يبدو أن الرجل الثاني في الإمارات، حاكم إمارة دبي الإماراتية، الشيخ محمد بن راشد، سيعيش أيامًا صعبة خلال الفترة المقبلة، مع اقتراب صدور كتاب تحت عنوان: “خطايا الشيخ: اختطاف وتخويف ومؤامرات داخل البيت الملكي في دبي”. حيث من المقرر أن يصدر المحرر، توم شتاينفورت، كتابه الذي يكشف فيه فضائح ابن راشد قريبًا، على منصة Penguin eBooks، وبالتحديد في 3 أغسطس/ آب القادم.

وقد نشرت منصة أمازون الشهيرة مقدمة للكتاب جاء فيها: “تحظى دبي بتقدير دولي باعتبارها منارة للحداثة: ففيها ناطحات سحاب متلألئة، وبوتقة ثقافية، وحتى أصبحت الإمارات لاعبًا جديدًا في سباق الفضاء” 

وأضافت المقدمة: “يحكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الملياردير القوي الذي يعتبر الملكة (إِلِيزَابِيث أَلِيكسندرا، ملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا) ودونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) أصدقاء”. ووفق المقدمة التي نشرتها أمازون، فإن “الدعاية التي تظهر الإمارات بشكل تقدمي ومتنور لا تعكس حقيقة أن الإمارات شبيهة بالدول في القرون الوسطى. حيث لا يوجد مكان تتجلى فيه هذه الحقيقة أكثر من قصر الشيخ (محمد بن راشد) نفسه”.

مخاطر على النساء في الإمارات

وأردف كاتب المقدمة، في حديثه عن قصر ابن راشد، قائلًا: “فهناك تخاطر العديد من النساء بحياتهن في الوقت الحالي، من خلال دق ناقوس الخطر بشأن ما يحدث بالفعل في الإمارات العربية المتحدة”. وضرب الكاتب مثالًا واضحًا على الظلم والاضطهاد الموجود في القصور الملكية الإماراتية، وهو هروب اثنتين من نساء ابن راشد. حيث وصف الكاتب الأمر قائلًا: “حاولت اثنتان من بنات الشيخ الجريئة الهروب من حكم أبيهما الحديدي ، لتحلمان بحياة أفضل”.

حيث أشار إلى مقطع الفيديو التي نشرته الشيخة لطيفة، ابنته، على الانترنت، قالت فيه: “أنا محتجزة، هذه فيلا تحولت إلى سجن، كل النوافذ مغلقة تمامًا، لا أستطيع فتح النافذة، أنا بمفردي في حبس انفرادي، ودون الحصول على مساعدة طبية ولا محاكمة أو تهمة أو أي شيء”. ووفقًا لما قالته في الفيديو حينها، فإن الشيخة لطيفة صورت هذا الفيديو سرًا عبر هاتفها أثناء اختبائها في دورة المياه، لأنه كان المكان الوحيد الذي يمكنها قفله.

وقد أذاعت قناة BBC البريطانية وثائقي بهذا الخصوص، في شهر فبراير / شباط من العام الجاري، قالت فيه لطيفة: “لقد مكثت هنا منذ أكثر من عام، في حبس انفرادي… كل يوم أشعر بالقلق حيال سلامتي وأماني”. بينما قالت صديقتها تينا في الوثائقي إنها قلقة جدًا على الشيخة لطيفة: “وجهها شاحب، لم تر ضوء الشمس منذ أشهر، يمكنها أن تتحرك من غرفتها إلى المطبخ والعودة فقط”.

فضيحة في المحكمة العليا بلندن

ويكمل الكاتب عن انتهاكات ابن راشد بحق النساء قائلًا: “تسببت الزوجة الصغرى للشيخ في مزيد من الفضيحة من خلال نشر الغسيل القذر لأسرة آل مكتوم في المحكمة العليا بلندن”. وهو هنا يشير إلى طلب الوصاية الذي تقدمت به زوجة ابن راشد، الأميرة هيا بنت الحسين (45 عامًا) على حضانة طفليهما أمام المحاكم البريطانية. حيث طلبت الأميرة الوصاية على طفليها، وحماية ابنتها من الزواج القسري وإصدار أمر بعدم التعرض لها.

وفي هذا الخصوص، أصدرت المحكمة العليا في بريطانيا، في مارس/ آذار من العام المنصرم، حكمًا يقضي بتحميل المسؤول الإماراتي المسؤولية عن اختطاف اثنتين من بناته وإعادتهما قسرًا إلى الإمارات. وخلصت المحكمة إلى أن بن راشد، الذي يشغل أيضا منصب رئيس وزراء الإمارات، مارس حملة من الترهيب والتخويف ضد الأميرة هيا. ووجدت أيضًا أنه مسؤول عن اختطاف اثنين من بناته من زواج آخر، وإعادتهما قسرًا إلى الإمارات.

وحينها، تقدم ابن راشد بطلب إلى المحكمة العليا لإعادة طفليه من الأميرة هيا، لكن رفضت المحكمة النظر في الطعن، ورفض 3 قضاة في محكمة الاستئناف البريطانية طلبًا منه أيضًا يدعو فيه القاضي إلى عدم نشر الحكمين في القضية التي جرت في جلسات مغلقة.

فساد شائع وآثام حكومية

ويضيف الكاتب: “تنعكس مواقف الشيخ محمد تجاه المرأة وحقوق الإنسان في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من إنفاق الدولة ثروة للترويج لنفسها كنموذج للتناغم والمساواة. هنا، لا تزال المرأة تعتبر سلعة خاصة، فهن المتهمات إذا أبلغن عن جرائم اغتصاب”. 

ولم يقف الكاتب عند حدود الانتهاكات ضد المرأة حيث تحدث عن أنه لا يوجد حد أدنى للأجور للعمال في الإمارات، وأن الفساد شائع، في الوقت الذي تحاول فيه الدولة الخليجية الترويج لنفسها على أنها دولة مبادئ.

وعلى ذكر الفساد في دبي، فقد خلصت مسودة تحقيقات سرية أجرتها المفوضية الأوروبية مؤخرًا أن غالب المعاملات المالية والعقارية والتجارية  في الدولة الغنية تعتمد على التدفق المستمر للعائدات والإيرادات غير المشروعة الناتجة عن الجريمة والفساد عبر عمليات غسيل الأموال. 

وكشفت التحقيقات أن المنظمات والجهات الفاعلة الفاسدة والإجرامية من جميع أنحاء العالم تعمل من خلال إمارة دبي أو انطلاقًا منها عبر عمليات غسيل الأموال بما يشمل ذلك شراء العقارات. كما أظهرت التحقيقات أن رجال العصابات من روسيا وأمراء الحرب الأفغان والحكام النيجيريين و غاسلي الأموال الأوروبيين ومنتهكي العقوبات الإيرانيين، ومهربي الذهب من شمال إفريقيا؛ كل أولئك يجدون إمارة دبي مكانًا ملائمًا لعملياتهم المشبوهة من خلال عمليات غسيل الأموال.

وحسب المقدمة التي نُشرت على موقع أمازون، فإن الكاتب، توم شتاينفورت، قضى سنوات في الكشف عن آثام الشيخ محمد، والواقع المزعج للحياة في دبي. وختمت المقدمة بالقول: “الآن، يشارك الكاتب القصص الشجاعة لأولئك الذين عانوا من الرعب بشكل مباشر ، ووثق فيه هذه الانتهاكات لضرب جرس الإنذار”.