تشير التقارير الأولى من الجولة الافتتاحية الأسبوع الماضي لبطولة LIV للغولف الممولة سعودياً في هيرتفوردشاير إلى أن أمامها طريقًا طويلاً لتقطعه قبل أن تصل إلى شهرة بطولة أمريكا ماسترز وبطولة أمريكا المفتوحة التي لديها قاعدة جماهيرية ضخمة.

بكل أسف لم تكن هذه العقوبة السريعة كانت مدفوعة بالغضب من مخطط غسيل رياضي صارخ آخر من قبل صندوق الثروة السيادية السعودي، برئاسة محمد بن سلمان، بل ورائها الرغبة في حماية موقعها الاحتكاري، والصفقات الحالية مع اللاعبين النجوم وحقوق التلفزيون والرعاية المربحة، أي أن الأهداف اقتصادية بنسبة 100٪ دون أي اعتبار لحقوق الإنسان.

البطولة التي ترعاها السعودية أصبح لها معارضين في المجال من كل مكان، وكما أسلفنا لا دافع وراء معارضتهم سوى الحفاظ على التصدر والمكاسب المالية الأخرى. يمكن أن تفرض جولة موانئ دبي العالمية أيضًا حظرًا على هذه البطولة، قد يترتب على ذلك إجراء قانوني، لكن هذا لن يقلق السعوديين، الذين عرضوا جائزة مغرية للغاية بقيمة 4 ملايين دولار (3.2 مليون جنيه إسترليني) لأول فائز فردي من سلسلة LIV من مجموع رهان قيمته 20 مليون دولار.

هذه الإغراءات المادية، وتجاوز الاعتبارات التنافسية والسياسية والأخلاقية، هو ما يساعد في إنجاح استراتيجية القوة الناعمة العالمية لبن سلمان – وهي استراتيجية تعمل على تحويل الرياضة الدولية وتشويهها وتسليحها بسرعة.

يتم الآن استثمار الملايين السعودية في سباقات الفورمولا 1 للسيارات، وسباق الخيل، والملاكمة، والمصارعة، وفي وقت سابق من هذا العام، استثمر صندوق الثروة البالغ قيمته 600 مليار دولار أكثر من 1.5 مليار دولار في صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية المزدهرة عالمياً.

بالإضافة إلى ذلك، اشترى الصندوق نادي نيوكاسل يونايتد، وهو نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز، ما أعطى النظام موطئ قدم في عالم كرة القدم لمنافسة جيرانه الخليجيين، الإمارات العربية المتحدة وقطر.

تهدف استراتيجية القوة الناعمة السعودية إلى تعزيز المكانة والاستثمارات والتأثير الدولي على خلفية خطة التحديث الوطنية “رؤية 2030” التي وضعها بن سلمان.

التسلح بالبطولات والفعاليات الرياضية أصبح عنصراً أساسياً، تتعلق بالتغاضي عن انتهاكات النظام المستمرة لحقوق الإنسان، وإساءة معاملة النساء، وعدم التسامح مع المعارضة السياسية، ونظام العقوبات الوحشي، على سبيل المثال، لقي 81 شخصاً، مصرعهم في عملية إعدام جماعي في مارس/آذار الماضي، هي الأولى من نوعها منذ سنوات.

من المحزن أن تساعد الديمقراطيات الغربية في تمويل الغسيل الرياضي – والاستيلاء التدريجي على تراثها الرياضي، لكن المصالح الاقتصادية والتجارية وسوق النفط أصبحت ذريعة ومبرر للقيام بذلك.

في أسبوع واحد ارتفع سعر خزان الوقود الخالي من الرصاص في المملكة المتحدة إلى أكثر من 100 جنيه إسترليني، في المقابل ارتفع دخل السعودية من صادرات النفط إلى مليار دولار يوميا في مارس/ آذار.

السعودية أصبحت تستغل أسعار النفط للحصول على قبول دولي لها ولكافة انتهاكاتها دون أي انتقادات، مثل تدخلها في اليمن، وكذلك جهودها لتقويض الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون العالمية.

بعد مقتل الصحفي السعودي وناقد النظام جمال خاشقجي في 2018، أعلن جو بايدن أنه سيجعل المملكة العربية السعودية دولة منبوذة ورفض مقابلة بن سلمان شخصياً، لكن الآن يفكر الرئيس الأمريكي في زيارة الرياض الشهر المقبل، بالطبع للضغط من أجل الحصول على نفط أرخص.

علاقة الغرب بالمملكة العربية السعودية غير صحية بنسبة كبيرة، ومع تنامي نفوذ الرياض، تزداد المشاكل كذلك، والقفز على القيم والمبادئ.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا