منذ ثمانية أعوام وبالتحديد في الثامن من يونيو/حزيران عام 2014 تم انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر لأول مرة بعد انتخابات صورية، خاصة أنها جاءت بعد إزاحته للرئيس المنتخب محمد مرسي وقيامه بالعديد من المجازر في حق المصريين أهمها مجزرة رابعة العدوية، وفي الوقت الحالى تحتفي الصحف المحلية في مصر بوصول الديكتاتور الحالي للسنة الثامنة في سدة الحكم وبدلاً من مغادرته رئاسة مصر طبقاً لدستور 2014 الذي يسمح للرئيس المصري بقضاء فترتين فقط في الحكم كل منهما 4 سنوات، لكنه نجح في تعديل مواد هذا الدستور وبالأخص المادة 140 والتي سمحت له بأن يظل في منصبه حتى عام 2030 “أي مدى الحياة” كما تمنحه التعديلات سلطة واسعة في التعيينات القضائية وتعزز دور المؤسسة العسكرية، وبعد مرور كل هذه السنوات فقد رسخ السيسي لحكم طويل بالاستبداد والقمع على المستوى الداخلي وفصّل تاريخ حافل من الفشل السياسي والإداري ما أدى إلى تدهور مصر واقتصادها وأثقلها بالديون التي قد تستمر لعقود للخروج من ذلك المأزق.. فكيف احترف قائد الانقلاب مهنة “الكذب” كي يدوم حكمه لأطول فترة ممكنة؟!.

كذب متواصل

في السادس من نوفمبر عام 2016 أي بعد توليه الحكم رسمياً بأقل من عامين قال قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في لقاء مصور أن الحكم في مصر لن يكون أكثر من فترتين رئاسيتين أي ثمان سنوات مؤكداً على أنه “لا يوجد خيار ثالث” ومشدداً على نيته بعدم البقاء في الحكم لفترة أطول من ذلك، لكن قائد الأنقلاب نكث بعهده وقام بتعديل الدستور ومد فترة الرئاسة ما يسمح له بالبقاء في الحكم حتى عام 2030، من خلال منحة فترة رئاسية ثالثة بعدم احتساب الفترة الأولى، وكان ذلك عن طريق نجاحه في الخروج باستفتاء شعبي في عام 2019 بعد انتخابه للمرة الثانية على تعديل مواد بالدستور بنسبة 88.83% والتي أتاحت مد فترة حكمه من أربع إلى ست سنوات.. هذا اللقاء التليفزيوني لم يكن الأخير الذي يخرج فيه السيسي على الشعب المصري يؤكد على أن زمن الديكتاتورية قد انتهى ولن يكون هناك ديكتاتور في مصر في حين أن قائد الانقلاب فصل الدستور تفصيلاً كي يرسخ للديكتاتورية ويبقى في الحكم لأطول فترة ممكنة.

إضافة لذلك فبالرجوع للوراء قليلاً وخاصة أحداث عام 2013 عندما قاد السيسي انقلاباً على الرئيس الشرعي محمد مرسي ثم استولى على الحكم بقوة السلاح وبالتالي لا يمكن أن يتصور أن من استولى على الحكم بالقوة أن يترك الحكم طواعية.

أزمات أكثر..بقاء أطول

منذ وصول السيسي إلى سدة الحكم وقد اتخذ من الحرب على الإرهاب ذريعة للبقاء في الحكم والحصول على صلاحيات واسعة، ثم اتخذ من الحالة الإقتصادية حجة في إيهام الشعب المصري بأن المستقبل أفضل في ظل وجوده على كرسي الرئاسة لكن السيسي على الرغم من كل تلك الصلاحيات فشل في إدارة تلك الملفات، والآن فإن السيسي يروج لـ “العوز” على حد قوله بعد أن بدد ثروات مصر وفرط في أرضها وأستولى على المساعدات والهبات التي دخلت مصر من دول الخليج فكلما ازدادت الأزمات كلما ضمن فترة أطول في البقاء على كرسي الرئاسة لأن الشعب في حالة إعياء جراء الأزمات الاقتصادية المتتالية التي يربطها السيسي بالأزمات العالمية تارة وبقوى الشر التي تحارب مصر تارة أخرى.

لا مجال للخروج

نستطيع قراءة ما يجول بعقل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، حيث أنه يرى “لا مجال للخروج” السيسي الذي قتل وشرد آلاف المصريين واستخدم آلة القمع لترسيخ حكمه يخشى أن يحاسب على كل ما قدم وبالتالي فمن المستحيل لديه أن يفكر في ترك منصبه ومن وراءه حاشيته فهم يعلمون أنه لو ترك كرسي الحكم ولو للحظة واحدة فهم جميعاً في خطر.

باختصار السيسي لا يلقي بالاً لخراب مصر وتحويلها من دولة ذات قيمة إلى دولة فاشلة تنتظر الدعم الخليجي، بالإضافة إلى التفريط في كل ثرواتها وبيع أصولها مقابل حفنة من الدولارات ولا يهمه سوى التربع على الحكم بقوة السلاح والقمع والتنكيل.

اقرأ أيضاً :  قدوته السيسي.. كيف وضع قيس سعيد تونس على حافة الهاوية؟!