أصبح بنيامين نتنياهو مهدد بفقدان منصبه لأول مرة منذ 12 عاما كرئيس للوزراء بعد أن تخلى عنه زعيم اليمين المتطرف نفتالي بينيت معلنا دعمه لزعيم المعارضة يائير لابيد.
وقالت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية: إن بينيت، الذي كان يفخر بقتله الكثير من العرب، أعلن بكل وقاحة انضمامه إلى الوسطي المكلف بتشكيل حكومة الائتلاف، يائير لابيد داعيا إياه لتشكيل حكومة ائتلافية.
وصرّح بينيت مساء الأحد 30 مايو / أيار بعد أسابيع من الغموض حول نواياه “أعلن أنني سأقوم بكل ما هو ممكن لتأليف حكومة وحدة مع صديقي يائير لابيد”.
وأضاف في خطاب متلفز “في لحظات الحقيقة هذه، عليك أن تعرف كيف تتحمل المسؤولية، لدي خلافات مع يائير لكننا نتشارك حبّ هذا البلد”.
ووفقا للصحيفة الفرنسية فإن إعلان بينيت بمثابة إطلاق نار على منافسه ومثله الأعلى نتنياهو، حيث يحلم زعيم اليمين المتطرف بأن يأخذ مكانه كزعيم لليمين الإسرائيلي، متهماً إياه بـ “أخذ المعسكر القومي ودولة إسرائيل نحو قلعة ماسادا”.
وذلك في إشارة إلى أسطورة قلعة، تقع على مرتفع صخري بارز في شرق صحراء النقب الفلسطينية بالقرب من البحر الميت، حاصرها الرومان عام 72 بعد الميلاد، حيث فضلت مجموعة من المتمردين اليهود الانتحار على الاستسلام.
أغلبية صغيرة لكنها كافية
وأوضحت “ليبراسيون” أنه لأول مرة منذ اثني عشر عامًا (1996-1999) يصبح نتنياهو، الذي يحمل الرقم القياسي كأطول حقبة حكم في تاريخ إسرائيل، على بعد خطوة من فقدان منصبه كرئيس للوزراء.
وأشارت إلى أن كل شيء يتوقف على نفتالي بينيت الذي فاز حزبه “يمينا” بـ 7 مقاعد فقط في انتخابات 23 مارس/ آذار الرابعة خلال عامين، ورغم ذلك فإن هذا الحزب في موقع محوري.
ولتشكيل حكومة، على يائير لبيد زعيم حزب “يش عتيد” أو (هناك مستقبل) ضمان دعم 61 نائبا، وقبل إعلان بينيت دعمه، نجح لبيد في جمع تأييد 51 نائبا من اليسار والوسط وحزبين من اليمين، وسيتيح الدعم خارج الائتلاف من قبل “القائمة العربية الموحدة” له الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.
وفي حال استطاع ذلك سيملك “معسكر التغيير”، الذي يضم أحزاب اليسار واليمين والوسط والعرب داخل إسرائيل، 61 مقعدا برلمانيًا من أصل 120، وهي أغلبية صغيرة لكنها كافية لإسقاط نتنياهو.
وبحلول يوم الأربعاء المقبل، من المقرر أن يقدم يائير لبيد ائتلافه إلى الرئيس رؤوفين ريفلين، قبل تصويت الكنيست المتوقع في غضون سبعة أيام.
وعرض نتنياهو، على منافسيه اليمينيين، زعيم حزب “يمينا”، وجدعون ساعر حزب “الأمل الجديد”، اتفاقا يقضي بتوليهم منصب رئيس الحكومة بالتناوب والاجتماع فورا بغية الاتفاق على تشكيل حكومة يمين جديدة قائلا: “هذه لحظة مصيرية لمستقبل دولة إسرائيل”.
لكن ساعر في معرض تعليقه على مبادرة نتنياهو شدد عبر “تويتر” على أن موقف “الأمل الجديد” لا يزال ثابتا، مبديا التزام حزبه بهدف الإطاحة بحكومة نتنياهو.
مماطلة وتغييرات سريعة
أما بالنسبة لبينيت، تواصل الصحيفة، فإنه ليست هذه المرة الأولى إذ بدأ المفاوضات في أوائل مايو/ أيار مع يائير لبيد زعيم حزب “يش عتيد” الذي حصل على المركز الثاني من حيث عدد الأصوات حتى أنه التقى بمنصور عباس، زعيم حزب “القائمة الموحدة” وكان بمثابة قفزة عملاقة، غير أن الحرب الأخيرة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في 10 مايو/ أيار الماضي هزت هذه الجهود.
وتؤكد “ليبراسيون” على أنه تحت ضغط قوي من اليمين واليمين المتطرف، المتنازع عليه في حزبه، لم يستطع نفتالي بينيت الانضمام إلى مثل هذا التحالف، الذي يتمثل هدفه المعلن في إسقاط رئيس الوزراء المتهم في ثلاث قضايا فساد، فتخلى عن المناقشات في 13 مايو/ أيار بعد أن وجد نفسه عالقا.
ووفقا لجدعون راحات، باحث العلوم السياسية في معهد إسرائيل الديمقراطي: إنه لا يستطيع أن ينضم إلى نتنياهو الذي سيقضي عليه لأنه يدمر كل من يتحدى سلطته، أو الوثوق باقتراحه تقاسم منصب رئيس الوزراء، لأن نتنياهو قدم الوعد نفسه لمنافسه بيني جانتس قبل أن يخونه.
وتنوه الصحيفة بأنه لا خيار أمام زعيم “يمينا” إلا الانضمام إلى لبيد أو يتحمل مسؤولية تنظيم انتخابات جديدة، لكنه قرر أخيرًا استغلال موقعه المحوري للفوز بنصيب الأسد أي أن يصبح أول رئيس وزراء بعد نتنياهو وشريكته في الحزب أييليت شاكيد وزيرة للداخلية.
كما سيحصل جدعون ساعر على حقيبة وزير العدل، وهو منصب متميز لمراقبة رئيس الوزراء السابق وخصمه الذي انتقم منه بعد تحديه، من خلال دعوته لإجراء انتخابات داخل الليكود، إذ من التوقع أن يكافح من أجل محاكمة نتنياهو.
لكن في نهاية تقريرها تساءلت “ليبراسيون” هل ستكون هذه الحكومة الائتلافية قادرة على الصمود، إذ سيتعين عليهم البقاء معا بعد الإطاحة بنتنياهو؟
ويرى الباحث جدعون راحات، أنه من الصعب ذلك فإيجاد قواسم مشتركة في حكومة تضم جميع الأضداد لن يكون سهلا.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا