جلال إدريس

يبدو أن لعنات الدماء التي تسبب في إراقتها حكام “آل سعود” باتت تطارد مشايخهم في كل مكان، وتسبب لهم حرجًا بالغًا أمام الكاميرات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن بين أبرز شيوخ “آل سعود”  الشيخ “عبد الرحمن السديس” الذي يشغل منصب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وإمام الحرم المكي”، والذي بات يتعرض لهجوم مدوٍّ كلما غدا أو راح في أي دولة من الدول، بسبب مواقفه المخزية في نصرة الإسلام والمسلمين.

وعلى مدار اليومين الماضيين تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديدًا يظهر رفض العديد من المسلمين المقيمين في سويسرا وأوروبا الصلاة خلف الخطيب السعودي عبد الرحمن السديس.

وأظهر مقطع الفيديو قيام عدد من المصلين بمهاجمة السديس عند خروجه من المسجد، ووصفوه بـ”المنافق” و”الطاغوت”، معبرين عن استيائهم وسخطهم منه، ومن مواقفه التي وصفوها بالمتخاذلة.

المثير في الأمر أن مقطع الهجوم على “السديس” سبقه مقطع مماثل  انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض فيه لانتقادات حادة من ناشط حقوقي جزائري ألقى أسئلة حادة على السديس، وطلب منه جوابًا عن كيف يمكن أن تقود السعودية والولايات المتحدة العالم نحو السلام.

واستغرب الناشط الجزائري مواقف السديس الصادمة، والتي لم يقل كلمة حق بشأن ما يجري داخل السعودية، وفي اليمن ومناطق أخرى، بينما يواصل دعمه لحصار قطر وانقلاب مصر.

واشتهر الشيخ “السديس” بدفاعه عن فكرة الطاعة العمياء للقوة، مهما انفصلت عن الحق، رافعًا شعار طاعة ولي الأمر ولو أخذ مالك وجلد ظهرك، كما أنه اشتهر بالدفاع عن مواقف آل سعود مهما كانت مثيرة للجدل ومغايرة لمبادئه التي لطالما نادى بها.

“العدسة” ومن خلال التقرير التالي تسلط الضوء على أبرز المواقف المثيرة للجدل الصادرة عن السديس، وأكثر المواقف التي خذل فيها العرب والمسلمين.

 

موقف السديس من انقلاب مصر

ووفقًا لمراقبين تتعدد المواقف التي خذل فيها الشيخ عبد الرحمن السديس المسلمين في أنحاء العالم، لكن موقفه من انقلاب مصر كان مثيرًا للجدل للغاية؛ حيث  أصرّ الرجل على مباركة الموقف السعودي الداعم للانقلابين في مصر، وهو الانقلاب الذي تسبب في مذابح عظيمة في مصر بدأت في “رابعة العدوية” ولم تنتهِ بعد.

وعقب الانقلاب العسكري بأيام قليلة  ألقى السديس خطبة الجمعة من على منبر المسجد الحرام في مكة المكرمة، دعم فيها الانقلاب في مصر والذي أطيح فيه بالرئيس محمد مرسي، والذي تتزامن الذكرى الخامسة له هذه الأيام.

ودعم السديس في خطبته موقف المملكة الداعم للانقلاب العسكري في مصر، ودعا للسيسي منفذ الانقلاب العسكري ، واصفًا موقف من سمّاها بـ”درّة الأوطان وقبلة المسلمين ومأرز قضاياهم أجمعين بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله”، بأنّها انبرت كدأبها في نصرة قضايا المسلمين، ومن ذلك ما قال بأنّه “نصرة لمصر الحبيبة في أزمتها العصيبة لتعيد لها جداول تراحمها وهيبتها واستقرارها”.

 

 

Image result for ‫السديس والسيسي والملك عبد الله‬‎

السيسي والملك عبد الله

 

 

واعتبر السديس أنّ الخطوة تدلّ على “غيرة وحكمة وإباء” بل وحنو كحنو الآباء من حكّام السعودية، مؤكدًا أنّ شعار المملكة في دعمها للانقلاب، وإن لم يسمّه بذلك، بأنّه دعم “لأمن واستقرار ورفعة وعزّة واجتماع كلمة أبناء مصر”.

وأطلق “السديس” كل عبارات الثناء والمدح على الموقف السعودي، وأنزل عليه أبلغ الأبيات الشعرية والعبارات النثرية في شكره كقوله: “هنا دعوة الإحسان في ثوب حكمة… هنا الرفق والنهج الزكيّ الأطهر”، مؤكّدًا أنّ هذه المواقف ما هي إلا حصاد منهج الحق الذي عليه السعودية، كما خصص جزءًا كبيرًا من خطبته في التحذير مما سمّاه بـ”الإرهاب” وأصحاب الأفكار الهدّامة التي يصبغونها بالدّين لقتل الأبرياء وترويع الآمنين.

وعلى العكس من الموقف من مجزرة مصر، وتماشيًا مع الموقف السعودي بارك السديس في الخطبة نفسها موقف “المملكة العربية السعودية شعبًا وحكومة” الذي ندّد بمجزرة الأسد في حق الأبرياء في الغوطة بدمشق، معتبرًا أنّ موقف المملكة جاء “انطلاقًا من عقيدتها الراسخة وثوابتها الأصيلة ومواقفها التاريخية”.

موقف السديس من حصار قطر

وبدلًا من أن يقف السديس في وجه الحصار الضاري الذي قررت “السعودية والإمارات والبحرين ومصر”  فرضه على الشعب المسلم في “قطر” تخلى “الشيخ السديس” عن كل ما ينادي به في خطبه من الاعتصام بحبل الله جميعًا ووحدة صف المسلمين، فراح يدعم وبقوة حصار قطر والتضييق عليها.

ووصف السديس الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ضد قطر بـ “السديدة”.

وأضاف السديس في تصريحات صحفية في يونيو 2017، أن تصنيف عدد من الجماعات والمؤسسات “إرهابية” قرار سديد، داعيًا العاملين في الإدارات السعودية كافة للالتزام بالتوجيهات التي أصدرتها المملكة وعدد من الدول العربية الشقيقة في بيانهم المشترك.

 

Image result for ‫دول حصار قط‬‎

 دول حصار قطر

 

وحذَّر من “الانخراط والانجراف خلف هذه الأعمال المشبوهة بأي وجه من الوجوه، أو التواصل مع هذه الفئة الضالة الإرهابية”، أو مع من يمتّ لهم بصلة”، متابعًا ” لا يجب أن يكون لهم في الرئاسة ومرافقها وإداراتها أي نوع من أنواع التواصل أو التعامل مع هذه الفئة الإرهابية ومَن يثبت عليه شيء من ذلك سيكون عرضة لتطبيق الأنظمة والقوانين بحقه”.

ودعا السديس بأن يوفق الله قيادة السعودية “الرشيدة” لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يحفظ الله ديننا وعقيدتنا وأمننا ورخاءنا واستقرارنا.

السديس والدعاء لترامب

جدل جديد أثاره “السديس” أيضًا حينما قرر الدعاء للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووصفه بأنه يقود العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والرخاء، ودعا له بأن يسدّد الله خطاه ويبارك جهوده.

وفي أحد أغرب تصريحاته، قال “السديس” إن الملك سلمان ووليّ العهد محمّد بن سلمان مشاركان مع ترامب في خدمة الإنسانية” ودعا “السديس” للجميع بعد أن وضعهم في سلّة واحدة  من الأمانة السياسية والنقاء الديني، وهي جرأة غير معهودة من الشيوخ السعوديين الذين كانوا دائمًا وأبدًا ينادون بما يسمونه عقيدة الولاء والبراء، غير أن “الشيخ السديس” أفرط في دعائه وأعطى الفرصة لاتّهامه بالنفاق الديني بمستوره السياسي.

رابط الفيديو

واعتبر نشطاء  أن الشيخ “السديس” تجاوز دعاءه التقليدي في سبّ وشتم ولعن كل من كان على غير المنهج الوهابي السلفي، إلى الدعاء لرئيس أمريكا المتهور الذي نقل عاصمة أمريكا للقدس الشريف واعتبرها عاصمة لإسرائيل ذلك الكيان الاحتلالي.

وما أثار الدهشة أكثر أن “السديس” كان يهاجم “أوباما”” بينما دعا لترامب، وهو رجل شديد العنصرية، أساء للإسلام زاعمًا أنه يدعو للإرهاب كما جاء في أحاديثه، ومنع كثيرًا من رعايا دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.

وأثارت كلمة الشيخ عبد الرحمن السديس، مدير شؤون الحرمين في السعودية، وتمجيده الولايات المتحدة الأمريكية، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك أثناء حضوره مؤتمر “أمريكا والعالم الإسلامي”، في نيويورك.

وكان السديس قد ذكر في مقابلة مع قناة “الإخبارية السعودية”، في وقت سابق الأحد، أن بلاده وأمريكا هما “قطبا هذا العالم بالتأثير، ويقودانه إلى الأمن والاستقرار”.

وأضاف السديس أن “الجانبين، بزعامة الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقودان العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والرخاء”.

وقوبلت كلمة الشيخ السديس بردّات فعل واسعة، منتقدة كلامه حول الولايات المتحدة الأمريكية، وموقفها السلبي تجاه العالم الإسلامي؛ منها احتلال العراق، وأفغانستان، وتدميرها للبنية التحتية فيهما.

إحراج السديس في سويسرا

وقبل أيام قليلة واجه جزائري ومغربي إمام الحرم المكي والرئيس العام لرئاسة شؤون الحرمين الشريفين عبد الرحمن السديس وأحرجاه بشدة ووجّها له انتقادات لم يستطع الرد عليها.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر مواجهة بين الجزائري والإمام الأول في السعودية، وذلك خلال إلقاء السديس، محاضرة  في جنيف بسويسرا.

وهاجمه الناشط الجزائري يخلف صلاح الدين، سائلًا إياه رأيه في حصار قطر، وحرب اليمن، والانتهاكات التي تحصل بحق المدنيين هناك.

رابط الفيديو

وتوجه إليه قائلًا: “أنتم تحدثوننا عن الأمن وتحاصرون إخوانكم في اليمن وفي قطر، وكنتم سبب إسالة الدماء عام 1992 في الجزائر، وانقلاب مصر وانقلاب تركيا.. وكيلكم ربي .. أنتم تساندون آل سعود وانتم مسؤولون يوم القيامة.. لا سمع لكم ولا طاعة يا عبيد أمريكا.. ينصر الله دولة العدل ولو كانت كافرة.. أنتم الطواغيت”.

وفي مقطع فيديو آخر، ظهر ناشط مغربي وهو يسأل السديس عن موقفه من “حصار قطر”، وتصويت الاتحاد السعودي لكرة القدم لصالح الملف الأمريكي لاستضافة المونديال، على حساب المغرب، وامتنع  “السديس” عن الإجابة على تساؤلات الناشط المغربي، فيما اكتفى بالتأمين على دعاء الناشط نفسه بأن يصلح الله أحوال السعوديين والقطريين.