أسدل قاض بريطاني الستار، على المعركة القضائية بين حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وطليقته الأميرة هيا بنت الحسين، بشأن حضانة طفليه، بعد قرار منح هذا الحق للأم.
وامتد النزاع القضائي لنحو 3 سنوات، وكان باهظ التكلفة، في أروقة المحكمة العليا في لندن، وقرر القاضي أن الأميرة هيا تعرضت لـ”إساءة مفرطة” من جانب زوجها السابق.
وفي بيان صدر نيابة عن الشيخ محمد قال إنه يحب طفليه وسيظل يكفلهما دومًا نافيًا “المزاعم الواردة في إجراءات التقاضي هذه”.
وتطرقت القضية لعمليات خطف وتهديدات بالقتل، ووجود علاقة بين الأميرة وأحد أفراد فريق حراستها، لابتزاز وتجسس واختراق هواتف باستخدام نظم متطورة، كل هذا في أجواء ثراء تضمنت عقارات فاخرة وملابس باهظة الثمن ومجوهرات بملايين الدولارات وخيول سباق.
وسبق للمحكمة أن انتهت إلى أن حاكم دبي، أثار خوف الأميرة هيا على حياتها، بعد اختطاف ابنتيه من زيجتين أخريين، وتبين إساءة معاملتهما، فضلا عن أوامره بمراقبة هاتفها وهواتف محاميها عبر برنامج بيغاسوس للتجسس الذي طورته شركة إسرائيلية.
وقضت المحكمة بدفع آل مكتوم، نقفة قياسية تتجاوز 730 مليون دولار، من أجل تأمين الطفلين ورعايتهما.
وقال القاضي آندرو مكفارلن في نص الحكم: “إن الشيخ محمد كان يبدي باستمرار، سلوكًا يتسم بالإرغام والتحكم في من يخالف إرادته من أفراد أسرته”.
وأضاف: “على الرغم من حدوث ذلك، على نطاق يخرج تماما عن الملابسات المعتادة في القضايا التي تنظرها محكمة الأسرة في هذه الدائرة القضائية، كان سلوك الأب تجاه أم طفليه عنفا أسريا”.
كما قرر القاضي، أن الحق في تقرير الأمور المتعلقة بالطفلين، من صحة وتعليم، يعود للأميرة هيا وحدها، مع اطلاع الأب على شؤونهما فحسب.
وأشار إلى أن علاقة الأب بالطفلين، ستقتصر على الاتصالات الهاتفية والرسائل، بعد أن قرر الشيخ محمد نفسه عدم التواصل المباشر معهما.
وقالت الأميرة هيا عقب الحكم، إنها ستنشئ ابنها وابنتها على احترام تقاليد بلديهما الأم، وقالت في بيان: “أنا وجليلة وزايد لسنا بيادق تستخدم من أجل الفرقة”.
ولفت القاضي إلى أن الحكم، ينهي قضية بلغت تكاليف المحاماة فيها، أكثر من 70 مليون جنيه إسترليني، وأنها “تكاليف قضائية ضخمة حقا” وفق قوله.
وقال إن الشيخ محمد أحب طفليه وإنهما بادلاه حبا بحب، لكنه انتقد سلوكه ورفضه حتى الإقرار بدور زوجته السابقة في رعاية الطفلين.
وأضاف: “سلوك سموه مع الأم.. سواء بالتهديد أو القصائد، أو تنسيق تقارير صحفية أو الترتيب خفية لشراء عقار يطل مباشرة على عقارها، أو التنصت على هاتفها أو في سير هذه الدعوى، كان مسيئا بدرجة عالية.. درجة مفرطة حقا”.
ومضى قائلًا: “وبرغم ما توصلت إليه المحكمة، لم يقر سموه مطلقا بأنه أقدم على أي من هذه الأفعال أو أنه لعب دورا فيها”.
يشار إلى أن الأميرة، تمكنت من مغادرة الإمارات سرا، إلى بريطانيا، عام 2019، بعد شعورها بالخوف على حياتها، برفقة طفليها الجليلة وزايد، لتسري بعدها أنباء عن تعرضها للتهديد مرارا وسوء المعاملة من قبل زوجها السابق محمد بن راشد آل مكتوم.
اضف تعليقا