سلطت صحيفة “لوبنيون” الفرنسية الضوء على الاتفاق الأمني الذي عقده المغرب مع إسرائيل، حيث سيتيح للرباط اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير.

ووُقع الاتفاق خلال زيارة هي الأولى من نوعها لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس إلى المملكة، مع الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي.

وقالت “لوبنيون”: بعد عام من تطبيع العلاقات، توصل المغرب وإسرائيل يوم الأربعاء 24 نوفمبر/ تشرين ثاني إلى اتفاق إطاري بشأن التعاون الأمني، خلال الزيارة التاريخية لجانتس إلى الرباط. 

وأشارت إلى أنه في يوليو/ تموز المنصرم، تعهد البلدان بالفعل بالتعاون في مجال الأمن السيبراني، موضحة أن هذه الاتفاقات تأتي في خضم توترات متجددة بين المغرب والجزائر حول الصحراء الغربية، إذ لا تنظر الأخيرة إلى هذا التقارب بشكل إيجابي.

وقال العقيد نعوم أربيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تعليقًا على الشراكة مع المغرب “إنه أمر مثير للغاية”، حيث كان هذا الضابط، الذي ولدت أمه في المغرب قبل الهجرة إلى إسرائيل عام 1961، ضمن وفد وزير الدفاع بيني جانتس الذي وقع في الرباط اتفاقية التعاون الأمني مع عبد اللطيف الوديي.

وتنوه الصحيفة الفرنسية بأنه بالنسبة للإسرائيليين والمغاربة على حدٍ سواء، يعطي هذا الاتفاق طابعًا رسميًا وزخمًا جديدًا لعلاقة أمنية سرية بدأت في عهد الحسن الثاني واستمرت خلال عهد محمد السادس. 

كما بينت أن العديد من الشخصيات البارزة مثل أحمد رضا أجديرة – أحد أقرب مستشاري الملك السابق – واللواء عبد الحق القادري – الرئيس السابق للمديرية العامة للتنمية الاقتصادية (الخدمات الخارجية) – وكذلك عبد اللطيف بن دهان – المسؤول السابق عن الملفات الأفريقية في وزارة الشؤون الخارجية– توجهوا سرًا إلى إسرائيل في إطار التعاون بين البلدين.

وتؤكد “لوبينيون” أنه لطالما تبادل الحليفان المعلومات الاستخباراتية، فإسرائيل كان بإمكانها تقديم مساعدة لا تقدر بثمن للرباط حول جلسات بعض اجتماعات مجلس الأمن المغلقة، ولا سيما بشأن قضية الصحراء الغربية. 

في المقابل، تمكن المغرب من إطلاع الإسرائيليين على اجتماعات جامعة الدول العربية، كما استفادت المملكة من خبرة تل أبيب في الإلكترونيات أثناء تشييد جدارها في الصحراء الغربية أو من ضغطها لرفع القيود الأمريكية عن توريد قطع الغيار لمقاتلات إف- 16.

 

أنظمة مضادة للصواريخ

واليوم، تتابع الصحيفة الفرنسية، لدى محمد ياسين المنصوري، مدير جهاز المخابرات الخارجية، أو عبد اللطيف حموشي، رئيس “المديرية العامة للأمن الوطني، علاقات وثيقة مع الأجهزة الإسرائيلية، ولا سيما جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية “الموساد”.

ولفتت إلى أن الاتفاقية الجديدة ستوسع تبادل المعلومات إلى المخابرات العسكرية والإدارات الأخرى، لكن لا يزال يتعين على إسرائيل ضمان تدريب الضباط المغاربة (جوًا وبحريًا وبريًا)، وعدم استبعاد إجراء التدريبات المشتركة، كما من المقرر إنشاء شراكة في صناعة الدفاع.

ووفقًا لـ”Globes”، وهو موقع إخباري اقتصادي واسع الاطلاع في إسرائيل، ناقش المغرب في أغسطس/آب الاستحواذ على نظام التجسس الهاتفي من شركة Quadrean الإسرائيلية، بعد فضيحة منافستهاNSO ، التي يُزعم أنها قدمت يد المساعدة إلى لمغرب من أجل التجسس على الجزائر وفرنسا وهو ما تنفيه الرباط.

وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية ومنصة “فوربيدن ستوريز” الصحافية غير الربحية التي تتخذ من باريس مقراً لها، ذكرتا أن المغرب كانت واحدة من أكثر دول العالم استخداماً لبرنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، الذي أثيرت حوله فضيحة تجسس كبيرة في يوليو/ تموز الماضي.

فبحسب البيانات التي اطلّعت عليها “لوموند” و”فوربيدن ستوريز”، خصص جهاز أمني مغربي حيزاً واسعاً لمراقبة وتعقب مسؤولين جزائريين داخل وخارج بلدهم، خلال فترة الحراك التي أدت إلى تنحية عبد العزيز بوتفليقة.

كما أكدتا أن أرقام هواتف أكثر من 6 آلاف سياسي دبلوماسي وأمني وعسكري حول العالم، كانوا أهدافاً محتملة لبرنامج التجسس “بيغاسوس” ببوابته المغربية، حيث ضمت القائمة أسماء رئيس الأركان السابق القايد صالح الذي توفي في ديسمبر/ كانون الأول 2019 وقادة عسكريين آخرين وأفراد من أسرة بوتفليقة بينهم شقيقيه سعيد وناصر وشقيقته أيضاً. 

وضمت القائمة أيضًا اسمي رمطان لعمامرة وعبد القادر مساهل وزيري الخارجية السابقين ومسؤولين آخرين في وزارتي الداخلية والخارجية وشخصيات بارزة في الحراك.

وحول الاتفاق الأمني الأخير، بينت “لوبنيون” أنه يقال أيضًا إن الرباط مهتمة بالحصول على أنظمة إسرائيلية الصنع مضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار، بما في ذلكSkylock Dome ، التي تصنعها شركة Avnon ، وهي شركة رائدة في صناعة الأسلحة. 

كما تم ذكر مشاريع أخرى مثل بناء مصنع للطائرات بدون طيار في المغرب بالشراكة مع BlueBird Aero Systems ، وهي شركة رأس مالها إسرائيلي في الغالب. 

وقال الوفد المرافق لبيني جانتس “المغرب منطقة استقرار في شمال إفريقيا وشريك حقيقي لإسرائيل من أجل السلام”، فإذا كنت تريد السلم فعليك أن تستعد للحرب.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا