اعتلى محمد بن سلمان ولي العهد السعودي سدة الحكم في المملكة العربية السعودية في عام 2017 وقام بتغيير وجهة بلاد الحرمين وتحكم في كل مؤسسات الدولة الغنية بالنفط.

المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية جميعها بات في قبضة الأمير الشاب علاوة عن سعيه لتغيير هوية المجتمع السعودي ولذلك قام بالقبض على العلماء ونخبة من مفكري المملكة.

توجه ولي العهد لفريضة الحج والتي جعلت السعودية دولة رائدة في العالم الإسلامي وتحكم فيها إلا أنه لما يستخدمها لأغراض العبادة وجعلها لأهداف سياسية الغرض منها إخفاء جرائم ولي العهد وتحسين صورته.

ومع دخول موعد الحج وحلول يوم عرفة والذي يتوجه أنظار كل مسملي الأرض ترتكب السلطات السعودية انتهاكات بحق الحجاج التي تقوم باستغلالهم ماديا علاوة عن القبض عليهم.

اعتقالات وانتهاكات 

بالتزامن مع بدء موسم الحج 2024، برزت معلومات عن اعتقال عدد من المواطنين العراقيين، بينهم المحلل السياسي عماد المسافر من دون توجيه تهمة، وبعد أيام أكد رئيس هيئة الحج والعمرة العراقية سامي المسعودي اعتقال مواطنين عراقيين، موضحا أن سبب الاعتقال هو إجراءات السعودية التي “تتعلق بتنظيم الحج، ومن بينها الشعارات والنشر الالكتروني والنشر السياسي”.

السعودية منعت التضامن مع الشعب الفلسطيني وقامت بالقبض مع كل من تضامن مع غزة وذكرها بالدعاء بالتزامن مع المجزرة التي يرتكبها الاحتلال بحقهم.. كذلك قامت باقتحام غرف الحجاج الذين تظنهم أنهم مخالفين.

ليس الأمر وليد اللحظة ففي نوفمبر 2023، اعتقلت السعودية الشاب اليمني اليوتيوبر فهد رمضان خلال تأديته لمناسك العمرة، على خلفية تسريب رسائل له انتقد فيها ولي العهد محمد بن سلمان، وفي يونيو 2023، اعتقلت السّعوديّة عالم الدين البحريني الشّيخ جميل حسن الباقري، أثناء أدائه مناسك الحج من مقر إقامته في مكة المكرمة وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو يظهر فيه قراءة دعاء الفرج في المسجد الحرام.

أما في عام 2022، اعتقلت السعودية الشاب اللبناني حيدر سليم بعد أدائه مناسك الحج، على خلفية ترديده شعارات دينية. لاحقا صدر بحق سليم حكما بالسجن 5 سنوات بتهمة نشر مقطع مصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال ترديد شعارات.

استغلال بن سلمان 

تطرقت منظمات حقوقية إلى ارتفاع تكاليف أداء شعيرة الحج أو العمرة المزايدة بشكل جنوني كل عام مؤكدة أن ما هي إلا حلقة ضمن سلسلة تسييس الحج وتسليعه ليكون أحد مصادر دخل الدولة المترنحة اقتصاديا.

المال ليس طريق الاستغلال الوحيد فقد أكدت المنظمات أنه لا ينتهي تسيس الحج عند هذا، بل يتجلى استغلال الحج في أهم حدث في الحج وهو وقوف الحجاج في عرفة وحضورهم لخطبة ذلك اليوم المشهود سنويا.

وليس يخفى ما لهذه الخطبة من ترقب وتأثير على نفوس ملايين المسلمين في أرجاء المعمورة، بيد أنه من المؤسف أن تتحول هذه الخطبة إلى مهرجان ترويج سياسي باهت، وتسويق بلباس ديني متهالك لسياسات تسبح بحمد زعمائها بدلا من ربها.

والأعجب أن يتم استغلال هذا المنبر للترويج لسياسات الظلم وانتهاك حقوق الإنسان تحت غطاء ديني.. الخلاصة أن محمد بن سلمان وسلطاته يرتكبون الجرائم بحق الحجاج فيقبضون عليهم ويستغلوهم ماديا علاوة عن انتهاز فرصة موسم الحج للترويج لنظام محمد بن سلمان.

اقرأ أيضًا : تنازلات ضخمة.. بن سلمان مستعد لدفع ثمن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي