العدسة – موسى العتيبي
لماذا أقال عبد الفتاح السيسي صهره محمود حجازي من رئاسة أركان الجيش المصري؟! سؤال شغل الأوساط السياسية في مصر، وأشعل تغريدات وتعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دقائق من صدور القرار.
ووفقا للقرار الصادر عن السيسي فقد تمت الإطاحة بمحمود حجازي من رئاسة الأركان وتم تعيينه مستشارا للسيسي للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، بينما تم تعيين اللواء أركان حرب محمد فريد حجازي في نفس المنصب مع ترقيته إلى رتبة الفريق، بعد أن كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع.
التخمينات والتحليلات حول أسباب الإقالة تنوعت وتزايدت، في ظل غياب المعلومة الكاملة في مصر، إلا أن مراقبين أكدوا أنها لن تخرج عن الآتي:
إحلال وتبديل
الاحتمال الأول الذي توقعه مراقبون، أن يكون الإطاحة بحجازي هو جزء من عملية الإحلال والتبديل التي يقوم بها السيسي بين الحين والآخر لقيادات عسكرية، لأغراض تتعلق بمزيد من الهيمنة والسيطرة..
فقد حرص السيسي منذ وصوله لرئاسة الجمهورية على الإطاحة بكل القيادات العسكرية التي رافقته في تحركات الجيش في الثالث من يوليو 2013.
ومنذ الثالث من يوليو 2013، أطاح السيسي بأغلب قيادات المجلس العسكري، وأعاد تشكيله من جديد حيث يُجري كل فترة حركة تغييرات تشمل عددا من كبار قادة الجيش، يصبحوا بموجبها خارج تشكيل المجلس العسكري، وفي الوقت ذاته يتم تعيين معظمهم في وظائف استشارية أو فنية أو حكومية لا قيمة أو تأثير لها على الإطلاق داخل المؤسسة العسكرية، فيتم تعيين بعضهم مساعدين لوزير الدفاع أو مستشارين عسكريين للسيسي أو وزراء بالحكومة.
اللواء أحمد وصفي، واللواء أسامة عسكر، واللواء أسامة الجندي، واللواء صلاح البدري، وغيرهم كثيرون تمت الأطاحة بهم على هذا النسق، وتم استبدال آخرين بهم.
وبرغم ولاء محمود حجازي المفترض للسيسي، كونه صهره، حيث إن نجل السيسي”حسن” هو زوج ابنة محمود حجازي، إلا أن ذلك لم يمنع إصدار قرارا بإقالته من منصبه.
انحياز لصدقي صبحي
وجهة نظر أخرى تقول إن الإطاحة بمحمود حجازي من منصب رئيس الأركان، جاءت بسبب خلافات شديدة مندلعة بينه وبين صدقي صبحي وزير الدفاع منذ فترة، لشعور “صدقي صبحي” بالتهميش وأن حجازي هو الرجل المقرب إلى السيسي، وأن مؤامرة تحاك ضد “صبحي” لإقالته من منصبه وإحلال “حجازي خلفا له”
ووفقا لمصادر عسكرية في أغسطس الماضي، فإن دوائر مقرّبة من السيسي، قامت بتقديم وتداول مقترحات بديلة، من شأنها محاصرة وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، سعياً لإقالته، في حال أخفق البديل الأصلي، بتعديل مواد الدستور، ورفع تحصين منصب الوزير من العزل، أو الإقالة بقرار رئاسي.
كما أن السيسي استغل حجازي في رئاسة الأركان لتفكيك ما يمكن تسميته بمراكز القوى داخل المجلس العسكري، والذين تربطهم بصدقي علاقات قوية، وهو مازاد الأمر اشتعالا بين الرجلين وتسبب في خلافات كادت أن تظهر إلى العلن، وهو الأمر الذي اضطر معه السيسي في النهاية إلى الانحياز لـ “صدقي صبحي” ولو تكتيكيا، على حساب صهره محمود حجازي، فوافق على أن يطيح به من رئاسة الأركان ويحل محله “محمد فريد حجازي” مساعد صبحي في وزارة الدفاع.
إقالة بسبب الفشل الأمني
الفشل الأمني المتزايد على الحدود المصرية كان هو السبب في إقالة رئيس الأركان من منصبه، تلك هي الاحتمالية الثالثة لإقالة “حجازي”، خصوصا وأن الإقالة جاءت بعد أيام قليلة من حادث الواحات، الذي تسبب في قتل وإصابه نحو 58 ضابطا ومجندا شرطيا.
الحادث الصعب على الداخلية المصرية، أثيرت على إثره تساؤلات واسعة، عن تأخر الجيش في نجدة الشرطة، وإرسال المروحيات لإنقاذ المصابين، ماتسبب في نزيف دماء بعض الضباط في الصحراء حتى الموت.
وتأتي الإقالة في وقت تتجه فيه أصابع الاتهام المصرية إلى عناصر مصرية آتية من ليبيا عبر الصحراء الغربية، يتزعمها ضابط الصاعقة المفصول من الخدمة هشام عشماوي.
مايدلل على وجود علاقة بين التضحية بـ”حجازي” وبين حادث الواحات، هو أن السيسي أقال في نفس التوقيت، عددا من قيادات الشرطة المصرية، لاتهامهم بالتقصير في الحادث نفسه، وهم (اللواء محمود شعراوى رئيس جهاز الأمن الوطنى، واللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة، مدير إدارة الأمن الوطنى بالجيزة، ومدير إدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزى).
صناعة بديل محتمل
ولأن السياسية لاتعرف المستحيل، فإن مراقبين توقعوا أن تكون عملية “إقالة حجازي” ليست سوى، عملية مرتبة بين قيادات المجلس العسكري، والسيسي، والهدف منها، إبعاد شخصية عسكرية عن ساحة الصراع السياسي في الوقت الحالي، ليتم صناعة بديل سياسي محتمل حال تأزم الأمور في البلاد.
ولأن الفترة الحالية تشهد حالة من السخط الشعبي المتزايد ضد السيسي، لتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، فمن الممكن أن يكون قد تم الاتفاق على صناعة “حجازي” كبديل يرتدي البدلة المدنية، ويتواصل مع القوى السياسية المختلفة، حال حدوث تغييرات غير متوقعة للمشهد السياسي في مصر.
الانتخابات الرئاسية المرتقبة، والتي من المحتمل أن يترشح فيها كل من العسكريين السابقين، أحمد شفيق وسامي عنان، ربما تكون أيضا سببا في صناعة بديل عسكري ثالث، يكون مدينا بالولاء للسيسي، وفي نفس الوقت، ليس في دائرة السلطة والحكم بشكل مباشر، فيقدم نفسه كمخلص للبلاد.
تمهيد للرئاسة الحكومة
احتمال خامس وأخير أن يكون الهدف من إقالة “حجازي” هو تأهيله لتولي منصب رئاسة الوزراء، خصوصا وأن وسائل إعلامية مؤيدة للسلطة، بدأت في الترويج الإعلامي بإن رئيس الوزراء القادم سيكون عسكريا أو من جهة سيادية.
ويفكر السيسي في إقالة شريف إسماعيل من رئاسة الوزراء، بسبب مرضه، الذي يدفعه للسفر المتكرر سرًّا خارج البلاد للعلاج، وكذلك ليغسل يده من القرارات الصعبة التي اتخذتها حكومة إسماعيل.
وفي حال اتخاذ السيسي قرارا بتعين حجازي رئيسا للوزراء، فسيحتفظ السسي بـ”حجازي” إلى جواره داخل قصر الاتحادية فترة من الزمن، للوقوف على كافة التفاصيل المتعلقة بالحكومة، ثم الإعلان عن تعيينه لرئاساتها.
ووفقا لمراقبين فربما لا يتم تغيير الحكومة حتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية لعدم إرباك المشهد في مصر قبيل الانتخابات.
هناك احتمال خامس مرتبط بعملية الواحات ولكن ليس كما ذكرتم
أعتقد – والله أعلم – أنه بعد الهزيمة المنكرة للشرطة فى الواحات وحدوث أكبر عملية هددت شرطة السيسي وأحيت الأمل فى نفوس الكثيرين .. حاول السيسي الحصول على دعم الأمريكان لمعرفة مكان المسلحين واستهدافهم لكن الأمريكان امتنعوا إلا بشرط وهو إقالة محمود حجازي من منصبه لتعاونه مع نظام كوريا الشمالية المعادي لأمريكا وأعتقد أن سبب زيارة حجازى للأمريكان قبل الإقالة كان لمحاولة التفاوض حول هذا الشرط .. الأمر الذى قوبل بالرفض ومن ثم عاد حجازى ليصدر القرار وبسرعة لأن الوقت لم يكن فى صالحهم.