السياسة والدين

الحج، وهو العبادة السنوية المقدسة للمسلمين في مكة المكرمة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة وسوف يعقد هذا العام بين 9 و 14 أغسطس،  حيث ستستقبل المملكة العربية السعودية مرة أخرى حوالي مليوني شخص من جميع مسلمي بلدان العالم للطواف حول الكعبة أو “البيت المقدس”.

 

 من كل البلدان؟

المواطنون القطريون قد لا يكونون مرحبا بهم، لأنه ومرة أخرى هذا العام ووسط أزمة وتوترات لا تزال تتوج بين البلدين، تتهم قطر السلطات السعودية بعقبات تمنع مواطنيها من القيام بأداء فريضة الحج.

رسمياً وعلى الورق يُسمح لنحو 1200 مواطن قطري بالمشاركة في الحج وفقًا لنظام الحصص، ولكن في الواقع تقول السلطات القطرية إنه أصبح من المستحيل تقريبًا التسجيل في هذه الشعيرة الدينية المهيبة، إذ يجب على القطريين إجراء التسجيل للحج عبر الإنترنت ومع ذلك، فقد تم حظر العديد من المواقع المسؤولة عن التسجيل عبر الإنترنت أو كانت عرضة للاختراقات المشبوهة وغالبًا ما تكون المعاملات طويلة ومضنية.

مما دعى وزارة الشؤون الإسلامية القطرية للرد والتنديد بالإجراءات “التمييزية” ودعوة السلطات السعودية إلى “إزالة جميع العقبات والقيود المفروضة على المواطنين والمقيمين القطريين الراغبين في الوفاء بشعيرتهم الدينية.

بحسب وزارة الأوقاف الدينية القطرية، فإن القيود تذهب إلى أبعد من ذلك  حيث مُنع منظمو الرحلات السياحية في البلاد من السفر إلى المملكة العربية السعودية للإعداد بشكل صحيح لاستقبال المواطنين القطريين.

لم يعد اعتداء السعودية على الحريات الدينية موضع شك، لذلك تدعو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر المؤسسات الدولية للرد. ونتيجة لذلك، أحالت اللجنة القضية رسمياً إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وطلبت فتح تحقيق لاستكشاف جميع العقبات التي وضعتها السلطات السعودية ضد المواطنين القطريين.

قدمت دولة قطر أيضًا تقريرًا إلى محكمة العدل الدولية بالإضافة إلى شكاوى للبرلمان الأوروبي.

 

من يملك الأماكن المقدسة للإسلام؟

تقوم الأزمة الخليجية بين الرياض والإمارات العربية المتحدة  من ناحية و قطر  من ناحية أخرى منذ يونيو 2017 بتصدير نفسها بشكل علني إلى ميدان الحج و تسييسه، فمنذ بداية التوترات في يونيو 2017، تم إغلاق الحدود البرية بين قطر والمملكة العربية السعودية ، وتم قطع الروابط الجوية المباشرة وليس هناك تمثيل دبلوماسي سعودي ليصدر تأشيرات إلى القطريين الراغبين في الذهاب إلى مكة.

وهذه ليست  السابقة الأولى بما يبدو أنها عادة للمملكة، بالإضافة إلى المواطنين القطريين ، مُنع عشرات الآلاف من الإيرانيين من القيام بالحج إلى مكة بسبب الصراع الإيراني السعودي .

أصبح الحج إذا أكثر من مجرد شعيرة دينية ، بل الحقيقية  هي أن المملكة العربية السعودية على استعداد لاستخدامها لأغراض سياسية واستراتيجية.

وعلى الرغم من أن المملكة هي موطن لاثنين من الأماكن المقدسة، مكة المكرمة والمدينة المنورة، فهي ليست ملكاً للمملكة العربية السعودية، وإنما ملك للمسلمين ككل. ولكل مسلم ،الحق في الذهاب إلى الأماكن المقدسة للحج لبيت الله الحرام، والتي تعد واحدة من أركان الإسلام الخمسة، خاصة وأن مكة المكرمة، أقدس مدينة في الإسلام فهي مسقط رأس النبي محمد صلى الله علية و سلم.

الحج يجب أن يتم مرة واحدة على الأقل في الحياة من قبل جميع القادرين جسديا وماليا على القيام بهذه الرحلة، ولكن من خلال احتكار مشكوك فيه، يتم فرض مقابل مالي عالي جدا من قبل السلطات السعودية، ومنع هذا الأمر الواقع ملايين المسلمين من إدراك رغبتهم.

فهل الإجحاف في حق القطريين هو الهفوة الوحيدة التي تقع فيها المملكة العربية السعودية لتظهر كم أن الشعائر الدينية أصبحت وسيلة ضغط  سياسي؟