نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرًا عن المواطن السعودي خالد عائض العتيبي، الذي اعتقل الثلاثاء 7 ديسمبر / كانون الأول ي مطار رواسي، بينما كان على وشك الصعود على متن طائرة متوجهة إلى الرياض.

 وسارعت السفارة السعودية بباريس إلى نفي أن يكون العتيبي ضمن الفريق المتورط بقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي في 2018، مؤكّدة أن لا علاقة للموقوف بهذه الجريمة وطالبت بإطلاق سراحه فوراً.

وفي اليوم التالي أعلن مكتب الادعاء بباريس في بيان أنه تم إطلاق سراح العتيبي، مشيرة إلى أن عملية التحقق من هوية المواطن السعودي خلصت إلى أن مذكرة الاعتقال التركية لا تنطبق عليه.

وتساءلت “لوموند” من هو المواطن السعودي خالد عائض العتيبي؟، مؤكدة أنه قد يكون للإجابة على هذا السؤال تداعيات دبلوماسية محرجة لباريس.

وبينت أن شرطة الحدود الفرنسية (PAF) قالت إن الشخص المحتجز كان عضوًا من فرقة كوماندوز مكونة من 15 

ضابطًا قتلوا الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018 في قنصلية الرياض بإسطنبول. 

وبينت أن مصدر أمني سعودي ذكر لوكالة “فرانس برس” أن خالد العتيبي الحقيقي وجميع المتهمين في هذه القضية مسجونون داخل المملكة”.

ووفقا للصحيفة، جاء هذا التوقيف بعد ثلاثة أيام على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة ولقائه وليّ عهدها الأمير محمد بن سلمان في جدّة، وهي زيارة شهدت انتقادات شديدة من قبل منظمات حقوق الإنسان التي اتهمت رئيس الدولة الفرنسي بـ “إعادة تأهيل” الشخص الذي تعتبره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المشرف على عملية إسطنبول.

تنبيه على كومبيوتر PAF

ونوهت بأن الساعة كانت 9:20 صباحًا، عندما “أطلق” جواز سفر خالد العتيبي صفيرًا على جهاز الكمبيوتر الخاص بشركة شارل ديجول، حيث اسمه مدون في ملف المطلوبين لـ (RPF)، حيث صدرت تجاهه نشرة حمراء من الإنتربول، بموجب مذكرة توقيف وتسليم صادرة عن السلطات التركية؛ لارتكابه عملية “اغتيال”.

ووفقا للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، فقد تم وضع المسافر السعودي في “الحجز القضائي”، وهو شكل من أشكال الحجز لدى الشرطة يمكن أن يصل إلى 48 ساعة.

وذكّرت بأنه رجل يدعى خالد العتيبي، من الحرس الملكي السعودي، شارك ضمن فريق في المجزرة الدموية التي وقعت في إسطنبول، ووفقًا للمقررة الأممية أغنس كالامارد، التي حققت في اغتيال جمال خاشقجي، كان هذا الرجل موجودًا في منزل القنصل السعودي باسطنبول. 

وهناك تخلص الكوماندوز من جثة الصحفي، وربما قام بتحليلها في حامض، بعد أن تم تقطيعها في القنصلية من قبل طبيب شرعي سعودي بمنشار عظام.

وبعد ثلاثة أسابيع من الإنكار، وبالتحديد في 21 أكتوبر/ تشرين الأول، اعترفت السلطات السعودية بوفاة جمال خاشقجي، متحدثةً عن عملية سارت على نحو سيئ، نفذتها عناصر خارجة عن السيطرة، دون موافقة محمد بن سلمان، الذي كان قد أمر بذلك بالفعل. 

وبحسب الرياض فقد سجن خالد العتيبي مع جميع أعضاء الكوماندوز الآخرين، وكذلك موظفي القنصلية والرجل الثاني في المخابرات السعودية.

مفقود من القائمة

غير أنه وفقًا لتقرير أغنيس كالامارد، خلافًا لما يقوله مصدر من وكالة “فرانس برس”، تم تبرئة هذا الرجل في وقت لاحق من قبل القضاء السعودي. 

ويؤكد التقرير أن اسمه لم يكن ضمن قائمة المتهمين الأحد عشر التي أحالها دبلوماسيون أجانب إلى محقق الأمم المتحدة الذين حضروا محاكمة المتهمين التي جرت على نحو مريب عام 2019، أمام محكمة في الرياض. 

فخلال شهر ديسمبر/ كانون أول من هذا العام، حُكم على ثلاثة من المتهمين بالسجن وخمسة آخرين بالإعدام، وخفف الحكم عليهم لاحقًا إلى 20 عامًا.

ولفتت “لوموند” إلى أنه إذا صدقنا تقرير كالامارد، فإن خالد العتيبي الذي شارك في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي كان حراً في التحرك طوال السنوات الثلاث الماضية. 

وتساءلت هل دفعه ذلك للذهاب إلى فرنسا – الأمر الذي من شأنه أن يثير تساؤلات حول فعالية ضوابط الدخول لباريس؟ أم أن الشخص يحمل نفس الاسم فقط؟

ونقلت عن مصدر سعودي القول: هذا الرجل، وصل قبل أسبوع إلى فرنسا، بصحبة صديق، في إطار رحلة ترفيهية، خلال مروره عبر مكتب مراقبة الجوازات في مطار رواسي، عندما كان على وشك أن يستقل رحلة العودة إلى الرياض، لفت انتباه الشرطة.

لكن استغربت من كيف وصوله إلى باريس، قبل أسبوع، دون إطلاق تنبيه مماثل، موضحة أنه بحسب المصدر السعودي، فقد سبق لهذا المواطن أن زار فرنسا عام 2019، وذلك بعد إصدار النشرة الحمراء.

ورأت أن الإليزيه ربما استقبل الإعلان عن الخطأ بارتياح، لأنه في حال جاء السيناريو مختلفًا كان سيضع الرئيس ماكرون في موقف لا يُحتمل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد ثلاثة أيام من لقائهما في جدة. 

للإطلاع على النص الأصلي اضغط هنا

أو

اضغط هنا