في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن مكتب بشار الأسد، أن الرئيس السوري سافر إلى الإمارات العربية المتحدة في أول زيارة له لدولة عربية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011.
وقال المكتب في بيان نشر على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي إن الأسد التقى بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، وقد ناقش الجانبان توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبحسب البيان، أعرب محمد بن راشد خلال اللقاء عن أمله في أن تكون هذه الزيارة بداية للسلام والاستقرار لسوريا والمنطقة بأسرها.
ترسل الزيارة إشارة واضحة ومباشرة أن العالم العربي على استعداد لإعادة التواصل مع الرئيس السوري المنبوذ على نطاق واسع بسبب الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها نظامه ضد المدنيين في أعقاب الثورة التي اندلعت قبل أكثر من عقد من الزمان.
اللافت للنظر أن هذه الزيارة تأتي الحرب المستعرة في أوكرانيا حيث يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليف الرئيسي للأسد، الهجوم العسكري الممتد منذ أربعة أسابيع ضد المدن الأوكرانية بصورة مميتة.
الجدير بالذكر، أنه بين دول قلائل في العالم، دعمت سوريا الغزو الروسي، وألقت باللوم على الغرب في استفزازه، وعدم ترك أي خيارات له سوى الحرب.
تم طرد سوريا من جامعة الدول العربية وقاطعها جيرانها بعد اندلاع الصراع قبل 11 عاما، الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف من المدنيين، وشردت نصف سكان البلاد تقريباً، بالإضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة من سوريا، والتي سيكلف إعادة إعمارها عشرات المليارات من الدولارات.
على مدار السنوات الماضية، انتقدت الدول العربية والغربية الأسد بسبب القمع المميت لاحتجاجات عام 2011 التي تطورت إلى حرب أهلية، ومع وصول الحرب إلى طريق مسدود واستعادة الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد بفضل المساعدة العسكرية من الحليفين روسيا وإيران، غيرت الدول العربية من نبرتها، وبدأت في استعادة العلاقات مع الزعيم السوري في السنوات الأخيرة.
أعادت الإمارات فتح سفارتها في سوريا أواخر عام 2018 في أهم انفتاح عربي تجاه حكومة الأسد، على الرغم من أن العلاقات ظلت باردة.
وفي خريف 2021، توجه وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق للقاء الأسد، وهي أول زيارة يقوم بها كبير الدبلوماسيين في البلاد منذ 2011، وهي الزيارة التي انتقدتها الولايات المتحدة، الشريك الإماراتي المقرب، قائلة إنها لن تدعم أي محاولة للتطبيع مع حكومة الأسد.
تحتاج سوريا بشدة إلى تعزيز العلاقات مع الدول الغنية بالنفط حيث يتعرض اقتصادها للاختناق بسبب العقوبات الغربية المعوقة ومهمة إعادة الإعمار بعد الحرب، فضلاً عن أن الإمارات العربية المتحدة تُعد موطن لآلاف السوريين الذين يعملون في الدولة الخليجية ويرسلون الأموال إلى أقاربهم في الوطن.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا