سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى الإمارات؛ كنتيجة لتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال وعدة دول عربية بينهم أبو ظبي، التي تسعى للحصول على منظومة القبة الحديدية.
وقالت اليومية الفرنسية: إن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو هو من كان يحلم بالزيارة، التي قام بها خليفته نفتالي بينيت يوم الأحد الموافق 12 ديسمبر/ كانون أول الجاري، إلى الإمارات والتقى خلالها بالرجل القوي وولي العهد محمد بن زايد آل نهيان الملقب (MBZ ).
وأكدت أن زيارة بينيت جاءت كنتيجة لما يسمى بـ”اتفاقيات الإبراهيمية”، التي سمحت منذ عام 2020 بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، وبشكل أكثر ارتباكًا مع السودان.
وقد أدى التقارب مع الإمارات، الذي تم التوصل إليه بواسطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى ظهور ثلاث خطط سفر لنتنياهو، لكن رفضتها أبو ظبي في نهاية المطاف، حيث لم ترغب الأخير في السماح لرئيس الوزراء السابق بتحويل هذا الحدث إلى حيلة انتخابية، قبل الاقتراع التشريعي الذي جرى في مارس/ أذار 2021 وأسفر عن هزيمة نتنياهو.
رغبة في الحزم تجاه إيران
ووفقا لـ”لوموند”، واصل بينيت في أبو ظبي الجهود التي يبذلها المسؤولون الإسرائيليون المختلفين في الشرق الأوسط وأيضًا واشنطن وأوروبا، لحثهم على الوقوف بحزم في مواجهة إيران، في ظل المساعي الحالية لاستئناف المفاوضات من أجل إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع لعام 2015.
وترى إسرائيل أن هذه الجهود مضيعة للوقت، وتناضل من أجل الحفاظ على استمرار تضييق الخناق الاقتصادي والعسكري على الجمهورية الإسلامية المفروض من قبل واشنطن التي انسحبت من الاتفاق النووي في عهد ترامب.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل قلقة من الزيارة الأخيرة لشقيق محمد بن زايد، طحنون، إلى طهران، حيث التقى الرئيس إبراهيم رئيسي، وذلك بهدف تخفيف حدة التوتر بين البلدين، في وقت قال فيه مجلس التعاون الخليجي إنه مستعد لقبول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وهو موقف مغاير للانتقادات الشديدة التي شنتها الأنظمة الملكية العربية وإسرائيل قبل ست سنوات.
ونوهت بأن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس تحدث الجمعة قبل الزيارة بيومين علنا لأول مرة في واشنطن عن “خطة ب” عسكرية في حالة فشل الحوار مع طهران ولم يفض إلى لنتائج المرجوة، حيث حتى الآن، الولايات المتحدة متمسكة بشعار لا يطمئن حلفائها الخليجيين والإسرائيليين من خلال تكرار أنها لن “تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي”، بينما ترفض تحديد خط أحمر.
تدريبات عسكرية مشتركة
إلى جانب التهديد النووي، تشعر إسرائيل والإمارات بالقلق من ترسانة الصواريخ التي تمتلكها طهران، وهجماتها على السفن التجارية في الخليج، وأسطول الطائرات بدون طيار، ونقلها التكنولوجيا إلى حلفائها في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
ففي الخريف، نفذت الجيوش الإماراتية والإسرائيلية والبحرينية مناورات عسكرية جوية وبحرية مشتركة تحت رعاية القيادة المركزية الأمريكية التي انضمت إليها إسرائيل رسميًا منذ سبتمبر/ أيلول.
وأتاحت الاتفاقيات الإبراهيمية لدولة الإمارات الشروع في شراء طائرات أمريكية من طراز F-35، التي كانت إسرائيل تحتكرها في المنطقة، ومنذ ذلك الحين، تفكر أبو ظبي أيضا في امتلاك نظام دفاع مضاد للصواريخ، ويبدو أن تل أبيب مستعدة لتزويدها بما يعرف بالقبة الحديدية والدفاع الجوي المتنقل.
وحول هذه النقطة يقول محمد باهارون، رئيس مركز دبي لأبحاث السياسة العامة: إن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في نظام دفاع مشترك في مجلس الأمن الخليجي، لكن لكي تشارك إسرائيل، سيتعين على المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان قبول ذلك، وهنا تكمن المشكلة.
ويعترف المسؤولون الإسرائيليون أنه مع انتهاء عهد ترامب، لم يعد امتداد الاتفاقات الإبراهيمية إلى دول أخرى ذا أهمية كبيرة، فمن جهتها بدت الإمارات وكأنها تخصص الوقت لتعميق العلاقات الثنائية.
وبلغ حجم التجارة مع إسرائيل 530 مليون يورو في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021، كما أنشأت أبو ظبي صندوقًا استثماريًا بقيمة 8.8 مليار يورو لمشاريع في إسرائيل.
ويقول باهارون “في عام واحد، وصلنا إلى مستوى من العلاقات أعلى مما أقامته إسرائيل مع مصر منذ معاهدة السلام بينهما في عام 1979. لكن على الرغم من ذلك ليس هناك حاجة ملحة للتعميق على لمستوى الاستراتيجي، فالاتفاقيات الإبراهيمية ليست تحالفا أمنيًا”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا