فاجأت “طالبان” الجميع بدخولها السريع العاصمة الأفغانية، كابول، في 15 أغسطس/آب، معلنةً بذلك سيطرتها الكاملة على البلاد، وانتزاع الحكم من الحكومة الأفغانية المدعومة من الأمريكيين، ونهاية حرب استمرت 20 عاماً، وذلك بعد أسابيع من التقدّم المتسارع في باقي الولايات.

هذه السيطرة السريعة دفعت الدول الأجنبية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إلى مسابقة الزمن لاستكمال إجلاء رعاياها وقواتها المتواجدة داخل البلاد.

وفيما يأتي استعراض لأبرز الأحداث التي عرفتها الأيام العشرة الأخيرة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان. وسيكون الترتيب من الأحدث للأقدم.

  • 23 أغسطس

أفادت وكالات أنباء نقلًا عن مصدرين في “طالبان” بأن الحركة لن تعلن عن تشكيلتها الحكومية قبل استكمال واشنطن عملية سحب جنودها. وقال مصدر في “طالبان”: “اتُّخذ قرار بأنه لن يتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة في ظل وجود جندي أميركي واحد في أفغانستان”، وهي التصريحات التي أكد صحتها مصدر آخر في الحركة.

واليوم الاثنين، حذر ناطق باسم الحركة الولايات المتحدة وحلفائها من عواقب إرجاء سحب قواتها من أفغانستان، والمقرّر في 31 أغسطس/آب، من أجل مواصلة عمليات الإجلاء في كابول.

وقال الناطق باسم “طالبان” سهيل شاهين، بعدما فتح الرئيس الأميركي جو بايدن، بضغط من حلفائه، الباب أمام احتمال تمديد مهلة سحب القوات الأميركية إلى ما بعد 31 أغسطس “إذا طلبت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مزيداً من الوقت من أجل مواصلة عمليات الإجلاء، فالجواب هو لا. وإلا ستكون هناك عواقب”.

من جهة أخرى، اندلعت معارك بالأسلحة النارية بين قوات الأمن الأفغانية ومهاجمين مجهولين عند البوابة الشمالية لمطار كابول، وفق ما أعلنه الجيش الألماني. ولفت الجيش إلى أن أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية قُتل، وأصيب ثلاثة آخرون في المعركة التي شاركت فيها أيضاً قوات أميركية وألمانية.

كما أعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة “طالبان”، أن مقاتلي الحركة سيطروا على كافة المديريات التي كانت بيد المعارضة في إقليم بغلان، ويضيقون الخناق على بنجشير. وأعلنت الحركة شن هجوم واسع النطاق على وادي بنجشير، المنطقة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرتها في أفغانستان. 

ويقود المقاومة في بنجشير، حالياً، أحمد مسعود، نجل القائد الجهادي السابق أحمد شاه مسعود، ومعه نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، ووزير الدفاع في حكومة أشرف غني الجنرال بسم الله محمدي، وقياديون آخرون.

  • 22 أغسطس

عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن، عن أمله في انتهاء عمليات الإجلاء من أفغانستان قبل الموعد المقرر في 31 أغسطس/آب، وأشار إلى أنّ قوات بلاده وسّعت حدود مطار كابول في إطار الجهود لتسريع إجلاء أميركيين وأفغان و”مواطني دول حليفة”. كما أعلم بايدن صحفيي البيت الأبيض أن”طالبان” تتعاون في تلك الجهود، لكن “الموقف لا يزال خطيراً”.

وأعلن أنه لا يزال يأمل أن تنتهي عمليّات الإجلاء في كابول قبل 31 أغسطس/آب، وهو التاريخ الذي حدّدته الإدارة الأمريكية لانسحاب كامل القوات من أفغانستان.

كما أقالت الحركةُ حاكم إقليم كابول، المولوي عبد الرحمن منصور، وهو قيادي بارز في الحركة، إضافة إلى الملا غالبو مسؤول أمن العاصمة، دون ذكر الأسباب. كذلك أفرجت الحركة عن 708 من عناصر الأمن الأفغاني كانوا في سجونها.

وأعلنت “طالبان” توجه “مئات” المقاتلين إلى منطقة وادي بنجشير شمال كابول، الخارجة عن سيطرتها، حيث تسعى مقاومة مسلحة لتنظيم صفوفها والتصدي للحركة.

وكتبت الحركة، في تغريدة على حسابها في “تويتر”: “مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها سلمياً”.

  • 21 أغسطس

أجرى المولوي خليل الرحمن حقاني، رئيس لجنة المصالحة في طالبان، اجتماعاً مع ضياء الحق أمر خيل، مستشار الرئيس الأفغاني وحاكم ولاية ننجرهار.

ووصل الملا عبد الغني برادر، الرجل الثاني في حركة “طالبان”، إلى كابول، لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين حول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان.

كما بايع شقيق الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، ويدعى حشمت غني أحمد زاي، حركة “طالبان” في كابول.

من ناحية أخرى، تشاور أعضاء المكتب السياسي للحركة في الدوحة، مع سياسيين أفغان في العاصمة الأفغانية كابول بهدف تشكيل الحكومة القادمة، فيما حظرت “طالبان” الموسيقى في إقليم غزنة جنوب شرقي البلاد.

وقال مكتب الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، في بيان، إنّ المشاركين من المكتب السياسي لـ”طالبان” في الدوحة هم: شهاب الدين دلاور، وعبد السلام حنفي، خير الله خيرخواه، وعبد الرحمن فدا. وأضاف البيان أنّ الاجتماع حضره رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله، ورئيس مجلس الشيوخ الأفغاني فضل الهادي مسلم يار.

  • 19 أغسطس

أطلّ الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في كلمة مصورة من دولة الإمارات، متحدثاً عمّا جرى عندما سيطرت حركة “طالبان” على كابول، وخروجه من البلاد، قائلاً: “لا أخاف الموت، وكنت مجبَراً على الخروج من أفغانستان”.

وفي أول ظهور له، منذ خروجه الأحد من أفغانستان، قال غني: “أنا في الإمارات حالياً، وسأقدم تفاصيل عمّا جرى يوم سقوط كابول”.

وأكدت الخارجية الإماراتية أنّ الرئيس الأفغاني وعائلته في الإمارات، موضحة أنه استُقبِل لاعتبارات إنسانية.

  • 18 أغسطس

قالت حركة “طالبان”، في بيان، بذكرى استقلال أفغانستان عن بريطانيا قبل 102 عام: “إنّ الشعب الأفغاني هزم ثلاث إمبراطوريات في ثلاث حروب متتالية”، في إشارة إلى الاحتلال البريطاني، والغزو السوفياتي، وأخيراً الاحتلال الأميركي.

وأتبع البيان: “حصل شعب أفغانستان على استقلاله عن الاحتلال البريطاني، بعد مقاومة استمرت 80 عاماً”، مبينة أن “الإمبراطورية البريطانية آنذاك كانت تسيطر على مساحة كبيرة من العالم، بحيث لم تكن تغيب عن أراضيها الشمس”.

  • 17 أغسطس

أُعيد فتح مطار كابول في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بعدما أغلقته القوات الأميركية لساعات في أعقاب انهيار الأمن على المدرج، ما أدى إلى توقف عمليات الإجلاء.

كما أعلن المتحدث الرسمي باسم حركة “طالبان” ذبيح الله مجاهد، انتهاء الحرب في أفغانستان، مطمئناً العالم “وخاصة الولايات المتحدة، إلى أنّ الأراضي الأفغانية لن تستخدم ضد الآخرين”. قائلاً: “وصلنا إلى هذه اللحظة بعد 20 عاماً من الجوع والعمل الجاد والجهاد”.

وذكر مجاهد، في مؤتمر صحافي من كابول، أن الحركة أصدرت “عفواً عن كل من وقف ضدنا، ولا نريد استمرار الحرب”، مؤكداً أن الحركة “تسيطر على كل أنحاء العاصمة، ونحن مسؤولون عن أمن الدبلوماسيين وأمانهم”.

نظم عدد قليل من النساء تظاهرة أمام القصر الرئاسي الأفغاني للمطالبة بحقوقهن، رغم وجود مسلحي “طالبان” المدججين بالأسلحة. ورددت المشاركات هتافات للمطالبة بالحصول على حقوقهن، فيما رفعن لافتة كتب عليها: “إننا لا نريد الحياة فقط، بل أيضاً نريد العمل (..) أن نعمل في الحكومة ومجال الصحة والتعليم”.

  • 16 أغسطس

سبّبت سيطرة “طالبان” على كابول حالة من الذعر في مطار العاصمة، وتهافتت حشود إلى المطار، نقطة الخروج الوحيدة من البلاد، محاولة الفرار من النظام الجديد الذي تعهدت الحركة الإسلامية المتشددة بإقامته إثر عودتها إلى الحكم بعد حرب استمرت عشرين عاماً.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فوضى عارمة في المطار، حيث احتشد الآلاف على المدرج نفسه، فيما تتمسك مجموعات من الشباب بسلالم الصعود إلى الطائرات، في محاولة للصعود إليها.

15 أغسطس

دخل مسحلو طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول، بينما غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد. 

وخلال ذات اليوم، سيطر مقاتلو “طالبان” على قاعدة باغرام في شمال كابول، وهي أكبر قاعدة كانت للقوات الدولية في أفغانستان.

وقبل وصولها إلى كابول سيطرت الحركة على مدينة جلال آباد شرقيّ أفغانستان، ومدن أخرى جديدة في وسط البلاد، لتُحكم بذلك قبضتها على ثلاث ولايات مهمة.

وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأفغاني إنّ “طالبان” انتصرت بالسيف والبندقية، وإنه فضّل مغادرة البلد، لتفادي حدوث كارثة كبيرة في كابول التي يقطنها ستة ملايين أفغاني.

دلالات