التي منعتهم من التجمع على درجات خارج البلدة القديمة [عند باب العامود] – وهو تقليد شعبي اعتادوا القيام به بعد صلاة العشاء.

 

وسط تصاعد التوترات، كانت هناك زيادة ملحوظة في العنف الطائفي [اليهودي]، مع مشاركة مقاطع فيديو على الإنترنت للمضايقات في الشوارع التي يتعرض لها الفلسطينيين على أيدي الإسرائيليين.

وصلت الأحداث إلى ذروتها في أواخر أبريل/نيسان عندما سار مئات الإسرائيليين من اليمين المتطرف في شوارع المدينة وهم يهتفون “الموت للعرب” مع الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين.

 

كيف تصاعدت الأحداث خلال الأسبوع الماضي؟

تصاعد الغضب قبل صدور حكم محكمة إسرائيلية يوم الاثنين بشأن ما إذا كانت السلطات ستطرد عشرات الفلسطينيين من حي الشيخ جراح ذي الأغلبية العربية في القدس الشرقية وتسلم منازلهم للمستوطنين اليهود.

 

في نفس اليوم، كان الآلاف من القوميين الإسرائيليين يلوحون بالأعلام [الإسرائيلية] في مسيرة عبر الأحياء الإسلامية في البلدة القديمة في عرض استفزازي احتفل فيه [المستوطنون] باستيلاء إسرائيل على المدينة في عام 1967.

بحلول يوم الاثنين، تم تأجيل موعد المحكمة وتم تغيير مسار المسيرة، ولكن رغم هذه القرارات، كان الوضع قد تصاعد بالفعل.

 

ما قصة حي الشيخ جراح؟

تزعم العائلات اليهودية أنها فقدت أراضيها في حي الشيخ جراح خلال الحرب التي رافقت قيام دولة إسرائيل عام 1948، وهو الصراع الذي شرد فيه أيضاً مئات الآلاف من الفلسطينيين.

 

بعد عقدين من الزمان، استولت إسرائيل على القدس الشرقية من القوات الأردنية في حرب عام 1967 وضمتها لاحقاً، وبموجب القانون الإسرائيلي، يمكن لليهود الحق في استعادة ممتلكاتهم في القدس قبل عام 1948، لكن لا يوجد قانون مماثل للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في القدس الغربية.

 

لماذا تعتبر القدس نقطة اشتعال؟

لطالما كانت القدس مركزًا للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، حيث يقدس اليهود والمسلمون أماكنها المقدسة، إذ يشكل حائط المبكى في البلدة القديمة جزءًا من أقدس موقع في اليهودية – جبل الهيكل، وهي أيضاً جزء من الحرم الشريف، الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الأقصى – ثالث أقدس الأماكن في الإسلام -.

 

كيف يقارن العنف الحالي بالماضي؟

لم يسبق أن كان هناك وقت ساد فيه الهدوء التام في إسرائيل وفلسطين، لذلك من الصعب مقارنة سلسال العنف هذا، ومع ذلك، فإن آخر حدث مشابه في السنوات الأخيرة كان عام 2017، عندما أدى الغضب من تحركات إسرائيل لتركيب بوابات الكشف عن المعادن خارج الحرم القدسي الشريف إلى إراقة دماء [فلسطينية] على مدى أسابيع.

 

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

 

تنويه:

الصحيفة تعتبر إسرائيل دولة، وكذلك فلسطين، لذا سيتم استخدام هذا الوصف وفقاً لما جاء في نص المقال، مع التأكيد أن هذا الوصف لا يعبر عن رأي موقع “العدسة”.