الأحد 5 مايو الجاري، انقطعت الكهرباء عن مدينة الشيخ زويد وقراها، نتيجة عطل في أحد أبراج الضغط العالي الواصلة من العريش إلى الشيخ زويد.

وفي اليوم التالي، وأثناء عمليات إصلاح العطل صُعق أحد الفنيين ويُدعى رائد أبو سليمان، فمات على الفور، بحسب مصدر في كهرباء شمال سيناء.

وبحسب مصادر محلية في المدينة، تمكنت فرق الإصلاح من التغلب على العطل بشكل جزئي وعاد التيار الكهربائي للمدينة بشكل متقطع، لساعات معدودة فقط يوميًا، فيما تغرق المدينة في الظلام مساءً.

استمر الوضع هكذا حتى الخميس الماضي، وبدايةً من الجمعة أصبح الانقطاع في الصباح والمساء.

وفي سياق متصل، قالت صفحة أخبار كهرباء الشيخ زويد ورفح؛ وهي صفحة غير رسمية على فيسبوك دشنها مسؤولون في كهرباء الشيخ زويد، أمس السبت، إن أحد أبراج الضغط العالي في قرية قبر عمير غربي الشيخ زويد، تم تفجيره.

كما نشرت الصفحة صورة لبرج ضغط، قالت إنه أحد أبراج خط جهد 22 الجديد، مشيرة إلى عبوة أعلى قاعدة البرج وصفتها بـ«الناسفة»، وأوضحت أن مفعولها أُبطل. وأضافت الصفحة أن أطقم إصلاح الكهرباء تلقت تهديدات في حال الاستمرار في عملها والتعاون مع قوات الأمن.

مرور أبراج الضغط العالي الواصلة إلى محطة المحولات الرئيسية في الشيخ زويد، على قرى شرق العريش وجنوب الشيخ زويد، والتي تعتبر الأخطر داخل محافظة شمال سيناء، جعل انقطاع الكهرباء أمرًا معتادًا في الشيخ زويد، لما تتعرض له تلك المناطق من قصف بالطائرات والمدفعية ووقوع اشتباكات بين الجيش ومسلحي ولاية سيناء فيها بشكل متكرر.

خلال أيام انقطاع الكهرباء يعتمد أهالي الشيخ زويد على المولدات الكهربائية التي تعمل لساعات معدودة فقط، ويستخدمونها في تشغيل الثلاجات وشحن الهواتف المحمولة، فضلًا عن تشغيل مصابيح محدودة للإنارة، لتقليل استهلاك الوقود الذي يعمل به المولد، والذي يشترونه بأسعار باهظة من العريش أو من السوق السوداء بعد إغلاق كل محطات الوقود في المدينة منذ عام 2013.

امتد انقطاع الكهرباء إلى بعض اﻷحياء الجنوبية لمدينة العريش أيضًا، لكنه لم يدم ﻷكثر من ساعة ونصف الساعة يوم الجمعة الماضي، وهو ما فسره مصدر في شركة الكهرباء بالمدينة لـ «مدى مصر» بقوله إن أحد الدوائر المغذية فُصلت لأسباب مجهولة ثم أعيد تشغيلها بعد فترة.

ورجح المصدر أن يكون السبب موجة ارتدادية بسبب انفجار أو ارتطام شظايا أو طلقات رصاص بالأسلاك ما أسفر عن خروج الدوائر، وهو ما حدث قبل ذلك أكثر من مرة.

كانت مدن العريش ورفح والشيخ زويد قد غرقت في ظلام دامس لأكثر من أسبوع في نهاية سبتمبر 2018، بعد أن سقطت ثلاثة أبراج ضغط عال غرب العريش، بالإضافة إلى خروج المحطة البخارية عن العمل، ما نتج عنه خسائر مادية فادحة للأسر وأصحاب المتاجر ومحلات.

 

رصاص مجهول المصدر

شهدت مدينة الشيخ زويد، الخميس الماضي، مقتل طفل يُدعى، أحمد رامي النحال، برصاصة مجهولة المصدر اخترقت صدره، كما أُصيبت فتاة تُدعى، مي مصطفى الحمايدة، برصاصة مجهولة المصدر أيضًا، أثناء وقوفها في شرفة منزلها، بحسب مصدر طبي تحدث إلى «مدى مصر».

وفي اليوم التالي، الجمعة، أُصيب شاب يُدعى، نايف عودة أبو رياش، في قرية أبو طويلة التابعة لمدينة الشيخ زويد بطلق ناري مجهول المصدر اخترق منطقة البطن. وبحسب المصدر الطبي، لا تزال حالة أبو رياش حرجة بعد نقله لمستشفى العريش العام.

وقُدر عدد المدنيين الذين قُتلوا في شمال سيناء بطلقات عشوائية وقذائف مجهولة المصدر في الفترة من يوليو 2013 إلى منتصف 2017، بـ 621 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وبلغ عدد المصابين 1247 شخصًا، حسب إحصاء لمديرية التضامن الاجتماعي في محافظة شمال سيناء، اطلع «مدى مصر» على نسخة منه.

 

العريش: سائقون وصيادون وصحفيون

تفاقمت أزمة الطوابير أمام محطة الغاز الوحيدة في العريش مع بداية شهر رمضان، بعد تقليص وقت عملها إلى ثماني ساعات فقط، حيث تُغلق أبوابها عند الخامسة مساءً.

ويطالب السائقون أن تعمل المحطة فترتين؛ اﻷولى قبل الإفطار، والثانية من الساعة السابعة وحتى منتصف الليل؛ حتى يتمكن السائقون من الحصول على تفويلة واحدة على الأقل في اليوم.

وكان سائقون تحدثوا لـ«مدى مصر» في وقتِ سابق عن أسباب تواجد الطوابير أمام المحطة، ومنها عدم عمل المحطة بكامل طاقتها، وقلة عدد ساعات العمل، وتعنت بعض الضباط المسؤولين عن عملية التأمين وتنظيم العمل.

قال أحد السائقين لـ«مدى مصر»، إن حال معظم السائقين أصبح سيئ للغاية بعد أن تعطل مصدر الرزق الوحيد للكثير منهم، حيث أنهم ليسوا موظفين ولا لديهم أي مصادر دخل أخرى، مع وجود التزامات عليهم من مصاريف أسر وأطفال واحتياجات يومية، مؤكدًا أن بينهم من أصبح مديونًا، وآخرين اضطروا إلى بيع أجزاء من أثاث منازلهم لسد احتياجاتهم بعد تضررهم منذ العملية الشاملة «سيناء 2018» التي انطلقت في 9 فبراير 2018.

الصيادون ليسوا أفضل حالًا من السائقين، وذلك بسبب استمرار منع الصيد على ساحل شمال سيناء بالكامل منذ فبراير 2018 مع بدء العملية الشاملة.

وذلك مع استمرار احتجاز السلطات للمراكب واللنشات المتحفظ عليها على أحد الأرصفة البحرية داخل ميناء العريش.

محمد عطية، صياد في العريش، قال لـ«مدى مصر»، إن عدد الصيادين في المدينة يقارب 2000، ويعملون على 250 مركبًا و20 لنش صيد، وكل شيء متوقف منذ أكثر من عام. وأوضح عطية أن معظم الصيادين تردت حياتهم بشكل كبير بسبب توقف مصادر أرزاقهم، لافتًا إلى أن الغالبية منهم توارثت المهنة عن الأجداد ولا يعلمون غيرها، ومنهم من يعمل صيادًا منذ 20 عامًا وأكثر.

وسمحت أجهزة الأمن للصيادين منذ عدة أشهر بالصيد لمسافة كيلومتر عن طريق العوامات.

ولكن بحسب عطية، فإن الصيد بالعوامات ذات المجاديف اليدوية، لا يُقارن بالصيد بالمراكب واللنشات التي تدخل إلى الأعماق وتسحب كمية كبيرة من الأسماك.

وأكد عطية، أن الضرر من التوقف يمتد إلى فئات أخرى؛ منها مَن يعمل على ترقيع الشباك، والشيالين، فضلًا عن تضرر معظم المراكب ولنشات الصيد الموجودة في المياه منذ عام دون صيانة، مما يسبب خسائر مادية فادحة للصيادين في حال استلامها.

على صعيد آخر، أعلنت محافظة شمال سيناء في بيان رسمي، عدم التعامل مع الكيانات الوهمية التي تنتحل صفة نقابة الصحفيين وتصدر لأعضائها أوراقًا وكارنيهات تحت مسمى «محرر صحفي» أو «صحفي إلكتروني».

وعلل بيان المحافظة ذلك القرار، بأن تلك الأفعال تساعد على ابتزاز المسؤولين والمواطنين فضلًا عن استخدام تلك اﻷوراق في تصرفات غير شرعية، مؤكدًا أن المحافظة لن تعتمد أي مخاطبات سوى الموجود عليها خاتم نقابة الصحفيين.