قالت صحيفة “الغارديان” في تحقيق استقصائي مع عدة مؤسسات صحفية، أن النظام السوري قام بعمليات هدم بالجملة لحي القابون في ضواحي العاصمة دمشق.
وقالت الصحيفة إن حي القابون واحد من الأحياء التي تم تنظيفها وأعيد تطويرها بطريقة لم تعد تشبه ما كانت عليه في الماضي، وتم تشريد سكانها داخل البلاد، أو أجبروا على الرحيل إلى الخارج بسبب الحرب.
كما نشرت “الغارديان” مقاطع فيديو وصور أقمار اصطناعية، تظهر استخدام النظام السوري “أساليب وحشية” لتدمير مباني حي القابون؛ بذريعة التخلص من الألغام والمفخخات.
ولفتت الصحيفة إلى أن “القابون” واحد من الأحياء التي تم تحديدها كمناطق للمصادرة، ضمن خطط النظام لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب، على أمل اجتذاب المستثمرين الأجانب في مجال العقارات.
من جانبهم، أكد سكان الحي السابقون والباحثون، أن نظام الأسد يقوم بعملية هندسة اجتماعية للمنطقة بعدما تحولت إلى مناطق للمعارضة المسلحة في أثناء الحرب، كنوع من الانتقام من سكان القابون والتأكد من عدم بقاء شيء لكي يعودوا إليه.
يشار أنه في وقت سابق، أعلنت قوات النظام عن حوالي 1000 عملية هدم في كل أنحاء سوريا خلال السنوات الأربع الماضية، بحجة نزع الألغام التي خلفتها الجماعات الإرهابية”.
كما أظهر تحليل لمئات الصور ولقطات الفيديو ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي عن أشكال من التفجيرات التي أدت لسقوط بنايات كاملة والمناطق المحيطة بها، وهو عمل لا يتناسب مع الأهداف الإنسانية التي يتحدث عنها النظام.
بدوره ، قال مدير منظمة مساعدة الشعب النرويجي، “بير هاكون بريفيك” إن “عمل نزع الألغام الإنساني، أنظمة مختلفة جدا في الهدف والنتيجة”، مشيراً إلى أن الأساليب التي تستخدمها قوات النظام تؤدي لتجمع القنابل غير المتفجرة تحت الأنقاض بحيث يصعب نزعها.
جدير بالذكر أن حكومة النظام السوري، كانت قد أقرت تشريعاً سمح لها بمصادرة الأراضي وبناء مشاريع عليها للاستثمار العقاري، بشكل جرد السكان من مساكنهم، نظراً للشروط التي وضعها النظام على المواطنين لاستعادة ممتلكاتهم، مثل العودة إلى سوريا والتقدم شخصيا بطلب استعادتها.
وأشارت “الغارديان” إلى أن خطة النظام لحي القابون، هي جزء من خطته الأوسع لمدينة دمشق، لتحويلها إلى عاصمة تجارية تتكون من مراكز تطوير حضري جديدة تقام على الأحياء الشعبية القديمة، والمناطق الصناعية والمزارع.
اضف تعليقا