أعلنت حركة “طالبان”، الثلاثاء الماضي، تشكيلة وزارية لتكون حكومة تصريف أعمال في أفغانستان، بعد أن سيطرت الحركة على أفغانستان بالكامل تقريبًا، بما فيها العاصمة كابل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتملت في 31 أغسطس/ آب الماضي.

ونقلت قناة “طلوع نيوز” المحلية عن المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، أنه تم تعيين محمد حسن آخوند رئيسًا لحكومة تصريف الأعمال. كما عُين نائبان لرئيس الحكومة، ووزراء بالوكالة. ووفق التشكيلة الجديدة، فإن الملا عبد الغني برادار يشغل منصب النائب الأول لآخوند، ومولوي حنفي، النائب الثاني.

وأتت التشكيلة الحكومية كالتالي: رئيس الوزراء (رئيس الحكومة): الملا حسن آخوند، والنائب الأول: الملا عبد الغني برادار، والنائب الثاني: مولوي حنفي، والقائم بأعمال وزير الدفاع: الملا يعقوب، والقائم بأعمال وزير الداخلية: سراج الدين حقاني، والقائم بأعمال وزير الخارجية: مولوي أمير خان متقي، والقائم بأعمال وزير المالية: الملا هداية الله بدري.

وبعيدًا عن الوزارات السيادية السابق ذكرها، فقد تم تعيين مولوي نور الله منير في منصب القائم بأعمال وزير التربية والتعليم، أما القائم بأعمال وزير الإعلام والثقافة فهو: الملا خير الله خيرخة، والقائم بأعمال وزير الاقتصاد: قاري الدين حنيف، والقائم بأعمال وزير الحج: مولوي نور محمد صقيب، والقائم بأعمال وزير العدل: عبد الحكيم شريع، والقائم بأعمال وزير الحدود والشؤون العشائرية: الملا نور الله نوري.

وجاء الملا محمد يونس آخوند زادة، ليشغل منصب القائم بأعمال وزير التأهيل والتنمية الريفية، بينما القائم بأعمال وزير الأشغال العامة هو: الملا عبد المنان العمري، والقائم بأعمال وزير المناجم والبترول: الملا محمد عيسى آخوند، والقائم بأعمال وزير المياه والطاقة: الملا عبد اللطيف منصور، والقائم بأعمال وزير الطيران المدني والنقل: الملا حميد الله آخوند زادة، والقائم بأعمال وزير التعليم العالي: عبد الباقي حقاني، والقائم بأعمال وزير الاتصالات: نجيب الله حقاني، والقائم بأعمال وزير شؤون اللاجئين: خليل الرحمن حقاني.

أما القائم بأعمال مدير المخابرات فهو: عبد الحق الواثق، والقائم بأعمال مدير البنك المركزي: الحاج محمد إدريس، والقائم بأعمال مدير المكتب الإداري لرئيس الجمهورية: أحمد جان أحمدي، والقائم بأعمال وزير دعوة الإرشاد: الشيخ محمد خالد، ونائب وزير الدفاع هو: الملا محمد فاضل، ورئيس أركان الجيش: قاري فصيح الدين.

ونائب وزير الخارجية هو: شير محمد عباس ستانيكزاي، ونائب وزير الداخلية: مولوي نور جلال، ونائب وزير الإعلام والثقافة: ذبيح الله مجاهد، والنائب الأول لجهاز المخابرات: الملا تاجير جواد، والنائب الإداري لجهاز المخابرات: الملا رحمة الله نجيب، ونائب وزير الداخلية لمكافحة المخدرات: الملا عبد الحق آخوند.

 

رئيس وزراء أفغانستان الجديد

ووفق المعلومات المتوفرة عن الملا حسن آخوند، رئيس الوزراء الأفغاني، الذي اختارته حركة طالبان ليرأس أول حكومة لها بعد دحر الاحتلال الأمريكي، فإنه يبلغ من العمر 65 عامًا. وقد اختاره زعيم الحركة الشيخ، هيبة الله آخوند زاده، ليرأس الحكومة؛ وذلك لقربه لمؤسس الحركة الملا محمد عمر، ودوره في تشكيل حركة طالبان”، حيث كان “آخوند” ضمن 6 شخصيات أسسوا حركة طالبان في تسعينيات القرن الماضي بزعامة الملا محمد عمر.

وينتمي “آخوند” إلى قبيلة بابر، وولد في مديرية شاولي كوت بولاية قندهار جنوبي أفغانستان. وقد عمل في السابق نائبًا لرئيس الوزراء ،الملا محمد رباني، في الحكومة الأولى لطالبان من عام 1996 إلى عام 2001. كما تولى رئاسة مجلس القيادة بعد سقوط الحكومة عام 2001، ولمدة 20 عامًا.

 

الملا برادر.. أبرز قادة طالبان

أما الملا عبد الغني برادر، الذي عُين نائبًا لرئيس الحكومة، فإنه يعد أحد أبرز قيادات حركة طالبان، حيث شارك الملا برادر في القتال في ثمانينيات القرن الماضي ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان في مديرية بنجواي بولاية قندهار، كما أنه شغل منصب نائب مؤسس حركة طالبان، الملا محمد عمر، في مجموعة من المجاهدين ضد الحكومة الشيوعية المدعومة من السوفييت آنذاك.

وفي الأساس، فإن لقب “برادر” أي “الأخ” الذي أطلق عليه جاء لعلاقته القوية بمؤسس حركة طالبان الملا محمد عمر، حيث أدارا معًا مدرسة دينية في مديرية ميوند بولاية قندهار، وأسسا، ضمن 4 أشخاص، حركة طالبان انطلاقًا من هذه المدرسة عام 1994.

وشغل برادر – الذي ينتمي إلى قبيلة بوبل زاي الشهيرة في الولايات الجنوبية- منصب حاكم ولاية نيمروز وهرات، ومسؤول عسكري غربي أفغانستان. كما تولى منصب نائب رئيس أركان الجيش وقائد فيلق الجيش المركزي في العاصمة كابل، حسب ما كشفت عنه وثيقة لوزارة الخارجية الأميركية.

واعتقل “برادر” في فبراير/شباط من العام 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية، إلا أنه أفرج عنه في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بناء على طلب من المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، للقيام بدور في محادثات السلام بسبب سلطته وسمعته وقدرته على التفاوض، ليشغل بعد ذلك منصب نائب زعيم حركة طالبان للشؤون السياسية، ورئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة.

 

وزير الخارجية الأفغاني الجديد

وحيث إن العلاقات الخارجية لحكومة طالبان الجديدة تشغل الرأي العام منذ سيطرة الحركة على مقاليد الحكم في أفغانستان، فربما يكون من المناسب هنا الإشارة إلى أمير خان متقي، وزير الخارجية بالوكالة في حكومة أفغانستان الجديدة.

ويبلغ “متقي” من العمر 51 عامًا، وتولى في الحكومة الأولى لحركة طالبان وزارتي الثقافة والإعلام والتربية والتعليم. أما بعد سقوط حكومة الحركة، عمل رئيسًا للجنة الدعوة والإرشاد، ولعب دورًا مهمًا في الدعاية والعمل الإعلامي للحركة، هذا بالإضافة إلى مشاركته في عدد من جولات المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة، قبل أن يعمل في مكتب زعيم حركة طالبان، في مدينة كويتا الباكستانية.