منذ اعتلاء محمد بن سلمان ولي العهد السعودي سدة الحكم في المملكة العربية السعودية عام 2017، ازدادت وتيرة القمع ونشر الخوف في أنحاء البلاد، واعتمد بشكل مباشر على تكميم الأفواه والتنكيل بالمعارضين في تثبيت حكمه.

 

ولم يفرق بن سلمان بين رجل وامرأة، أو بين عامة الشعب وأمراءه في القمع، بل تخطى الأمر إلى تعذيب ابناء عمومته وأقاربه، وقد صدرت تقارير تفيد أنه قام بالتعدى على والدته ضرباً.

 

لكن الحادثة التي فضحت بن سلمان بشكل كبير هي مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، والتي أحدثت صداها، ومن خلالها عرف العالم أجمع الوجه الحقيقي لولي عهد السعودية وملكها المرتقب.

 

وبعد تلك الجريمة البشعة عاش ولي العهد في عزلة سياسية لفترة من الزمان، حتى تسببت أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا في رجوعه للساحة السياسية بسبب امتلاك المملكة لسلاح النفط، لكن ذلك لا يكفي لتحسين صورة ولي العهد الملوثة.

 

ولذلك أنفق محمد بن سلمان أموال المملكة في كل حدب وصوب، كي يحسن من صورته وبدأ يستعين بشركات إعلامية وجماعات ضغط من أجل ظهوره بمظهر ولي العهد المتحضر راعي الرياضة والفن الراقي، لكنه حتى الآن فشل في ذلك.. فكيف أهدر محمد بن سلمان مليارات المملكة من أجل تحسين سمعته السيئة؟!.

 

ملايين من أجل تحسين السمعة

 

سعى محمد بن سلمان إلى تحسين صورته في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص ذلك لنفور المجتمع منه في تلك المنطقة على وجه الخصوص بعد واقعة خاشقجي الذي عمل في صحيفة واشنطن بوست.

 

فقد كشف موقع   “ذي إنترسبت  الأمريكي عن أن ولي العهد تعاقد مع شركات علاقات عامة، ومراكز أبحاث ودفع المال إلى نجوم الرياضة والفن وجماعات الضغط من أجل تحسين صورته البشعة.

 

كما ذكر الموقع أحد أهم المسارات التي استخدمها بن سلمان، هي بطولة الغولف والتي تسمى ليف غولف وهي منافسة لدوري بي جي إي وقد أنفق ولي العهد بها ملايين الدولارات.

 

كما تعقدت المملكة في هذه اللعبة مع لاعب محترف يدعى فيل ميكلسون والتي جعلت منه اللاعب الأعلى أجراً في العالم، بعائد يقدر 138 مليون دولار ورغم ذلك لم يفز في أي مباراة طوال الأشهر الست الماضية.

 

من جهة أخرى تعاقد محمد بن سلمان مع شركة للعلاقات العامة تدعى كيواروفيس كومنيكيشن، وقد كشفت تقارير أن السعودية دفعت لها 18 مليون دولار دفعة واحدة في أعقاب مقتل خاشقجي مباشرة.

 

وبحسب تقرير الموقع الأمريكي فإن تلك الشركة كان لها الفضل في إحياء سمعة السعودية، وقد تلقت مبلغ آخر بعد تلك الأحداث مباشرة يقدر بـ 14 مليون دولار من أجل توفير خدمات تواصل لزيادة الوعي بـ “التزام المملكة بالحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط”.

 

الخلاصة أن ولي العهد السعودي مستعد أن يدفع الغالي والنفيس من أجل أن يحسن من صورته السيئة، بعد ارتكابه لجرائم بشعة سواء كانت بقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله، أو بتنكيله بالمعارضين وتعذيبهم أو حتى المشاركة في قتل أطفال اليمن وتجويعهم.

 

لكن اللافت للنظر أن ولي العهد عاد إلى الوجهة السياسية مرة أخرى بعد الحرب الروسية على أوكرانيا والآن هو مستعد للتنكيل بالمعارضين بشكل أكثر وحشية بعدما عاد اعتراف الولايات المتحدة به وخاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية.

 

اقرأ أيضاً : كيف استخدمت السعودية تويتر للتجسس على المعارضين في الخارج؟!