نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال بطائرات مسيرة مسلحة استهدفت منزله في بغداد يوم الأحد 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مع عودته من جولة تفقدية لقوى الأمن التي تصدت لمحتجين ضد نتائج الانتخابات التي جرت الشهر الماضي.
وبحسب صحيفة “لاكروا” الفرنسية فقد استُخدمت ثلاث طائرات مسيرة متفجرة في محاولة اغتيال الكاظمي، وهو بمنزله الذي يقع ضمن محيط شديد الأمان بالمنطقة الخضراء في بغداد.
وبينت أن فيما لم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم على منزل الكاظمي، فإن الطائرات بدون طيار أصبحت ضمن ترسانة الجمعات المسلحة غير التقليدية في السنوات الأخيرة.
وأدى الهجوم إلى إصابة اثنين من حراس رئيس الوزراء الشخصيين، وفي اللقطات التي نُشرت بعد الهجوم، أظهرت الأنقاض المتناثرة على الأرض قوة الانفجار.
ووفقا لليومية الفرنسية، فإن هذا الهجوم المذهل الذي لا يزال مجهولاً، يوضح الإمكانيات التي توفرها الطائرات بدون طيار لما يطلق عليها القوات المسلحة “غير التقليدية”.
وأضافت ” إذا ظلت صورة الطائرة العسكرية بدون طيار مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإجراءات التي نفذتها الولايات المتحدة خلال عهد إدارة الريس السابق باراك أوباما، فقد شهد هذا السلاح انتشارًا واستخدمه العديد من الدول الأخرى، وكذلك الميليشيات والمنظمات المسلحة غير النظامية.
ومنذ نحو 10 سنوات، بدأ الأمريكيون في استخدام الطائرات بدون طيار في معارك العراق، مما وفّر على القوات الأمريكية وقوع خسائر بين أفراد قواتها، وكان أول ظهور لها كوسيلة مراقبة أثناء حرب الخليج وتحرير الكويت في 1991.
وفي ظل إدارة أوباما 2008-2016، انتشرت ضربات الطائرات بدون طيار كوسيلة لمحاربة التمرد في العراق وأفغانستان دون المخاطرة بالعسكريين في مهام جوية خطيرة.
وأكدت الصحيفة أنه بالنسبة للجماعات غير النظامية، فإن مصطلح “طائرة بدون طيار” يعني نماذج بعيدة عن تلك المتطورة التي تستخدمها الجيوش، مثل MQ-9 Reaper الأمريكية، القادرة على العمل لمسافات طويلة وإطلاق الصواريخ.
فهذه الطائرات التي تختلف أحجامها، وغير المكلفة مجمعة معًا من نماذج مدنية أو مصنعة محليًا، يتم استخدامها لجمع المعلومات الاستخبارية، أو لتنفيذ الضربات، وغالبًا عن طريق الاصطدام بأهدافها مع ما تحمله من متفجرات.
ارتفاع في الاستخدام
ونقلت الصحيفة عن آرثور كيسناي، الباحث في جامعة باريس 1 – بانتيون سوربون، القول: إن هناك ارتفاع في استخدام وقدرات هذه الطائرات بدون طيار منذ الحرب ضد تنظيم داعش.
وبحسب “لاكروا” تستخدم الميليشيات الموالية لإيران في العراق الطائرات المسيرة المسلحة بشكل متزايد، إذ تعرض مطاري أربيل وبغداد، حيث تتمركز القوات الأمريكية، مرارًا وتكرارًا لهجمات بطائرات بدون طيار خلال الصيف.
ويضيف آرثر “تطير هذه الطائرات على ارتفاع منخفض، ولا يمكن اكتشافها بسهولة، ويمكن أن يؤدي استخدامها بأعداد كبيرة إلى إحداث تأثير تشبع يصعب مواجهته”.
مداها يصل لـ 1500 كيلومتر
وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتهم إيران بنقل خبرتها في تصميم طائرات بدون طيار المعروفة بـ”كاميكازي” إلى هذه الميليشيات المسلحة العراقية التابعة لطهران إضافة إلى جماعات أخرى بالمنطقة.
ففي اليمن استخدم الحوثيون بشكل مكثف الطائرات بدون طيار ضد المملكة العربية السعودية، على الرغم من تصنيعها في اليمن، إلا أن هذه الطائرات الثقيلة بشكل خاص، والتي يبلغ مداها حوالي 1500 كيلومتر، يقال إنها تحتوي على مكونات مستوردة من إيران، بحسب محللون.
ومع ذلك، تتابع “لاكروا”، فإن الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة ليست حكراً على الشرق الأوسط، فخلال عام 2018، ادعى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه كان هدفًا لمحاولة اغتيال من خلال طائرتين بدون طيار محملة بالمتفجرات، أثناء حضوره احتفالًا عسكريًا في وسط كاراكاس، وأعلن عدد من الجماعات المتمردة حينها مسؤوليتها عن الهجوم الذي لا يزال يكتنفه الغموض.
كما أنه في الإكوادور، تم استهداف سجن في مقاطعة جواياس بطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات يوم 13 سبتمر/ أيلول المنصرم، وألحق أضرارا مادية بمبنى السجن.
وأشارت إدارة السجون في البلاد، إلى أن الهجوم جاء نتيجة حرب بين “العصابات الإجرامية الكبرى”، واستهدف قادة العصابات الإجرامية في السجن على الأرجح.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا