أكد تقرير صادر عن اثنين من مسؤولي الأمم المتحدة أن هناك أدلة كافية لاتهام الرياض باختراق هاتف جيف بيزوس الخلوي – رئيس شركة أمازون العملاقة ومالك صحيفة الواشنطن بوست.
وقالت جريدة لوموند الفرنسية أن التقرير الذي يحمل توقيع المسؤولين الأمميين “أنيس كالامارد” – المقرر الخاص للأمم المتحدة لحالات الإعدام خارج نطاق القانون – و”أنيس كالامارد” – المقرر الخاص لحرية التعبير – سينشر كاملاَ خلال ساعات ويحمل أدلة كافية لإثبات الادعاء، والدعوة إلى إجراء تحقيق من جانب واشنطن والرياض، على أن يستمر التحقيق إلى أن يتم نشر الاستنتاجات الأوسع نطاقاً في يونيو 2020.
الفيديو المفخخ من MBS
تؤكد الاستنتاجات التي توصل إليها المحققين الخاصين، أنه تم اختراق الهاتف النقال لرئيس الأمازون عام 2018 بعد حصوله على فيديو أرسل من حساب WhatsApp التابع لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الملقب بـ “MBS”، حسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية الجارديان .
وكان الاثنان كان على ما يبدو يتبادلان الرسائل الودية عبر WhatsApp عندما أرسل ملف في مايو 2018.
وقالت وكالة رويترز للأنباء أنه تم تنزيل كميات هائلة من البيانات من هاتف جيف بيزوس المحمول عقب استقبال هذا الفيديو – حسب تقرير الجارديان، ولم يتم معرفة على وجه التحديد نوعية البيانات المنزلة أو فيما استخدمت.
وأوضح البيان الأممي أن البرنامج الذي استخدمه بن سلمان في قرصنة هاتف بيزوس هو برنامج “بيغاسوس” للتجسس الإلكتروني الإسرائيلي.
ليست المرة الأولى
وكما تشير صحيفة الجارديان، فمن المحتمل أن تفتح هذه القضية، ملفا قديما يتعلق بنشر صحيفة التابلويد ناشونال الأمريكية في يناير 2019 رسائل عاطفية بين جيف بيزوس ولورين سانشيز، مقدمة تلفزيونية سابقة كان على علاقة معها خارج نطاق الزواج
وكان غافن دي بيكر، المحقق المسؤول عن هذه القضية قد وجّه أصابع الاتهام إلى السلطات السعودية في ذلك الوقت، محملها مسئولية اختراق هاتف بيزوس، بعد عدة أشهر من مقتل خاشقجي.
وكان محللون قدر ربطوا بين هذا الاختراق القديم وبين تغطية صحيفة الواشنطن بوست المكثفة لمقتل خاشقجي، واعتبرها بن سلمان كصحيفة معادية.
شبح خاشقجي يطارد الممكلة من جديد
من جانبها نفت سفارة السعودية بالولايات المتحدة ادعاءات الجارديان بتغريدة مختصرة عبر تويتر قالت فيها أن “التقارير الصحفية التي تشير إلى أن المملكة كانت وراء القرصنة لهاتف السيد بيزوس سخيفة، ونطالب بالتحقيق في هذه الاتهامات حتى يمكن إثبات الحقيقة. ”
لكن المسؤولان الأمميان اعتبرا في بيانهما أن توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق عن مزاعم بأن بن سلمان أمر أو حرض على قتل خاشقجي، وأن الادعاء المتعلق باختراق الهاتف يتفق مع الدور البارز لمحمد بن سلمان في قيادة حملة ضد معارضيه.
في الوقت نفسه قال مدير مكتب موقع “إنترسبت” الأميركي في واشنطن رايان غريم في مقابلة مع الجزيرة إن “كثير من القادة تم اختراقهم والتجسس عليهم في الماضي، ولكن في العادة لا يتم الاختراق على هذا المستوى، ربما على المستوى الاستخباراتي، لكن أن نرى زعيما أو قائدا يستخدم هذا التكتيك، فهذا خط أحمر لم يتم اجتيازه قبل محمد بن سلمان”.
ويتوقع خبراء أن هذه الفضيحة الجديدة بعد أكثر من عام من مقتل خاشقجي – الكاتب بالواشنطن بوست- والتي اعترفت بها المملكة السعودية، قد يحبط كل جهود بن سلمان لجذب المزيد من المستثمرين الغربيين إلى المملكة العربية السعودية وفق خطته الخاصة بإنعاش الاقتصاد السعودي. كما يمكن أن يؤدي هذا إلى إعادة النظر في سلوك ولي العهد ومخططاته وعلاقته بقضية خاشقجي قبل الاغتيال وبعده.