حلول غريبة

العدسة – جلال إدريس

“انتشرت الثعابين في إحدى قرى محافظة البحيرة، فلم تجد حكومة السيسي سوى أن تشتري 5 آلاف بيضة وتحقنها بمصل سام، وتوزعها في جنبات القرية، حتى تمتصها الثعابين وتموت من فورها”.

ما سبق ليس طرفة، أو مزحة سخيفة كتبها أحد المغردين على مواقع التواصل، لكنها قصة حقيقية حدثت في قرية “منية السعيد” التابعة لمركز “المحمودية” بمحافظة البحيرة؛ حيث شهدت القرية أغرب طريقة لمواجهة الثعابين في التاريخ.

ووفقًا لجمال أبو الفضل، المستشار الإعلامى لمحافظة البحيرة، فإن المحافظة استجابت لشكاوى الأهالى بقرية المحمودية، وقامت  بشراء نحو 5 آلاف بيضة وحقنها بمادة سامة لمواجهة الثعابين المنتشرة فى القرية، مشيرًا إلى أن المحافظ المهندسة نادية عبده شكلت لجنة برئاستها، انتهت من المسح الشامل للأماكن المحتمل أن تكون أوكارًا تختبئ بها الثعابين لوضع البيض بها.

الثعابين لم تقترب من بيض الحكومة

المثير للجدل والأكثر غرابة أن الثعابين لم تقترب من “بيض الحكومة” كما لم تنتهِ من القرية، بل زاد انتشارها في ظل عجز حكومي عن مواجهة تلك الأزمة البسيطة، التي يمكن أن تتم مواجهتها بطرق علمية صحيحة.

وبسبب فشل الحكومة في مواجهة أزمة الثعابين أصبحت القرية خاوية على عروشها، فالفلاحون لم ينزلوا إلى الأرض، والأطفال مُنعوا من اللعب، وسيارات الإسعاف تنتشر في الشوارع، وأصبحت  قرية “منية السعيد” وكرًا للثعابين.

Image may contain: one or more people, people sitting and food

 

وفي السياق، اتهم الدكتور حسني عباسي، مدير مديرية الطب البيطري بالبحيرة، الفلاحين بالوقوف وراء ظهور الثعابين، موضحًا أن إهمالهم لنظافة أرضهم والقنوات المائية وتركهم للبوص والأحراش تنمو بها وفّر ملاذًا ومخبأ ملائمًا للزواحف لتعيش وتتكاثر بها.

وأرجع السبب في هجمات الثعابين الشرسة هذه الفترة إلى ارتفاع درجة الحرارة وخروجها من مخابئها بحثًا عن الغذاء بعد فترة خمول طويلة في الشتاء.

وفيات وإصابات بالبحيرة

والسبت الماضي توفي شاب في قرية “منية السعيد” بعد تعرضه للدغة منها خلال عمله في أرضه الزراعية بقرية منية السعيد، وفشل مستشفى المحمودية العام بحسب الأهالي في علاج الشاب، وطالبوا بتوفير الأمصال الفعالة والضرورية بالوحدات الصحية بالقرى، واتخاذ إجراءات لمكافحة انتشار الثعابين.

فيما أكد الدكتور ياسر زايد، مدير مستشفى كفر الدوار، أن فتاة تدعى “دنيا محمد الجزيري”، أصيبت بلدغة ثعبان، وحالتها مستقرة بعد أن تجاوزت مرحلة الخطر، ومن المنتظر أن يصرَّح لها بمغادرة المستشفى مساء اليوم.

وأضاف “زايد” “أنه اطمأن بنفسه على الحالة مؤكدًا جاهزية مركز السموم بالمستشفى لاستقبال جميع الحالات القادمة أو المحوَّلة من المستشفيات الأخرى على مدار الساعة.

وقالت “دنيا” المقيمة بقرية منية السعيد، بمركز المحمودية، إنه أثناء سيرها على الطريق خرج لها ثعبان من منزل مهجور بجوار مسكنها، ولدغها في ساقها.

Image may contain: one or more people

حلول السيسي الغريبة

وبعيدًا عن “أزمة الثعابين” في البحيرة، فإن مراقبين أكدوا أن مصر لم تشهد  حلولًا غريبة ومثيرة للجدل لمشاكلها وأزماتها المتعددة على مدار تاريخها،  كتلك الفترة التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013.

وتصرّ حكومات الانقلاب على حل مشاكل البلاد بطرق تدعو للسخرية والجدل، وتظهر بشكل واضح جهل وتخلف صناع القرار في البلاد.

نتيجة بحث الصور عن عبد العاطي وجهاز الكفتة

 

فعلى سبيل المثال لا الحصر، قررت حكومة السيسي بعد أسابيع قليلة من وقوع الانقلاب علاجَ “فيرس سي” بجهاز الكفتة، كما قرر السيسي مواجهة الأزمة الاقتصادية في البلاد عن طريق جمع الفكة، كما عملت الحكومة على حل أزمة الدولار في البلاد عن طريق إغلاق مكاتب الصرافة والسيطرة على أموالها.

تصدير الحمير والكلاب

لم يكن ما سبق هو كل شيء،، بل إن حكومة السيسي لجأت أيضًا إلى حلول غريبة لمواجهة أزمة الدولار في مصر، وذلك عن طريق الموافقة على تصدير الكلاب والحمير خارج البلاد.

ففي  ديسمبر 2016 وافقت الح كومة المصرية، على عرض تقدمت به إحدى الشركات المصدرة لجلود الحمير، لتصدير 10 آلاف حمار حي إلى الصين.

نتيجة بحث الصور عن مجموعة حمير

 

وأوضح اللواء إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية آنذاك، أن تصدير الهيئة لهذا العدد من الحمير “يحقق عائدًا اقتصاديًا كبيرًا من العملة الصعبة، في ظل أزمة الدولار المتفاقمة في البلاد”، مشيرًا إلى أن هناك فتوى من الأزهر “تحظر ذبح الحمير لتصدير الجلود ومنتجات لحومها إلى الخارج”.

فيما ذكرت صحيفة “فيتو” المصرية، وقتها، أن الحكومة المصرية تلقت عرضًا آخر للتفاوض حول تصدير الكلاب الحية إلى كوريا الجنوبية، مؤكدة أن العرض يلقى قبولًا رسميًا للحدّ من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، في ظلّ معارضة جمعيات الرفق بالحيوان.