مع مواجهة قطر لانتقادات شديدة بشأن حقوق العمال والانتهاكات المرتكبة ضدهم بسبب الاستعداد لفعاليات بطولة كأس العالم، انضم ديفيد مادوكس، محرر صنداي إكسبرس السياسي، إلى وفد من المراقبين المستقلين لمعرفة ما يحدث بالفعل في أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف هذه البطولة العالمية الذي ينتظرها العالم بفارغ الصبر كل أربع سنوات.
اكتشف مادوكس أن الحقيقة مختلفة تمامًا عن الادعاءات التي تسعى للنيل من قطر وتشويه سمعتها.
قال مراقبون إن قطر أحرزت “تقدما هائلا” في إصلاح حقوق العمال قبل كأس العالم، وهي جهود يجب الإشادة بها، وليس انتقادها، حيث تم إجراء تغييرات جذرية على قوانين التوظيف بفضل تسليط الأضواء على كأس العالم.
قال أحد المراقبين الزائرين إنه في حين أن النظام قد واجه انتقادات كثيرة، فإن الدولة “الرائدة” يجب “الإشادة بها ودعمها لجهودها”، مضيفًا: “إذا تعرضت للهجوم لكونها شفافة ومحاولة فعل الشيء الصحيح، فهناك خطر آخر… أنك لن تحذو حذوها “.
ملاعب غير عادية بنيت للمنافسة، وشوارع نقية، ومبردات هواء على ممرات المشاة وغابة متنامية من ناطحات السحاب المذهلة في العاصمة الدوحة.
مع ذلك، لا يُعد هذا هو الإنجاز الأضخم، إن الإنجاز الأكثر إثارة للدهشة هو الإصلاح الذي أُدخل على قوانين العمالة والتوظيف في بضع سنوات، والذي انتشلها من مجتمع القرون الوسطى مع نظام عمل شبيه بالعبودية إلى مجتمع آخر مليء بالقيم الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان.
تمت هذه الإصلاحات بإشراف مباشر من زعيم قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وكان يعاونه في هذا الطريق رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر علي بن صميخ المري، الذي كان بدوره رائداً في الحملة المطالبة بهذه الإصلاحات.
في حواره لصحيفة صنداي إكسبريس، قال المري “دعني أكون صريحاً معك… لقد قمنا بتغييرات كبيرة، ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به”.
تسبب قرار الفيفا بمنح قطر كأس العالم 2022 في عام 2010 بجدل هائل ووضع الدولة الخليجية تحت رقابة دولية مكثفة.
كان الادعاء أن الملاعب وناطحات السحاب غير العادية والبنية التحتية كانت تأتي بتكلفة بشرية فادحة من خلال نظام الكفالة المستخدم في معظم الدول العربية والذي منع العمال من مغادرة البلاد دون إذن من موظفيهم أو السماح لهم بتبادل الوظائف.
هذه مشكلة رئيسية في بلد يبلغ عدد سكانه 300000 نسمة، لكن قوة العمالة المهاجرة تزيد عن مليوني نسمة تتكون في الغالب من رجال من دول مثل الهند وبنغلاديش وباكستان ونيبال.
كانت هناك مزاعم في الآونة الأخيرة في أجزاء من وسائل الإعلام البريطانية – تم نفيها بشدة في قطر – بأن 6500 عامل قد لقوا حتفهم في العقد الماضي لأسباب تتعلق بظروف العمل القاسية وغير الآدمية.
بعد بضع سنوات من المفاوضات الصعبة، سُمح لمنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة (ILO) بفتح مكتب لها في الدوحة في عام 2018 ومساعدة البلاد على بدء عملية إصلاح سريعة.
نتيجة لذلك، تحديداً خلال العام الماضي، وفقًا لكل من الحكومة القطرية ومنظمة العمل الدولية، تمكن أكثر من 200000 عامل من تغيير وظائفهم للحصول على رواتب أعلى أو ظروف عمل أفضل.
تم تطبيق معايير سلامة صارمة وبدأت الحكومة في إدراج الشركات التي تنتهك القواعد في القائمة السوداء.
بالإضافة إلى ذلك، تم توفير حد أدنى للأجور يبلغ حوالي 230 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا بالإضافة إلى الإقامة المجانية والرعاية الصحية والطعام والترفيه.
وأشار المري إلى أن عملية التغيير بدأت في عام 2008 ببرنامج يهدف إلى الانتهاء في عام 2030، لكنه أقر بأن الفوز بتنظيم بطولة كأس العالم كان بمثابة حافز كبير لتسريع هذه الخطط وتنفيذها.
وأضاف “ما قد يستغرق أكثر من 10 سنوات استغرق أقل من خمس سنوات”.
وقال ماكس تونون، رئيس مشروع منظمة العمل الدولية في قطر: “لقد شهدنا تقدمًا هائلاً خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية… وبينما يعد المسار إيجابيًا للغاية، لا يزال هناك بالتأكيد عمل يتعين القيام به”.
وتابع “بطولة كأس العالم سلطت الأضواء بالتأكيد على قطر وسرعت من إنجاز هذه الإصلاحات. قد يكون تبني مثل هذه الأجندة الطموحة والشاملة في غضون سنوات قليلة أمراً غير مسبوق”.
تم دعم قصة نجاح قطر من قبل بريطانيا بنصائح من إدارة الصحة والسلامة في المملكة المتحدة بالإضافة إلى ابتكارات الشركات البريطانية مثل بدلة التبريد الخاصة التي كانت من تصميم Techniche ، والتي تساعد في خفض درجة حرارة جسم العمال الذين يعملون في درجات حرارة مرتفعة للغاية بحكم الطبيعة المناخية لدولة قطر.
قال روبرت أولدز، الذي كتب تقريرًا للائحة الانضباط والأخلاق في الفيفا استنادًا إلى بحث مستقل وجد أن 60٪ من العمال يعتقدون أن الظروف قد تحسنت، إن النتائج التي توصل إليها كانت مدعومة بما شاهده هو والوفد.
وأضاف “قطر نموذج ينبغي على الدول الأخرى أن تحذو حذوه”.
في سياق متصل، قدرت اللجنة القطرية العليا للمشاريع والإرث لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أن مليوني مشجع سيسافرون إلى المملكة الصحراوية لحضور البطولة.
في السنوات القليلة الماضية، ظهرت عشرات الفنادق الضخمة الجديدة في الدوحة بينما تم وضع مخطط للعائلات القطرية لاستضافة المشجعين، كما خصصت الدولة أموالًا لبناء أماكن إقامة حديثة لمجموعات كبيرة من المشجعين.
إحدى قرى المشجعين التي تم بنائها خصيصاً لاستقبال جماهير المونديال، تم استخدامها لإيواء عدد كبير من اللاجئين الأفغان وغيرهم من المواطنين الفارين من البلاد بعد عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب بعد استراتيجية خروج جو بايدن غير المدروسة
قرية الجماهير، التي تم تصنيفها الآن كمخيم “لحرية الحركة”، تضم أكثر من 75000 لاجئ ومواطن من دول مختلفة بما في ذلك البريطانيين والأمريكيين الذين اضطروا إلى مغادرة أفغانستان منذ الصيف.
أنشأت الحكومة القطرية عيادة طبية للأشخاص الذين يقيمون في بيوت العطلات بالإضافة إلى عيادة للصحة العقلية لأولئك الذين يعانون مما يعرف بـ “اضطراب ما بعد الصدمة”، وخاصة الأطفال.
قال جاسم عبد الرحمن، المحلل السياسي الذي يساعد في إدارة المخيم: “كثير من الناس، وخاصة الأطفال، رأوا أشياء مروعة. إنهم بحاجة إلى مساعدتنا ودعمنا بأي طريقة ممكنة “.
وأضاف السيد عبد الرحمن إنه عقيدته الإسلامية كان لها دور كبير فيما يقوم به، وأنه فخورًا بالخدمة التي قدمتها بلاده للمحتاجين، حيث تم تحويل سوبر ماركت إلى مستودع يقدم الطعام والملابس والمنتجات الصحية وغيرها من العناصر الحيوية مجانًا.
بقيت الموجة الأولى من النزوح حوالي شهرين ثم تم إرسال جميع اللاجئين إلى بلدان إقامتهم الجديدة بما في ذلك بريطانيا، لقد بذلت الحكومة القطرية أيضًا جهودًا لتحديد مكان عائلات الأطفال الذين فرقتهم الظروف عن ذويهم.
كما قدموا مرافق ترفيهية وشجعوا الفنانين وغيرهم على التعبير عن مشاعرهم، وشمل ذلك مجموعة Turquoise Mountain التي أسسها الأمير تشارلز ورئيس أفغانستان، وهناك خطط لعرض الأعمال الثمانين التي غالبًا ما تكون مؤثرة التي ابتكرها اللاجئون بشكل دائم.
كان أحد التطورات الرئيسية هو إنشاء دار حضانة للأطفال لتلقي التعليم والدعم باللغة الإنجليزية، ويتم إدارة الحضانة بواسطة السريلانكية أومانجا بيريرا، التي تخرجت مؤخرًا من جامعة شيفيلد.
قالت بيريرا: “إنه لأمر رائع أن يفعل القطريون شيئًا كهذا باستخدام مواردهم لرعاية المحتاجين …. لقد تمكنا من رسم الكثير من الابتسامات هنا في الحضانة وأسر الأطفال تريد حقًا القدوم أيضًا.”
كانت الدوحة المكان المحايد للمحادثات بين طالبان وإدارة دونالد ترامب التي كانت تهدف إلى خروج منظم.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا