بدأ الغوغاء الذين انتظروا على طول كورنيش الواجهة البحرية في “بات يام”، الضاحية الجنوبية لتل أبيب، بمهاجمة الشركات المملوكة للفلسطينيين أصحاب الجنسية الإسرائيلية، أو ما يُعرفون بـ عرب 48.

 

تجمع الشباب [الإسرائيلي] من اليمين المتطرف، -بعضهم كان يرتدي ملابس سوداء ويرددون “الموت للعرب”، بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي تهدد صراحة بالعنف.

 

قاموا بتحطيم نافذة محل لبيع البوظة مملوك لأحد العرب الإسرائيليين، وبعدها قاموا بالاعتداء على مواطن آخر كان بداخل سيارته، حيث قاموا بسحبه من السيارة وضربه بوحشية ثم إلقائه على جانب الطريق، حيث تُرك هكذا لمدة 15 دقيقة حتى وصلت الشرطة.

 

الاعتداء على المواطن العربي كان يتم بثه على الهواء مباشرة على القناة 11 الإسرائيلية وحذر المراسل دانييل إلعازار قائلاً: “نحن نشاهد عملية إعدام خارج نطاق القانون في الوقت الفعلي. لا توجد شرطة هنا “، قبل أن تبتعد الكاميرا بناء على طلب المذيع.

 

لم يكن الهجوم في “بات يام” الحادثة الوحيدة، فمنذ التصعيد السريع في القتال بين حماس وإسرائيل، حيث تم إطلاق الصواريخ على مدن إسرائيلية بما في ذلك منطقة العاصمة التي تقع وسطها تل أبيب، انفجرت التوترات الطائفية بين المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل إلى أعمال شغب وهجمات عنيفة مع تحذيرات من تطور الأمر لحرب أهلية.

 

بحلول يوم الخميس، تم الإبلاغ عن أعمال عنف طائفية وقعت في عدة مدن، مثل بئر السبع في صحراء النقب الجنوبي ورهط، الرملة، اللد، الناصرية، طبريا، القدس وحيفا. كانت هناك أعمال شغب من قبل الإسرائيليين وطعن وإحراق ومحاولة اقتحام منازل وإطلاق نار، تم نشر بعضها بتفاصيلها المرعبة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

الأوضاع مزرية بصورة كافية لدرجة أن افتتاحيات الصحف الإسرائيلية المختلفة لم تستطع إنكار ذلك، مثل جيروزاليم بوست المحافظة التي حذرت من أن “التعايش الحساس وغير الكامل الذي كان قائماً بين اليهود والعرب الإسرائيليين على مدى السنوات الـ 73 الماضية محفوف بالتوتر الآن ويجب الاعتراف بذلك”.

 

 من جانبه، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، صباح الخميس، بـ “تعزيز كبير” لقوات شرطة الحدود في المدن الإسرائيلية “لتهدئة” الوضع بين السكان العرب واليهود، وقال غانتس في بيان رسمي “نحن في حالة طوارئ”.

 

في سياق متصل، نظم المواطنون العرب في إسرائيل احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على قيام إسرائيل باقتحام المسجد الأقصى الذي لديه مكانة خاصة ومقدسة، كذلك خطط إجلاء عشرات العائلات الفلسطينية في المدينة بعد قرار المحكمة الإسرائيلية لصالح المستوطنين اليهود.

 

اللافت للنظر أن الأسابيع الأخيرة شهدت عودة لأنشطة الجماعات المعادية للعرب بشكل علني مثل Lehava ، ومثيري الشغب العنصريين في كرة القدم المعروفين باسم La Familia ، وجماعات المستوطنين اليمينية المتطرفة، الذين ورد أنهم متورطون في أعمال العنف.

 

دعت إحدى الرسائل الأخيرة التي أرسلتها جماعة لا فاميليا أنصارها للتوجه إلى يافا، حيث قالت إن هناك تواجدًا ضئيلًا للشرطة، مع تحديد الشوارع التي قد يكون من الممكن فيها دخول منازل العرب للاعتداء عليهم وقتلهم.

 

تأجج الموقف بسبب خطاب المسؤولين المنتخبين المحليين، بما في ذلك نائب رئيس البلدية، يوسي هاروش، الذي تم تصويره على شريط فيديو في اجتماع المجلس قائلا إن مئات الأشخاص يأتون من مستوطنات الضفة الغربية لحماية منازل اليهود و “المساعدة في الأمن “، محذراً السكان العرب من مغادرة منازلهم.

 

داليا شيندلين، محللة سياسية إسرائيلية، تردد آراء الكثيرين بقولها إن العنف الطائفي غير مسبوق في تجربتها، في حوارها لصحيفة الغارديان قالت “إنه أمر سيء حقًا”، مضيفة “يبدو الأمر وكأنه صراع عرقي. الناس يخرجون إلى الشوارع للبحث عن أعمال عنف ضد أفراد المجتمع الآخر. هذا أكثر من مجرد رد فعل على صواريخ حماس. هناك شيء أعمق يحدث”.

 

على الجانب الإسرائيلي، يجادل شيندلين، أن العامل الرئيسي كان التوغل المتزايد لليمين المتطرف على مدى سنوات طويلة، حيث استخدم قادة مثل بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان سياسة العنصرية لجذب الناخبين، ما سمح للجماعات العنيفة اليمينية المتطرفة بالازدهار.

 

على الجانب العربي الإسرائيلي، يلقي شيندلين باللوم على دور الشرطة السلبي في استمرار جرائم العنف والإفراط في مراقبة تهديدات اليهود وتوعدهم بالعنف، “إنها كارثة. السؤال هو ما العمل؟… في الوقت الحالي، الملاذ الأول والأخير هو التزام الشرطة بعملها بصورة مكثفة”.

 

يشكل عرب إسرائيل حوالي 20٪ من السكان وهم من نسل فلسطينيين بقوا في البلاد بعد حرب 1948 التي تم الإعلان عن قيام إسرائيل في أعقابها، بعد تهجير أكثر من 700 ألف فلسطيني.

وبالرغم من أنهم يحملون الجنسية، ولهم حق التصويت، إلا أنهم يواجهون تمييزًا واسع النطاق، ولأنهم من أنصار القضية الفلسطينية، لذلك ينظر إليهم الكثير من الإسرائيليين بعين الريبة.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا