توفى الرئيس السابق لمحكمة أمن الدولة “فايز النوري”، أمس الخميس، الشهير بإصدار أحكام الإعدام في محاكمات لم تستمر أكثر من دقائق، في حق معارضي النظام على مدار 30 عام.

جدير بالذكر أن “النوري” ترأس محكمة أمن الدولة سيئة الصيت منذ عام 1979 وحتى 2011، وقد أحيل إلى التقاعد إثر إلغاء محكمة الدولة وإنشاء محكمة الإرهاب “الأسوأ سمعة وأداءً”.

بحسب اللجنة السورية لحقوق الإنسان فإن “النوري” لم يمارس قبل توليه قاضي محكمة أمن الدولة العليا مهنة المحاماة أو القضاء، “بل كان يعمل معلماً لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وحصل على شهادة في الحقوق أثناء توليه منصبه دون أن يذهب للجامعة أو يقدم امتحاناً”.

 كما قالت اللجنة في تقرير لها “عُرف النوري بأحكامه العرفية الظالمة للمحكومين، دون أن يستمع إلى أقوالهم، ودون الاطّلاع على أيّ من ملفاتهم، ولم تكن المحاكمة تدوم أكثر من دقائق معدودة”، واشارت إلى أنه “في عام 1979 حكم على 19 معتقلاً بالإعدام دفعة واحدة، بينما حكم في واقعة أخرى عام 1992 على 660 معتقلاً بالإعدام دفعة واحدة أيضاً”.

كما أكدت اللجنة على أنه “كانت الأحكام التي يصدرها بمثابة نكتة سمجة يطلقها تقضي على الأبرياء وحياتهم ومستقبلهم، دون أن يشعر بوخز الضمير أو يتبع أصول للمحاكمات، ودون تثبت، ويزيد الأحكام من عنده كما يشاء إذا ناقشه المتهم أو حاول الدفاع عن نفسه. وزيادة في الإذلال، كان يختم المحاكمة بقوله للمتهم: انقلع”.

وصفت اللجنة النوري بأنه كان “فاسداً مرتشياً، فلقد روى العديد من المعتقلين الذين كتب لهم النجاة من مقصلته أنهم دفعوا له رشاوى كبيرة جداً لتخفيف الأحكام عليهم”، بحسب اللجنة.

جدير بالذكر أن “فايز النوري قد أصيب في أواخر حياته بالشلل النصفي، وأهمل من قبل النظام الذي استخدمه 30 سنة لقتل عشرات آلاف المواطنين الأبرياء، وساءت حالته حتى قضى أمس وهو في أسوأ حال وأسوأ سمعة منبوذاً حتى من أبناء مدينته الذين لقوا منه ظلماً مضاعفاً أثناء حياته”، بحسب اللجنة.