أثارت المقالة الافتتاحية في صحيفة الغارديان البريطانية قبل عدة أيام حول الأنظمة العربية الديكتاتورية والممارسات القمعية والاستبدادية التي تتعامل بها مع شعوبها، ردود أفعال قوية بين جمهور القراء الذين كتب بعضهم إلى الجريدة منتقدين تصرفات الغرب في المنطقة العربية، مشيرين أن تلك التدخلات هي السبب الأكبر وراء تفشي القمع والاستبداد في الشرق الأوسط.

 

 في رسالة من “جون -لندن”، قال تعليقاً على المقالة التي لم يختلف مع محتواها كثيراً:

“لا أختلف مع مقالك المنشور في 29 يوليو/تموز، في أن “الديكتاتورية الخيرة*” ليست هي الحل لمشاكل الشرق الأوسط. إن كان لها فائدة، فهي مفيدة فقط لجو بايدن والولايات المتحدة.

تقول الافتتاحية: (انتزاع السلطة الرئاسية في تونس هو اختبار لأجندة جو بايدن للديمقراطية وحقوق الإنسان).

حسناً، على مر التاريخ، لطالما كان العدوان الأمريكي على أي دولة مبرراً بشعار “جلب الديمقراطية” إلى بقية العالم، من احتلال الفلبين إلى كوبا ونيكاراغوا وفيتنام والشرق الأوسط، لم يكن التدخل الأمريكي أكثر من ترسيخ هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والحفاظ عليها.

لا يختلف بايدن عن أسلافه، ظهر ذلك بصورة جلية بعد عدم اكتراثه بالحكم الديكتاتوري في مصر، وبسجل المملكة العربية السعودية المروع في مجال حقوق الإنسان والعدوان في اليمن، بالإضافة إلى عدائه تجاه كوبا.

في رأيي، تقديم دعماً حقيقياً للمساعدة في إنشاء هياكل ديمقراطية شعبية، واستقلال اقتصادي حقيقي، ونبذ “علني” لأي أنظمة نظام ديكتاتوري، هو السبيل الوحيد لتعزيز السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن من غير المرجح أن تأتي مثل هذه السياسات من حكومة أمريكية مع اختلاف توجهها وخلفيتها السياسية.”

الدكتاتورية الخيرة: هي شكل من أشكال الحكومات حيث يمارس الزعيم المستبد السلطة السياسية لصالح كافة السكان وليس لصالحه الخاص أو لصالح جزء صغير من الشعب، الديكتاتور الخير قد يسمح ببعض الديموقراطية في صنع القرار مثل إجراء استفتاءات عامة.

 

أما “كيفن بانون- لندن”، قال في رسالته:

“إنه لأمر مشين تصوير أنظمة العالم العربي كما لو كانت ذات جذور أصلية، أو نابعة حقاً من الشعوب أو من تلك الأوطان.

كان الغرب يفرض حكماً على دول الشرق الأوسط منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية – بعد أن حدد بالفعل حدوده الوطنية – في قول آخر، كان مستعمراً لتلك البلاد وكان يتخلص باستمرار من الحكام الذين لا يوافقون عليهم أو يرغبون في إنهاء وصايته، أي أن هذه الأنظمة صنيعة الغرب في المقام الأول.

لقد أيد الغرب -ضمنياً- الإطاحة العسكرية بجماعة الإخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطياً في مصر، وحرض على السقوط الأكثر عنفاً للجماهيرية الليبية، التي كانت تعاني لعقود من الزمن بسبب عقوبات أمريكية قاسية.

كما أدى الغرب إلى إطالة أمد الحرب الأهلية في سوريا، حيث يشترك مع الجهاديين في هدف تغيير النظام، ولم يكن العراقيون هم من دمر بلادهم، بل كانت القوة الجوية الأمريكية بشكل أساسي.

التدخلات السرية كانت أكثر بكثير من التدخلات العلنية في المنطقة، إن دول الخليج غير الديمقراطية، التي لا تتسامح مع الاحتجاج والمعارضة بأي صورة ممكنة، مدعومة بكل إخلاص وقوة من الغرب الديمقراطي.”

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا