أعلن وزير الثقافة السعودي الأمير “بدر بن عبدالله بن فرحان”، الخميس عن الاتفاق الذي تم مع وزارة التعليم لعودة الموسيقى والفنون لمدارس المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أثار جدلا على صفحات التواصل الاجتماعي.

وخلال تغريدة له على “تويتر” الخميس، نشر “بن فرحان” صورة أرشيفية لفرقة موسيقية من طلاب “مدارس الثغر” بجدة إبان حقبة الستينات وعلق عليها قائلا “أيامٌ جميلةٌ؛ ستعود.”

الوزير السعودي أفصح عن مقصده في تغريدة أخرى في اليوم ذاته، قال فيها “الموسيقى والمسرح والفنون في تعليمنا. والقادم أجمل”، مرفقا بتغريدته صورة تحوي تفاصيل الاتفاق مع وزير التعليم السعودي “حمد آل الشيخ”، والتي جاء فيها أنه تم “الاتفاق المبدئي على تفعيل بعض الفنون في أنشطة ومناهج التعليم، ونقل صلاحية منح التصاريح للأنشطة والمسارات الثقافية والفنية المستحدثة إلى وزارة الثقافة، والترخيص لكيانات أهلية تعليمية متخصصة في الفن والثقافة، والاستفادة من المسارح التعليمية”.

رافضون للقرار

السعوديون انقسموا بين مؤيد للقرار ومعارض عبر وسم “اعتماد الموسيقى في المناهج الدراسية”، الرافضون تساءلوا كيف يتم تدريس مواد بالمدارس أفتت الهيئة الرسمية للإفتاء سابقا بحرمتها؟ مطالبين الوزير بعدم استباحة ما حرم الله، مذكرين بقوله تعالى في سورة الأنعام “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا”.

ويحذر مراقبون من أن الخطوات التي تتخذها السلطات السعودية أسرع مما يتحمله المجتمع الذي تربى على رؤى وتفسيرات محافظة، ما قد يؤدي إلى ردة فعل عكسية.

تحفز الدماغ وتحسن المهارات

وعلى الطرف الأخر، أعرب البعض عن تأييدهم للخطوة، مطالبين في الوقت ذاته بجعلها “اختيارية وليست إلزامية”  على الطلاب، فيما عدد البعض فوائد الموسيقى والفنون من تهذيب للنفس وتحفيز للدماغ وتحسين مهارات الاتصال والمهارات البصرية لدى الأطفال.

الخطوة السعودية تأتي في إطار تحوّلات اجتماعية واقتصادية ورياضية تشهدها المملكة؛ إذ اتخذت سلسلة من القرارات بالتخلي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود؛ أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، ودخولهن ملاعب كرة القدم، وتدشين صالات رياضية للنساء، وإقامة مسابقات رياضية لهن كالماراثون والدراجات الهوائية وغيرها.