نشرت وكالة “رويترز”، تقريرًا سلط الضوء على إرهاصات انتفاضة فلسطينية جديدة، قالت إنها ستكون مختلفة كليا، عبر جيل جديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية نشأ بعيدا عن القيادة الفلسطينية الرئيسية وارتبط بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقال التقرير إن  انتشار العمل المسلح “العفوي” في الضفة الغربية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وسعي بعض الشباب لإعلان ارتباطهم بفصائل فلسطينية، وظهور مجموعات مسلحة أخرى، مثل “عرين الأسد”، و”كتيبة جنين”، دليل على قرب حدوث شيء كبير.

ودلل التقرير على ذلك بالهجوم الذي شنه شابان من مخيم عقبة جبر على مطعم في أريحا يرتاده مستوطنون إسرائيليون، في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث أعلن المهاجمون ولاءهم لحركة “حماس”، وكان ذلك مفاجأة للحركة ذاتها التي لم تكن تعلم عنهم شيئا.

وقال وائل عوضات، والد إبراهيم ورأفت، إنهما لم يكونا أعضاء في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس التي تدير قطاع غزة، مضيفا: “كان لدى أولادي حياة عادية وما جرى معهما قرار شخصي”.

وقال مسؤولان من حماس لـ”رويترز”، إنه في ظل المراقبة المشددة التي تجعل من المستحيل العمل بشكل طبيعي في الضفة الغربية، تعتمد حماس على شبكات غير رسمية أكثر مرونة لتجنب رصدها.

وقال أحد كوادر حماس في أريحا، وهي مدينة هادئة في العادة تشتهر بكونها مكانا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بالقرب من البحر الميت، إن الحركة لم تكن على علم بالخلية التي تقف وراء الهجوم على المطعم، لكنه قال: “ستسعد أي فصيلة بإعلان عضويتهم بها”.

وأضاف كادر حماس: “كل المؤشرات تدلل على أن انتفاضة قادمة… اليوم يوجد جيل جديد يؤمن أن الحل الوحيد هو الكفاح المسلح”.

وينقل التقرير عن أحد المقاتلين الشباب كان ملثما في مسيرة بجنين هذا الشهر، وهو يضع شارة كتائب القسام على رأسه: “اليوم لدينا جيل جديد واعي للمقاومة وهذا جيل يعرف شراسة الاحتلال”.

وأضاف: “لدينا جيل لا يعرف الخوف، لا يخاف الاعتقال أو الإصابة أو الاستشهاد، ولا يخاف من أي شي، وجيل لا يهاب جيش الاحتلال ويحلم بالشهادة”.

وتبث المجموعات رسائلها من خلال الأغاني ومقاطع مصورة على تيك توك وملصقات للمقاتلين على الجدران، لتطرح خططا لشباب غاضبين مما يشعرون أنها إهانات متكررة من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

وذكر مسلح ملثم من كتيبة جنين: “العدد مستمر ويزداد ليعلم هذا العدو أن القتل الذي يمارسه والعنف الذي يمارسه اتجاه شعبنا ومخيمنا يزيد عدد المقاتلين ولا ينقصهم”.

وعلى مدار العام الماضي، شنت قوات الاحتلال مداهمات شبه يومية بالضفة الغربية في إطار حملة قمع بدأت في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنها فلسطينيون.

وقُتل أكثر من 200 فلسطيني، سواء من المسلحين أو المدنيين، منهم حوالي 80 هذا العام فقط، فيما قُتل أكثر من 40 من الإسرائيليين والأجانب في هجمات شنها فلسطينيون داخل الخط الأخضر أو الضفة الغربية أو في محيط القدس.

اقرأ أيضا: موريتانيا تنفي مزاعم التطبيع مع الاحتلال