كشفت وسائل إعلام، أن إيران قامت بتحذير المنظمة البحرية الدولية من أن عمليات الملاحة التجارية في البحر الأحمر لم تعد آمنة، وأن 3 من ناقلاتها استهدفت قبالة السعودية خلال الأشهر الستة الماضية.

وحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن هذا التحذير جاء في رسالة مؤرخة بـ30 أكتوبر/تشرين الأول وجهتها إيران إلى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وامتنعت السلطات الإيرانية حسب الصحيفة، عن إلقاء اللوم على أي طرف في هذه الهجمات، التي لم تكشف طهران حتى الآونة الأخيرة عن اثنتين منها، فيما الحادث الثالث تمثل في تعرض ناقلتها Sabiti في 11 أكتوبر/تشرين الأول للاستهداف قبالة السعودية، وأعلنت طهران حينئذ أنها استهدفت بصاروخين.

وكشف إخطار طهران المنظمة الأممية، أن الناقلتين المستهدفتين تحملان اسمي Happiness 1 وHelm، ووقع الهجومان عليهما في أبريل/نيسان، وأغسطس/آب على التوالي.

ولفتت الصحيفة إلى أن شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية أعلنت عن تعرض Happiness 1 لـ”تعطل محركها وفقدان السيطرة عليها”، فيما واجهت Helm “مشاكل فنية”.

وأعربت إيران في الرسالة عن قناعتها بأن دولة أو عدة دول تقف وراء هذه الهجمات، مشيرة إلى أن الناقلتين المذكورتين استهدفتا في ظروف مشابهة لما تعرضت له Sabiti، ووقعت جميع الحوادث في نفس المنطقة تقريبا مع إلحاق أضرار مماثلة بالسفن.

ونقلت الصحيفة عن الرسالة الإيرانية تشديدها على أن الطابع المنظم والممنهج لهذه الهجمات التي وقعت خلال فترة زمنية قصيرة وفي نفس المنطقة حوّل البحر الأحمر إلى ممر غير آمن بالنسبة للسفن التجارية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أول هذه الهجمات وقع قبيل حادث استهداف 4 ناقلات تجارية في خليج عمان منتصف مايو/أيار، ألقت الولايات المتحدة اللوم فيه على إيران، التي تنفي هذه الاتهامات بشدة.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تعرضت الناقلة الإيرانية “سابيتي” على بعد 60 ميلا من ميناء جدة السعودي، إلى انفجارين منفصلين أصابا هيكل الناقلة، فيما أفاد إعلام إيراني، أن الانفجار ناجم عن “استهداف صاروخي” عند العبور من البحر الأحمر.

وقالت الخارجية الإيرانية حينها إن استهداف ناقلة تابعة لشركة ناقلات النفط الوطنية “مغامرة خطرة” ومن يقف وراءها سيتحمل تداعياتها.

وتشهد المنطقة حالة توتر، إذ تتهم واشنطن وعواصم خليجية، خاصة الرياض، طهران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وتهديد الملاحة البحرية، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية “عدم اعتداء” مع دول الخليج.

ومنتصف الشهر الماضي، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي “بقيق” و”خريص” التابعتين لشركة “أرامكو” السعودية، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة، تبنته جماعة “الحوثي” المدعومة من ايران.

فيما اتهمت واشنطن والرياض، طهران بالمسؤولية عنه، لكن الأخيرة نفت ذلك.