بعد هزيمته في الانتخابات قبل عام، واصل الرئيس الأمريكي السابق التأثير على السياسة الأمريكية، فرغم حظره من وسائل التواصل الاجتماعي، لم يدخر دونالد ترامب جهداً لإبقاء سيطرته على الحزب الجمهوري.

تحت هذه الكلمات قالت صحيفة “لاكروا” الفرنسية: قبل نحو سنة من الآن أضاف دونالد ترامب اسمه إلى قائمة الرؤساء الذين تركوا البيت الأبيض بعد ولاية واحدة فقط.

وأصبح ترامب واحداً من بين أربعة رؤساء سابقين فقط في العصر الحديث ممن لم يتم انتخابهم لولاية ثانية، فضلاً عن كونه أول رئيس يخسر التصويت الشعبي في جولتين انتخابيتين متعاقبتين.

وأضافت “كانت الخسارة في الانتخابات إهانة يصعب تحملها من قبل رجل الأعمال لدرجة عدم الاعتراف بهزيمته ومغادرة المشهد دون حفل تسليم السلطة.

وأكدت اليومية الفرنسية أن الملياردير الأمريكي منذ مغادرته البيت الأبيض، عاش بعيدًا عن واشنطن، حيث يقيم في فلوريدا، في حيازته في منتجع مار إيه لاغو، منغمسا في شغف كان يشغله كثيرًا عندما كان رئيسًا للدولة ألا وهو رياضة الجولف. 

وأشارت إلى أنه في ظل استمرار حظره من قبل شبكات التواصل الاجتماعي، يتواصل الملياردير الأمريكي بشكل رئيسي عبر البريد الإلكتروني مع مؤيديه حول مواضيعه المفضلة (سرقة الانتخابات، الأخبار المفبركة، إلخ).

وتابعت “لكن سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن دونالد ترامب اختار فلوريدا لقضاء حياة مرفهة، ففي الأيام الأخيرة، رأيناه يحضر مباراة بيسبول في أتلانتا، جنبًا إلى جنب مع المرشح لمنصب عضو مجلس الشيوخ من جورجيا (وبالمصادفة مشارك سابق في برنامج دونالد ترامب التلفزيوني، ا ذا أبرينتايس)، ثم يظهر فيما بعد باجتماعات المرشحين في ولاية أوهايو وفيرجينيا.

 

أولويته: استبعاد الجمهوريين المعتدلين

وتتساءل “لاكروا” هل سيحضر دونالد ترامب لـ”عودته” عام 2024؟، مضيفة لم يكشف حتى الآن عن أي شيء من نواياه، ويمكن أن تنشأ العديد من العقبات، خاصةً القانونية منها، في أي وقت بطريقه. 

لكن في غضون ذلك، يعمل الرئيس السابق بجد لإبقاء قبضته على الحزب الجمهوري، فما هي طريقته؟، مشيرة إلى دعمه، في الفترة التي تسبق الانتخابات التشريعية المقررة نوفمبر/ تشرين ثاني 2022، المرشحون على شاكلته ضد المعتدلين، خلال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.

وبينت الصحيفة أنه في الولايات المتحدة، الأحزاب ليست هيئات مركزية، فغالبًا ما تتضمن الانتخابات، حتى على المستوى المحلي، انتخابات تمهيدية مفتوحة، ليس فقط لأعضاء الحزب، ولكن لجميع الأعضاء، قبل أن يتمكنوا من مواجهة خصومهم في الخريف، ولذلك يجب أولاً أن يخرج النواب الحاليون وأعضاء مجلس الشيوخ منتصرين من مبارزة بين الأشقاء في الحزب.

 

ضغوط شديدة على نواب جمهوريين

وشددت “لا كروا” على أن دونالد ترامب يهاجم بكل ما في الكلمة من معنى، عشرة نواب جمهوريين صوتوا لإقالته بعد أحداث اقتحام الكابيتول يناير/ كانون ثاني الماضي عندما اقتحم أنصاره مبنى الكونجرس، مشككين في نزاهة الانتخابات التي فاز بها المرشح الديمقراطي، وقتها، جو بايدن، فأدت أعمال العنف إلى وقوع قتلى وجرحى.

 ومع ميزة كبيرة، بعد عام من الخسارة، يظل الرئيس السابق هو المفضل لدى الناخبين اليمينيين – وفقًا لآخر استطلاع للرأي، إذ يريد 77٪ منهم ترشحه في عام 2024، لكن ما هو معروف، عندما يخسر رئيس بعد أول ولاية، يظهر الجيل القادم، ليس هذا هو الحال اليوم، كما يشير فرانسوا فيرجنيول دي شانتال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، لأن عام 2020 كان فشل لدونالد ترامب، ولكن ليس للترامبيين.

ويتمتع ترامب يشعبية غير عادية في مساحات شاسعة من بلاده، واتصال عميق بالآلاف من أنصاره أوصلهم إلى شعور بالإخلاص يشبه العبادة.

وفي مواجهة هجمات دونالد ترامب، استسلم نائبان جمهوريان أيد مساءلة الرئيس السابق بالفعل، آخرهم هو آدم كينزينجر، 43 عامًا ، الذي تم انتخابه في ولاية ويسكونسن منذ عام 2011. 

وأعلن النائب الجمهوري اعتزاله في نهاية فترة ولايته في يناير/ تشرين ثاني 2023، مشيرًا إلى أنه لن يسعى لإعادة انتخابه العام المقبل، مما يمثل نهاية لمهنة دامت 12 عامًا في مجلس النواب والتي توجت بانتقاد صريح للرئيس السابق دونالد ترامب.

وأصبح كينزينجر ثاني نائب يعلن عدم ترشحه لإعادة انتخابه بعد أن فعل النائب أنتوني جونزاليس، الجمهوري عن ولاية أوهايو، نفس الأمر في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وتعليقا على إعلان كينزينجر، قال دونالد ترامب على الفور عبر البريد الإلكتروني: “اثنان، من ثمانية، يجب ينجو حزبنا من خلال الفوز على قاعدته الأكثر تطرفاً فقط، وكدولة علينا أن نبتعد عن كل الأكاذيب التي تلحق بنا”.

ويرجع فوز دونالد ترامب بالرئاسة عام 2016 جزئياً إلى أنه كان مرشحاً مخالفاً للأعراف السائدة وغريباً عن المؤسسة السياسية، ومستعداً لقول ما لم يكن ممكناً قوله في السابق.

لكن خسارته للرئاسة في 2020 ترجع جزئياً أيضاً إلى نفس الأسباب: أنه كان مرشحاً مخالفاً للأعراف السائدة وغريباً عن المؤسسة السياسية، ومستعداً لقول ما لم يكن ممكناً قوله في السابق.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا