تغيب رئيس الوزراء السابق نواز شريف عن جلسة محاكمته التي عقدت الخميس (26 أكتوبر 2017) للنظر في الاتهامات الموجهة له وعدد من أفراد عائلته بالفساد ، لوجوده في السعودية .

وقد أصدرت محكمة باكستانية ، أمرًا بإلقاء القبض على شريف الموجود حاليًّا في السعودية؛ وذلك على خلفية اتهامات بالفساد.

صحيفة dawn الباكستانية كشفت أن رئيس الوزراء الباكستاني المعزول؛ لتورطه وأفراد عائلته في قضايا فساد، وصل مدينة جدة السعودية، صباح الاثنين، قادما من لندن، بدلا من الذهاب  إلى مدينة لاهور الباكستانية حيث من المفترض يمثل أمام المحكمة العليا في القضايا السابقة .

وأكدت الصحيفة أن توجه شريف إلى السعودي يأتي فى إطار مساعيه للحصول على دعم أصدقائه السعوديين، لمواجهة قضايا الفساد الموجهه إليه والتي  كشفتها وثائق بنما .

وتشمل قائمة الاتهامات الرسمية التي قدمها المكتب الوطني للمساءلة إلى المحكمة العليا، ضد شريف عدد من أفراد عائلته بينهم ابنته مريم ونجليه،وتتعلق بمصنعين في المملكة؛ أحدهما تابع لشركة “هيل ميتال”، وتهم أخري تتعلق بأملاك العائلة (العقارية) في لندن”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من حزب الرابطة الإسلامية الباكستاني الذي يرأسه شريف، لم يؤكد اجتماعه مع أفراد العائلة المالكة فى السعودية، إلا أن مصادر داخل الحزب أكدت أن الغرض الرئيسي للزيارة ، ليس كما قيل لأداء العمرة ، ولكن للاجتماع بشخصيات رفيعة المستوي من العائلة المالكة لحشد التعاطف والمساندة من قبلهم.

ونقلت الصحيفة عن مقربين من شريف قوله ، إن تغير مسار الرحلة من لاهور -حيث كان يفترض أن يصل إليها أمس الثلاثاء – إلى جدة جاء، بعدما أكد له مقربون أنه تم ترتيب لقاء مع شخصيات مهم بالمملكة لإصلاح علاقاتهم بهم .

وأوضحت الصحيفة أن شريف أمضي 7 سنوات فى المملكة منفيا، وكانت علاقته طيبة بجميع افراد الأسرة الحاكمة ، لكن هذه العلاقة تأثرت بعد شنت المملكة حملة عسكرية على اليمن لدعم شرعية الرئيس عبد ربه هادي منصور ، ضد الحوثيين، ورفض البرلمان الباكستاني المشاركة خوفا من حدوث فتنة طائفية بين السنة والشيعة فى باكستان، لكنه يبذل حاليا جهودا حثيثة لعودة العلاقات القديمة إلى طبيعتها .

نفي شريف مع عائلته وفي ديسمبر 2000 بقرار حكومي إلى السعودية، ثم انتقل لاحقا إلى لندن، لمدة عشر سنوات رغم نفي شريف ذلك، وعين قبل إبعاده وزير الصحة الأسبق جواد هاشمي رئيسا بالوكالة لحزب الرابطة حتى عودته من منفاه.

وأوضحت الصحيفة أنه تواصلت مع مقربين من شريف وأكدوا أنه ذهب إلى المملكة لآداء العمرة، مع والدته وسوف يعود قبل 26 أكتوبر الجاري، لكي يدافع عنه نفسه فى القضايا المتهم فيها بالفساد.

بن على

وتجمع المملكة حاليا بين رئيس الوزراء الباكستاني، والرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن على الذي فر وأسرته من تونس في يناير 2011، في أعقاب الثورة الشعبية التي اجتاحت البلاد -وتواصلت ضده لمدة  شهر.

وأضطر بن على بعدها إلى الهروب على متن طائرته هو وزوجته  ليلى الطرابلسي وابنتهما حليمة وابنهما محمد، عقب رفض الجيش التدخل لفض المظاهرات بالقوة، وبعد رفض عدد من الدول استقباله حتى وافقت المملكة ، استقبلته ورفضت تسليمه إلى تونس لمحاكمته .