يخشى كل ديكتاتور من تسليط الضوء على جرائمه في حق شعبه فيتجه إلى حلول تبدو تقليدية من أجل إلهاء الشعوب والمجتمع الدولي من حوله وغض الطرف عن انتهاكاته الصارخة.

في العقد الجاري اتخذت الدول الديكتاتورية في المنطقة نفس النهج وقامت بالتركيز على المجال الرياضي الذي يأخذ اهتمام الشعوب في الآونة الأخيرة فاتجهت الإمارات لشراء أحد أكبر أندية إنجلترا “مانشستر سيتي” النادي المنافس في الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

أما البحرين فقد اتجهت إلى استضافة لعبة الفورمولا 1 للتغطية على جرائمها وانتهاكاتها الحقوقية الصارخة.. لكن السعودية بقيادة حاكمها الفعلي محمد بن سلمان نوعت في عمليات الغسيل الرياضي فقد اشترت نادي نيوكاسل الإنجليزي واتجهت لاستضافة فعاليات الفورمولا 1 في جدة وقررت الاستثمار في لعبة الغولف التي تحوز على شعبية جارفة في الولايات المتحدة الأمريكية.

أراد محمد بن سلمان ولي العهد الذي قام بقتل الصحفي جمال خاشقجي ونقل بالمعارضين وفرض قبضة أمنية صارمة أن يستثمر في لعبة الغولف كي يستطيع التغطية على تلك الجرائم لكن ذلك ارتد عليه بالسلب.

لماذا الغولف؟! 

صعد ولي العهد محمد بن سلمان إلى سدة الحكم في عام 2017 واتخذ استراتيجية جديدة لإدارة شؤون البلاد تتلخص في مصطلح “دولة الفرد الواحد” استولى ولي العهد على كامل مؤسسات الدولة وفرض قبضة أمنية نال من خلالها من الدعاة والمفكرين والناشطين والعسكريين وحتى من أبناء عمومته أعضاء العائلة المالكة.

قام بن سلمان بإرسال “فرقة الموت” إلى مدينة اسطنبول التركية من أجل التربص بالصحفي المعارض الذي عمل في واشنطن بوست “جمال خاشقجي” فقامت تلك الفرقة بقتله وتقطيع أوصاله بكل وحشية في أكتوبر 2018.

ضجت الأوساط الصحفية في جميع أرجاء العالم لتلك الجريمة الشنيعة ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية لذلك بدأ محمد بن سلمان يفكر بعقليته الديكتاتورية “كيف يبيض تلك الجريمة ويغسل سمعته الملطخة بالدماء؟!.

كانت الإجابة في الاستثمار وضخ الأموال في لعبة “الغولف” الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ضخ الأموال وتوجيه الإعلام لظهور بن سلمان في زي الحاكم المنفتح المشجع للأعمال الرياضية ومنها لعبة الغولف.

 

ارتدت سلباًَ 

رصد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكثر من 2 مليار دولار للاستثمار في لعبة الغولف مؤسسا دوري مواز لدوري الغولف الأمريكي لكن ذلك ارتد على سمعته وسمعة المملكة بالسلب.

تحدث عدة صحف غربية من الغارديان عن استثمار المبالغ الطائلة في اللعبة والتي لن تعود بجدوى على المملكة وبالتالي هي تخرج من تحت مسمى الاستثمار هي باختصار غسيل للسمعة و بروباغندا إعلامية لصالح تحسين سمعة ولي العهد.

إضافة لذلك فقد قامت السعودية باستقطاب عدد كبير من اللاعبين ودفع رواتب أكبر من دوري إية بي جيه الأمريكي واتهمها القضاء بمحاولة هدم اللعبة عبر إغداق المال على اللاعبين طبقًا لما نقلت صحيفة بوليتيكو.

الخلاصة أن لعبة الغولف التي استثمر فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ارتد عليه سلباً وبينت مدى القمع والديكتاتورية التي يخفيها ابن الملك.

 

اقرأ أيضًا : الفرار من جحيم بن سلمان.. انشقاق عقيد وهروب داعية