فاجئ الرئيس اليمني “عبد ربه هادي منصور” الشعب اليمني، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بالإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي مفوض ونقل كافة صلاحياته إليه، إضافة لذلك فقد تم -بناء على الإعلان- إعفاء نائب رئيس الجمهورية “علي محسن الأحمر” من منصبه.
يأتي ذلك بعد أنباء عن فشل المفاوضات اليمنية في الرياض والتي تسربت أنباء عنها أنها لم تنته إلى جديد في ظل تنازع الأطراف رغم تغيب جماعة أنصار الله الحوثي عنها، في خطوة حولها شكوك عدة أنه أجبر على اتخاذها.
خطوة للأمام أم خطوة للخلف
وفقاً لإعلان منصور، فإن مجلس القيادة الرئاسي استحوذ على صلاحيات أكبر فهو سيتولى إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، والذي يضم: “سلطان علي العرادة”، و”طارق محمد صالح”، و”عبد الرحمن أبو زرعة”، “عبدالله العليمي باوزير”، و”عثمان مجلي”، و”عيدروس الزبيدي”، و”فرح البحسني”، إضافة إلى أن المجلس برئاسة “محمد رشاد العليمي” وزير الداخلية السابق المحسوب على السعودية.
وبناء على الإعلان فإنه سوف يتم إنشاء هيئة للتشاور والمصالحة تتكون من 50 عضواً لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي، الذي سيتولى التفاوض مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق النار.
ويعتبر هذا القرار هندسة جديدة للحكومة اليمنية نظراً لأنه جاء من قِبل رئيس توافقي منتخب وهو “منصور هادي”، وقد أراد مهندسو صناعة المشهد اليمني وهم على رأسهم السعودية إحداث تغيير في القيادة اليمنية والقيام بدور المصلح بين أطياف الشعب اليمني، حيث أن المجلس الجديد ضم أربعة أشخاص من الشمال وأربعة من الجنوب وهو في ظاهره يدل على التوافق التي أرادت السعودية إظهاره للمجتمع الدولي.
بالرغم من ذلك، فإن الأنباء المسربة عن آخر اجتماع لمشاورات الرياض لا تدل على ذلك، وإنما تدل إختلاف كبير بين الفرقاء السياسيين.
مشاورات الرياض
بدأت مشاورات الرياض أعمالها نهاية الشهر الماضي بين ممثلي القوى والمكونات اليمنية دون حضور الحوثيين الذين يرون المشاورات طبخة سياسية تعدها السعودية وشريكتها الإمارات من أجل هيمنة دائمة على اليمن، لكن تسربت بعض معلومات عن خلافاً شديداً قد نشب بين القوى اليمنية الممثلة في الفريق السياسي المنبثق عن مشاورات الرياض حول مقترحات بشأن منصب نائب الرئيس.
يذكر أن الخلاف قد اشتد داخل أعضاء الفريق السياسي في الاجتماع الأخير، بسبب تدخل الطرف الميسر في التشاور، الممثل لمجلس التعاون الخليجي، الذي يرعى المشاورات، وعرضه بشكل منحاز مقترح “تعيين نائبين للرئيس”، وتجاهل المقترحين الآخرين اللذين تداولهما الفريق اليمني، وهذا يدل على أن القرار ليس بيد هادي أو حتى الفريق السياسي وإنما بيد الطرف الميسر وباختصار هي السعودية.
مباركة السعودية
فور صدور إعلان الرئيس اليمني سارعت السعودية بالمباركة واستقبل “محمد بن سلمان” المجلس الرئاسي اليمني الجديد، وأعلنت السعودية بالتزامن عن تقديم دعم لليمن بالمليارات، داعية إلى التفاوض مع جماعة الحوثي وإلى مرحلة انتقالية، وهو ما أثار المخاوف التي تتفق مع توجسات الحوثيين فقد يكون الأمر كله برمته هي إحدى ألاعيب المملكة كي تغير المشهد وتخرج من ورطة الحوثيين التي كلفتها الكثير عسكرياً واقتصادياً وأمنياً.
ما بعد هادي
الخلاصة أن هادي ما هو إلا منفذ لما تمليه عليه السعودية وهي من وضعت هذا السيناريو كي تستطيع الخروج من مأزق الحوثيين لكن المخاوف الحقيقة أن هذه الخطوة قد تحدث انقساماً حقيقياً بسبب أن هناك تمثيلاً لقوى الأمر الواقع التي تشكلت خارج الشرعية خلال سنوات الحرب الماضية، ومنها القوات المشتركة في الساحل الغربي ومكتبها السياسي.
اقرأ أيضًا: رفض حوثي وتخوف للانتقالي الجنوبي.. ردود أفعال متباينة للأطراف اليمنية بعد إعلان المجلس الرئاسي الجديد
اضف تعليقا