تسخر الدنمارك جهودها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين بكل حفاوة، وبأذرع ممدودة، مقابل جهودها الحثيثة لترحيل اللاجئين السوريين إلى بلدهم، الذي لا يزال يشهد حربا مستمرة منذ 2011.

 

فيما أعلن وزير الهجرة والاندماج الدنماركي، “ماتياس تسفاي”، بعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا أن “عندما تكون هناك حرب في أوروبا ويتعرض أحد الجيران الأوروبيين لما نراه في أوكرانيا، لا يوجد أدنى شك في ذهني بأنه يجب أن نساعد بأفضل ما في وسعنا، من خلال الترحيب بالأوكرانيين على الأراضي الدنماركية”.

 

وقال المتحدث الشؤون الخارجية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في الدنمارك “راسموس ستوكلوند”، لشبكة “سي أن أن” الأمريكية؛ إن الحكومة الدنماركية تصيغ مشروع قانون من شأنه تعليق قواعد اللجوء الخاصة من أجل الأوكرانيين، مؤكداً أنهم “لن يكونوا جزءا من نظام اللجوء”.

 

في السياق ذاته، اتهم منتقدون الحكومة الدنماركية ووصفوها بـ”النفاق”، إذ إنها تحث اللاجئين السوريين القادمين من دمشق وريفها على العودة إلى هناك، وتسعى إلى إجبارهم على ذلك، رغم الخطوة على حياتهم بسبب الحرب القائمة وسمعة النظام السوري الوحشية.

 

بدورها، قالت “ميشالا كلانتي بنديكسن”، رئيسة منظمة “الدنمارك ترحب باللاجئين”، التي تدعو إلى نظام لجوء مبسط إن التباين في المعاملة يشير إلى أن الحكومة تولي أهمية أكبر لحياة الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء.

 

وأضافت “بنديكسن” أن أزمة المهاجرين من عام 2015 أظهرت أنه “إذا وصل الأشخاص من أفغانستان أو سوريا، فسيتم استجوابهم بالريبة، وسيُطلق عليهم اسم مهاجرين إلى أن يحصلوا على وضع اللاجئ. لكننا الآن على الفور نمنح الأوكرانيين وضع لاجئين. ما الفرق؟”.

 

واختتمت “بنديكسن” “إنه أمر مخيب للآمال ومروع للغاية أن تعاطف الناس محدود للغاية مع البشر الآخرين في العالم”.