العدسة_ ترجمة هادي أحمد

كشفت صحيفة “جلوبال تايمز“، أن الشركات الصينية الكبرى أصبحت تتجه لتوظيف مسؤولين حكوميين ودوليين بارزين للعمل كـ”مستشارين” للاستفادة من خبرتهم وعلاقاتهم الدولية في فتح أسواق جديدة.

وقالت الصحيفة إنَّ غالبية هؤلاء المسؤولين الأجانب من السياسيين والدبلوماسيين، وعلى رأسهم وكيل وزارة التجارة الأمريكي “فرانسيسكو سانشيز ” مشيرة إلى كل من رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، ونظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان مدرجان على قوائم تلك الشركات”.

وذكرت الصحيفة أن فرانسيسكو سانشيز، زار الصين كثيرًا خلال عمله السابق كوكيل وزارة التجارة الأمريكية لشؤون التجارة الدولية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لكنه الآن يعمل كمستشار خاص للتجارة في شركة استثمارية خاصة في الصين .

وروي سانشيز في تصريحات لصحيفة “جلوبال تايمز” الصينية، أنّ عمله الجديد، جاء بعد أن جمعه لقاء بصاحب الشركة الصينية التي يعمل لديها حاليا، “عام 2014.

وقال سانشيز “تعرفت على الرئيس التنفيذي للشركة الصينية (لم يكشف عن اسمه) من خلال شريك له، وفى هذا التوقيت لاحظت أنّه رجل أعمال ممتاز، كان ذكيًا جدًا.. ولديه نظرة ثاقبة كبيرة في تطوير الأشياء، وإذا جاز التعبير كان احترامي له سببًا رئيسيًا في قبول العرض.

ولفتت الصحيفة أن الشركات الصينية تشهد حاليًا تدفقًا من مسؤولين حكوميين سابقين، من جميع أنحاء العالم، على غرار سانشيز، حيث تسعى تلك الشركات للاستفادة من خبراتهم في الاستثمار أو تنمية العلاقات الدولية للشركات.

وأوضحت الصحيفة أنَّ الشركات تستهدف المسؤولين الأجانب الذين لديهم فهم جيد للصين، وأيضًا لديهم خبرة في التعامل مع أمور الأعمال في بلادهم، للعمل  كمستشارين بعد التخلي عنهم تركهم لوظائفهم القديمة، أو تقاعدهم.

Image result for ‫توني بلير‬‎

توني بليلر

ونوّهت إلى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ونظيره الفرنسي دومينيك دو فيليبان، على سبيل المثال لا الحصر، فهما مدرجان على قوائم الشركات الصينية.. وسواء كانوا يعملون لدى الشركات أو مستشارين بالنيابة عنهم، فإنهم، يستفيدون ماليا من العمل ويحافظون على بقائهم مؤثرين .

وقال سونج قوويو، مدير مركز الأبحاث الدبلوماسية في جامعة فودان في تصريحات للصحيفة إنّ السبب وراء رغبة كثير من المسؤولين الأجانب في تقديم خدمات استشارات للشركات الصينية هو أنّ هذه الشركات حققت إنجازات ضخمة في الأسواق الخارجية.

مصطفى السفاريني السفير السابق لدى الصين

مشاعر عميقة

مصطفى السفاريني، على سبيل المثال، تقول الصحيفة، هو سفير فلسطيني سابق لدى الصين، ودبلوماسي سابق بجامعة الدول العربية ورافق الرئيس عرفات في زيارته للصين 1989.

وقال السفاريني: جئت للصين أول مرة 1968 حيث درس النظريات السياسية والعسكرية في جامعة بكين، وعاد مرة أخرى 1992 عندما عينه عرفات سفيرًا لفلسطين في الصين، وظلّ سفيرًا لمدة 10 سنوات، ويعمل حاليا مديرًا لمركز الإعلام العربي في بكين.

وأضاف سفاريني “كنت على استعداد للبقاء في الصين ومساعدة بعض الشركات الصينية للاستفادة من الأسواق الخارجية بعد التقاعد، ليس فقط لأني على دراية بالصني واجيد اللغة الصينية.. لدي مشاعر عميقة تجاه الصين، ولكن أيضًا بسبب أن التغيرات التي رأيتها بام عيني حيث تحولت الصين من دولة فقيرة إلى دولة تساهم بـ30 % من الاقتصاد العالمي” .

وتابع “أعتقد أنّ استراتيجية العولمة في الصين كانت فرصة جيدة للدول العربية، وعلى أنّ بعض الدول العربية تتمتع بالثراء إلا أنّ ضعيفة في مجال الصناعات التحويلية، وأتمني شخصيًا أنّ تدخل مزيد من الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة إلى السوق العربية”.

وعمومًا يقول السفاريني إن المسؤولين الأجانب السابقين يكونون حريصين جدًا عند اختيار الشركات الكبيرة التي تعرض عليهم فرص عمل، لتجنب المخاطر المحتملة، مضيفًا أنه ساعد شركات إحدى شركات اللحوم الصينية في تشونغتشينغ إلى دخول الأسواق العربية .

وقال “أحضرت عددًا من السفراء من الدول العربية لزيارة شركة اللحوم ، وقدمت العديد من الاقتراحات للرئيس التنفيذي ، وعلى سبيل المثال لا تفضل شعوب الدول العربية اللحوم المجمدة، لذا ستكون هناك حاجة إلى الشحن البحري للحفاظ على اللحوم طازجة، ولا تزال تلك الشركة تعمل حتى الآن بشكل جيد في السوق العربي” .

Image result for ‫اكبر ميادين الصين‬‎

ساحة تيانانمين بالصين

إقامة علاقات

وقال سونج إنّ تحسين المنتجات الصينية وجودة الخدمات وصورة تلك الشركات طمأنت المسؤولين وجعلتهم على استعداد للعمل مع الشركات الصينية.

وأضاف أن الشركات الصينية لها قوة تأثير إيجابية على الأسواق الخارجية لذا فإنّ خبرته مع الشركات الصينية يمكن أن تفيدهم في سيرتهم الذاتية.

وقال السفاريني إنه خلال العقد الماضي ساعد العديد من الشركات الصينية على التعاون مع الدول العربية أو توقيع اتفاقيات مشاريع مع الشركات العربية.

وأضاف “كوني سفير سابق لدي الصين، جعلني على اتصال وثيق بالسفارات ووزارات الخارجية والرابطات التجارية لـ22 دولية عربية في الصين، وبعض السفارات تريد تقديم معلومات موثوقة عن الشركات الصينية لضرورة ذلك في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين.

من جانبه قال سانشيز، إنّ خلفيته كوكيل سابق لوزارة التجارة الأمريكية لعب دورًا عامًا في عمله كمستشار؛ حيث أتاح له إقامة علاقات مع الحكومات في جميع أنحاء العالم.

وقال سونج إن المستشارين الأجانب غالبيتهم من السياسيين السابقين ويتمتعون بسمعة جيدة، وهو الأمر الذي سيعزّز صورة الشركة الصينية، كما يستطيعون أيضًا مساعدة الشركات الصينية على حل المشاكل في الخارج لأنهم على دراية بالسياسة المحلية والمجتمع، بجانب أنهم مؤثرون وقادرون على تقديم اقتراحات وقائية لتجنب المخاطر.