تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن بطولة كأس الأمم الأفريقية “، التي استضافتها الكاميرون، في الفترة بين 9 يناير الماضي، وحتى 6 فبراير الجاري، وكانت فرصة ولو “مؤقتة” للتهدئة في القارة، التي تشهد أحداثا متلاحقة.

وروت الصحيفة، قصة الفتاة “روث” التي شاهدت بعض مباريات البطولة سرًا، حيث خفضت مستوى الصوت حتى لا يوشي أحد بها بعد تهديدات بالخطف أو القتل لمشاهدتها بطولة كرة القدم الأفريقية التي تستضيفها بلادها الكاميرون.

وسئمت “روث” من كتمان تشجيعها وحماسها في كل مرة تسجل فيها الكاميرون هدفًا، لذا سافرت سرا من منطقة الحرب التي تعيش بها، حيث يمنع المتمردون الانفصاليون مشاهدة المباريات، إلى العاصمة ياوندي، الأربعاء الماضي، لدعم منتخبها.

وبعد أن وصلت بأمان إلى ياوندي، قالت “روث”، بينما كانت تستعد لمشاهدة المباراة: “أحب أن أصرخ إذا كان ذلك ممكنا. قررت المخاطرة”.

ووفقًا للصحيفة، فقد منحت بطولة هذا العام بعض الراحة للدول التي تمر باضطرابات سياسية كبيرة أو حروب، وتلك التي نجت من الاضطراب والمصاعب التي سببها (كوفيد-19).

وبدا أن بطولة هذا العام جاءت في صالح بعض الدول الضعيفة، لفترة من الوقت، فهزمت دول صغيرة مثل جزر القمر وجامبيا فرقا قوية مثل غانا وتونس.

وأصبح حارس مرمى يدعى “خيسوس” بطلًا في غينيا الاستوائية، عندما تصدى لركلتين ترجيحيتين ضد مالي الأقوى منها بكثير. ثم تحولت إلى معركة بين الكبار الممثلين في منتخبات مصر والكاميرون والسنغال وبوركينا فاسو.

ولكن حتى مع خروج بعض المنتخبات، حول المشجعون ولاءاتهم إلى دول أخرى، مستشهدين بثقافة “الأخوة التي تتجاوز الحدود”.

تنقل الصحيفة أجواء مشاهدة البطولة في جميع أنحاء القارة، حيث لا تختلف كثيرا طقوس المشاهدة، فتفتح مجموعات من المتفرجين المشروبات الكلية وتصنع أكوابا من الشاي، وتسحب الكراسي البلاستيكية والمقاعد الخشبية الخشنة، وتستمتع لمدة 90 دقيقة يمضونها في قضم الأظافر.

وعندما انتصر منتخب بوركينا فاسو في اليوم التالي للانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد الأسبوع الماضي، رقص الجنود فرحين بالفوز.

وحينما فازت السنغال بعد ذلك على بوركينا فاسو في نصف النهائي، الأربعاء الماضي، احتفلت شوارع داكار.

واليوم، تنتهى البطولة بمباراة بين المنتخبين المصري والسنغالي، على ملعب “أوليمبي” في العاصمة الكاميرونية ياوندي.

ويطمح “الفراعنة” بإحراز كأس الأمم الأفريقية الذي سيكون الأول منذ 2010 والثامن في تاريخهم وهو رقم قياسي في القارة.

وعلى الرغم من بلوغه النهائي في مناسبتين، آخرهما في النسخة الماضية عام 2019، لم يفز منتخب أسود التيرانجا باللقب القاري.