دعت منظمات حقوقية إلى مقاطعة معرض دبي إكسبو 2020 الذي بدأت فعالياته مطلع هذا الشهر، ومن المقرر أن تستمر حتى مارس/آذار من العام المقبل، وذلك بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإماراتي، والتي تشمل قصف اليمن وملاحقة المتظاهرين السلميين والمعاملة القاسية للعمال المهاجرين.

وبدأت أكثر من 70 منظمة حقوقية حملة هدفها فضح المعرض تحمل نفس العنوان (افضح المعرض- Expose the Expo)، حثت من خلالها الدول والشركات والجمهور على مقاطعة معرض دبي إكسبو 2020 احتجاجاً على انتهاكات الإمارات لحقوق الإنسان.

الحملة الحقوقية وصفت المعرض بأنه دعاية للتطبيع وصرف الانتباه عن تورط الإمارات في الحرب في اليمن ، والمعاملة القاسية للعمال المهاجرين وسجل حافل بالاعتقالات التعسفية، وسجون ممتلئة بالمعتقلين وسجناء الرأي، الذين بدورهم يعانون من سوء أوضاع احتجاز ومعاملة مهينة وإهمال طبي.

مع انطلاق المعرض العالمي، تخطط المجموعات الحقوقية العالمية، مثل Detained International و Freedom Forward ، لكتابة رسائل إلى مئات المشاركين في إكسبو ودفعهم إلى التفكير مرتين قبل الحضور.

قال ديفيد هايغ، محامي حقوق الإنسان ومؤسس المنظمة غير الحكومية Detained International ديفيد هايغ، لصحيفة “العربي الجديد الإنجليزية” إن “تصدر دبي دائماً أنها منفتحة وشفافة.. لكن الواقع عكس ذلك تماماً، يريدون خداعنا… نهدف إلى تثقيف الناس بحقيقة ما يحدث على أرض الواقع الفعلي”.

وأضاف هايغ، الذي أمضى 22 شهراً في السجن دون توجيه اتهامات إليه في دبي، للصحيفة إنه “لا توجد حقوق إنسان في الإمارات”.

وأشار المحامي إلى عدد من الجرائم والانتهاكات التي تتم بحق المعتقلين من جميع الجنسيات، مؤكداً أن هذا دليل على “نفاق” البلاد التي تتمتع بقضاء غير نزيه.

وتحدث عن الشاعر الإماراتي أحمد منصور، البالغ من العمر 51 عاما وأب لأربعة أطفال، المسجون في الإمارات بسبب ما وصفته هيومن رايتس ووتش بـ “النقد السلمي للحكومة ودعواته المتواضعة لإصلاح حقوق الإنسان”.

وأشار هايغ إلى قضية الأميرة لطيفة ابنة حاكم دبي، التي احتجزت منذ عام 2018 بعد تنفيذها محاولة هروب من قمع والدها، وظلت مختفية عن الأنظار حتى الربع الأول من هذا العام حين نُشرت إليها صور وهي مع أصدقائها، لكن لم يتم التأكد أنها حقاً بخير.

وفي حواره، تحدث ديفيد هايغ بالتفصيل عن المعاملة القاسية والمهينة التي يتعرض لها العمال المهاجرين في البلاد، حيث قال إنهم “يعيشون مثل العبيد في زمن الأهرامات…كثير منهم ينقلون بالحافلات من باكستان والهند وتؤخذ جوازات سفرهم وينتهي بهم الأمر بالعيش في ظروف بائسة في حرارة الصحراء الشديدة”.

وأضاف “يُقام هذا المعرض على قبور الناس الذين بنوه”.

بعد ثماني سنوات من إنفاق المليارات على التجهيز لهذا المعرض، تراهن الإمارات أن المعرض سيضفي مزيد من البريق والهيبة على المدينة.

يصف إكسبو نفسه بأنه “برنامج عالمي للابتكار والشراكة [يقدم] التمويل والدعم للمبتكرين على مستوى العالم، ويمنحهم فرصة لعرض ابتكاراتهم”.

من المقرر أن تحضر 192 دولة، بالإضافة إلى عدد من الشركات مثل Coca-Cola ومشاهير مثل Ellie Goulding و Will Smith المعرض.

من جانبه، حث برلمان الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء والجهات الراعية على مقاطعة معرض إكسبو 2020 بسبب انتهاكات حقوق الإنسان قبل أسبوع من افتتاحه، كما دعا إلى الإفراج عن “جميع المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين والمعارضين السلميين” المحتجزين في البلاد.

تجاهل عدد من الدول الأعضاء الدعوة إلى المقاطعة، وواصلوا عرضهم في الجناح المخصص لهم في المعرض، مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة.

الجدير بالذكر أن الإمارات أعلنت يوم الأحد عن وفاة ستة عمال أثناء التجهيز للمعرض، كما وردت أنباء عن 72 إصابة خطيرة بين 200 ألف عامل.

قال ديفيد هايغ إنه يرجح أن الرقم الفعلي للوفيات والإصابات أعلى بكثير من المعلن عنه.

وأضاف المحامي أن أولئك الذين لا يقاطعون الحدث يجب أن “يستخدموا نفوذهم” لإجراء “دبلوماسية مغلقة” بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

من جانبه، قال سنجيف بيري، المدير التنفيذي لـ Freedom Forward – وهي منظمة تشارك في دعوات لمقاطعة معرض دبي إكسبو 2020، إن “الإمارات تنخرط في سلوك شائن يفسد الديمقراطية”.

وقدم بيري ملاحظة متفائلة بشأن الحملة، قائلا إنها تمثل “طريقًا إلى الأمام” للدول والشخصيات للعب “دورًا مهماً” في الدبلوماسية العالمية.

وسلط الضوء على نفاق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تدعي أنها من أبطال الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنها ظلت حتى الآن “صامتة” و “بعيدة عن الواقع” في أماكن مثل الإمارات، مضيفاً “ومع ذلك فإن هذه فرصة لـ النظام الملكي لإفساح المجال للديمقراطية – إذا تم تطبيق ضغوط دولية… إنها مجرد البداية”.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا