في وقت سابق من الشهر الماضي، أصدر المبعوث الخاص للأمم المتحدة المنتهية ولايته إلى اليمن مارتن غريفيث تحذيراً شديداً من تفاقم الأزمة اليمنية، حيث قال في أحد تقاريره لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن “المجاعة التي يعاني منها اليمنيون ليست مجرد مشكلة غذائية، بل هي عرض لانهيار أعمق بكثير”.

لم يتمكن غريفيث من إحراز أي تقدم أثناء توليه دور المبعوث الخاص، وليس من الواضح كيف تتوقع الأمم المتحدة أن يحقق خليفته هانز جروندبرج أي شيء بموجب الشروط غير الواقعية لقرار مجلس الأمن رقم 2216.

من ناحية أخرى، حاولت عُمان تنسيق وقف إطلاق النار في يونيو/حزيران الماضي، ولكن لم تفسر جهودها عن شيء، كذلك ليس لدى المبعوث الخاص لبايدن، تيم ليندركينغ، الكثير لتقديمه على الرغم من رحلاته العديدة إلى المنطقة.

السبب في عدم إحراز أي تقدم هو أنه على الرغم من التزام بايدن بمقاربة أكثر دبلوماسية تبتعد عن الحل العسكري، تظل الولايات المتحدة عملياً راعياً قوياً للمملكة العربية السعودية.

لم يُعامل محمد بن سلمان على أنه منبوذ كما وعد بايدن، فيما أشاد وزير الخارجية أنطوني بلينكين بمقترح السعوديين بوقف إطلاق النار في مارس/آذار وأدان الحوثيين لرفضه، متجاهلاً أن الحوثيين كان عليهم قبول استسلام كامل لأسلحتهم وأراضيهم، وأنه لا يوجد سبب بالنسبة لهم للموافقة على مثل هذه الشروط، خاصة لأنهم يشعرون أنهم يحققون تقدماً ملحوظاً فيما يعاني الطرف الآخر من هزائم متتالية.

تندد الولايات المتحدة بصواريخ الحوثيين، في المقابل، تلتزم الصمت بشأن الغارات الجوية السعودية، والتي تعد أكثر شراسة بسبب الأسلحة الحديثة التي تجهزها بها الولايات المتحدة. يبرر المحللون تصرفات الولايات المتحدة أنها لا تريد أي تقدم للحوثيين بسبب الدعم الذي يتلقونه من إيران.

 

إذن ما الذي على بايدن فعله لحل الأزمة اليمنية؟

أولاً: يجب أن يصر على أن يرفع السعوديون الحصار عن اليمنيين فوراً ودون قيد أو شرط.

ثانياً: يجب على بايدن أن يطلب من المملكة المتحدة تقديم قرار جديد لمجلس الأمن يقدم أسباباً منطقية لجلب الحوثيين إلى طاولة المفاوضات: طالما ظل قرار مجلس الأمن رقم 2216 أساس المفاوضات، سيرفض الحوثيون المشاركة.

بناء على المعطيات الحالية للأزمة، فإن اليمن يوازي أفغانستان، الحوثيون، مثل طالبان، ينتهكون حقوق الإنسان بشكل متسلسل، لكن كلاهما يتمتع بشرعية القتال ضد القوة الغازية الأجنبية، في حين أن العديد من اليمنيين والأفغان غير المقاتلين يريدون فقط إنهاء العنف.

على الرغم من أن الأمريكيين والسعوديين يمتلكون معدات عسكرية متفوقة وموارد أكبر بكثير، إلا أنهم سيغادرون في النهاية؛ في المقابل، فإن طالبان والحوثيين في وطنهم وليس لديهم خيار سوى مواصلة القتال.

يجب التذكر أيضاً أن الحكومة اليمنية المدعومة من الخارج تحافظ على القشرة الخارجية للديمقراطية لكنها ابتليت بالفساد وتفتقر إلى الشرعية.

قال الرئيس بايدن عن أفغانستان: “لا أستطيع ولن أطلب من جنودنا القتال إلى ما لا نهاية في الحرب الأهلية في بلد آخر” وفي النهاية أنهى تورط أمريكا.

يجب أن يطبق نفس المنطق على اليمن، حيث لا تزال الولايات المتحدة متورطة في حرب السعوديين الكارثية العقيمة والمتورطة فيها.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا