نشرت شبكة “سي ان ان إندونيسيا ” نتائج لاستطلاع رأي أجراها مركز الأبحاث الاسترالي “لووي انستيتيوت” يظهر أن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان بن عبد العزيز” يعد هو الشخصية الأعلى شعبية في العالم متفوقاً على عدة زعماء ذُكرت في هذا الإستطلاع أهمهم الرئيس الأمريكي “جو بايدن” والرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، والصيني “شي جين بينغ”، ومنذ إذاعة الخبر وتعمل انتشرت الصحف واللجان السعودية في إبراز الأمر ومحاولة جعل هذا الخبر في صدارة أخبار المملكة.
إندونيسيا مسرح الحدث
طبقاً لنتائج الاستطلاع فقد حظي “محمد بن سلمان” بثقة 57% من المشاركين في الاستطلاع الإندونيسيين، وتبعه ولي عهد الإمارات العربية المتحدة بنسبة 52%، كما جاء بعدهما رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج والرئيس الأمريكي “جو بايدن” بنسبة 44%، تلاه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بـ40% من أصوات المشاركين في الاستطلاع، فيما حظي الرئيس الصيني “شي جين بينغ” والزعيم الأعلى لكوريا الشمالية “كيم جونغ أون” بثقة 34% من المشاركين في الاستطلاع، واللافت للنظر أن ترتيب التصويت جاء للأنظمة التي لا تأتي عن طريق ديمقراطي، حيث أنه على الرغم من أن الإندونيسيين لا يزالون ملتزمين بالديمقراطية، إلا أن العديد منهم يتمتعون بمستويات عالية من الثقة في الأنظمة الاستبدادية أو القادة الذين لم يتم انتخابهم، وهذا يأخذنا لنقطة هامة عند المشاركين في الاستطلاع فهم على ما يبدو أنهم غير مهتمين بنوع النظام “ديموقراطي/ استبدادي” من المشاركة الاقتصادية للدولة والملف الشخصي في إندونيسيا إضافة لذلك فإن المشاركين تبلغ عليهم الصفة الإسلامية حيث أنهم اختاروا البلاد الإسلامية في المقدمة ثم جاء ما دونها بالتوالي في الترتيب وهذا يدل على أنهم لم يختاروا بالكفاءة ولكن الكافة الإسلامية رجحت كفت ولي العهد السعودي ومن بعده الإماراتي.
الفشل يعقبه الفشل
بعد إعلان الوكالة الاندونيسية عن نتائج الإستطلاع، حاولت أبواق إعلامية سعودية إظهار الإنجاز الجديد لولي العهد الشاب الذي يعشق اقتران اسمه بلقب الزعيم وهذا يأخذنا إلى انجازاته الذي جعلت منه زعيماً.. وبالنظر إلى حال الشعب السعودي قبل “بن سلمان” والآن فالوضع الإقتصادي في تدهور مستمر، وقد حاول الاستحواذ على مصادر الدولة النفطية وحده وهذا ما أوصلها إلى هذا التدهور بسبب التصرف الصبياني وغير الناضج ومحاولته تحقيق الأحلام المأمولة ما أدى إلى هذا الفشل الاقتصادي فهل له أن يكون زعيماً وهو فاشل اقتصادياً.
إذا قد يكون محمد بن سلمان زعيماً عسكرياً قاد بلاده إلي انتصار في الحرب!.. لكن الواقع يقول عكس ذلك فقد زعم ولي العهد أن ينهي حرب اليمن في سويعات قليلة أمام مجموعات الحوثيين واصطدم بواقع مرير حيث طالت أمد الحرب لسبع سنوات وتحول من مركز المهاجم إلى مركز المدافع أمام الحوثيين الذين استهدفوا المنشآت النفطية داخل المملكة بل وأصبح الوضع أكثر خطراً على الحدود السعودية والآن هو يبارك تعيين المجلس الرئاسي اليمني الجديد في محاولة منه لحفاظه على ماء وجهه والخروج من ورطة الحوثيين، إذا كيف له أن يكون زعيم وهو يهدر الأموال اقتصادياً ومتورط عسكرياً في الحرب في اليمن؟!.
الأكثر وسامة والأكثر زعامة!
هناك مفارقة بين اختيار “بن سلمان” بالأعلى شعبية في العالم وبين اختيار “عبد الله بن زايد” وزير خارجية الإمارات بالأكثر وسامة في الوطن العربي حيث أن الموقفين يتفق فيهما سياسة إلهاء الشعوب والتغطية على الفشل بألفاظ إعلامية ولكن بمعرفة شخصية محمد بن سلمان الذي قال لا يمنعني من حكم المملكة خلال 50 عام القادمة إلا الموت فهو في ظل فشله هذا يسعى للقب يتفوق به عن غيره “بن زايد” حتى لو دفع فيه مال أبيه فإضافة للتغطية الإعلامية التي أشارنا إليه فهو صراع صبياني مختلف بين الأكثر زعامة والأكثر وسامة.
خلاصة القول أن الإعلام الرسمي السعودية روج بكثافة لفكرة الاستبيان وهذا يعكس مدى بؤس محمد بن سلمان وذبابه الإلكتروني التابع للديوان الملكي، والذي يتصيد كل ما يمكنه من إعادة الثقة لابن سلمان وذلك في ظل المقاطعة الدولية له عقب مقتل الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي” وفشله الإقتصادي والعسكري وتورطه بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب.
اضف تعليقا