في أحدث تصريحاته حول زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية منتصف الشهر الجاري، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لن يطلب مباشرة من قادة المملكة زيادة إنتاج النفط، وأن الزيارة لا تتعلق بتوطيد العلاقات مع العاهل السعودي أو نجله وولي عهده محمد.

في مؤتمر صحفي في مدريد، وردا على سؤال حول المشاركة المباشرة مع القيادة السعودية وكيف يمكن الحفاظ على تعهداته بمعالجة سجل حقوق الإنسان في المملكة في ظل التعامل المباشر مع القادة في المملكة، قال بايدن بوضوح: “حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، ليس هذا هو الغرض من الرحلة”.

ومن المقرر أن يسافر بايدن هذا الشهر إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي مع قادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وحول سؤاله عن زيادة إنتاج النفط من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار الجنوني بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، قال بايدن “لا، لن أطلب منهم ذلك”، مضيفاً “لقد أشرت في حديثي مع دول الخليج أنني أعتقد أنه يجب عليهم زيادة إنتاج النفط بشكل عام، لم يكن الحديث موجه للمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص”.

تمثل رحلة بايدن إلى المملكة العربية السعودية انعكاساً للتوجهات الحالية للرئيس، الذي تعهد خلال حملته لعام 2020 بجعل المملكة “منبوذة” بسبب سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان.

في العام الماضي، نشرت إدارة بايدن تقريرًا استخباراتيًا أمريكيًا وجد أن محمد بن سلمان وافق على العملية التي أدت إلى مقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي داخل قنصلية سعودية في اسطنبول عام 2018.

لكن بايدن أكد في مؤتمر يوم الخميس أن زيارته للسعودية “تتركز على القضايا الإقليمية وليس الثنائية”، متابعاً “الأمر لا يتعلق بالمملكة العربية السعودية… لكن قمة مجلس التعاون الخليجي ستعقد في المملكة، والسعودية ستكون جزء من هذا الاجتماع الذي سأحضره”.

محللون وخبراء أكدوا أنه بالرغم من أن ملف النفط له أهمية كبيرة فيما يتعلق باستقرار إدارة بايدن، لكن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة ربما يكون تعزيز العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، في محاولة من بايدن على ضمان تحالفه مع إسرائيل، التي بدورها ستضمن له استقراراً إقليمياً خاصة في ظل تصاعد الحديث عن تقارب بين دول المنطقة وبين روسيا والصين.

كما شدد الرئيس على التزام الولايات المتحدة بواجبها تجاه إسرائيل التي سيزورها قبل أن يسافر إلى السعودية. هناك، قال بايدن إنه سيؤكد على “الرابطة التي لا تنفصم” بين البلدين، وسيعمل على “تعميق اندماج إسرائيل في المنطقة … وهو أمر جيد للسلام ولأمن إسرائيل”.

خلال ذلك المؤتمر، كان واضحاً جداً أن بايدن يحاول مرة أخرى أن ينأى بنفسه عن محمد بن سلمان، حيث يقول إن ولي العهد سيكون في اجتماعه في السعودية لكنه يتجنب الإيحاء بأنه سيتحدث معه مباشرة حول أي من القضايا الشائكة على الساحة.

وأكد بايدن أن الغرض من رحلته لم يكن لقاء أفراد العائلة المالكة السعودية – بما في ذلك الملك سلمان – ولكن لحضور اجتماع قمة دول مجلس التعاون الخليجي.

وبحسب صحيفة ديلي ميل، رفض البيت الأبيض الحديث عن أن بايدن سيجلس مع ولي العهد، وقالت الإدارة مرارا إن الرحلة القادمة هي لقاء مع رؤساء دول الخليج، لكن على الجانب الآخر، أكدت المملكة أن محمد بن سلمان وبايدن سيلتقيان من جانب واحد.

وقالت الدولة السعودية في بيان عند الإعلان عن رحلة بايدن: “سيجري ولي العهد والرئيس بايدن محادثات رسمية تركز على مختلف مجالات التعاون الثنائي والجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية”.

تعرض بايدن لضغوط شديدة من نشطاء حقوق الإنسان لحثه على عدم لقاء محمد بن سلمان بسبب دوره في مقتل جمال خاشقجي، خاصة وأنه تعهد خلال حملته الرئاسية لعام 2020 أنه سيحاسب قتلة خاشقجي، بمن فيهم محمد بن سلمان الذي أكد أنه سيجعله “منبوذ”.

كما شجع المدافعون عن حقوق الإنسان بايدن على ضرورة إثارة قضية المعارضين في الداخل والخارج، والذين يتعرضون لحملات قمع وترهيب وتهديد شديدة.

من جانبه أكد الرئيس وإدارته إنه سيطرح قضايا حقوق الإنسان خلال الرحلة، بما فيها ملف حرب اليمن، بالرغم من أنه أكد أيضاً أن هذه الرحلة ليست لمناقشة الملفات الثنائية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

اقرأ أيضاً : اليأس يدفع الولايات المتحدة لإعادة العلاقات مع السعودية رغم الانتقادات