منذ بداية الشهر الجاري، يتجول الشيخ محمد في أماكن متفرقة في المملكة المتحدة، تارة للتسوق، وتارة للصيد، وتارة في أماكن للاستجمام، وذلك أثناء تواجده في المملكة المتحدة في رحلة صيفية مع ولده الشيخ حمدان بن محمد -ولي عهد دبي- وأفراد آخرين من العائلة والأصدقاء، حيث شوهد في أكثر من مكان، من بينها يتسوق متجر سيلفريدجز بلندن.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شوهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي- وهو يتسوق في “متجر شارع أكسفورد” برفقة مناع بن مانع العتيبة، نجل الدكتور مانع سعيد العتيبة، ثم انضم إليهم لاحقاً سلطان بن علي السبوس ، وحمدان سلطان بن علي السبوسي، وعبدالله محمد بن مناحي القحطاني، وأمير الفلاسي، وهم من كبار رجال القبائل في الإمارات، حيث ظهرت المجموعة في الصورة المنتشرة بانتظار المصعد داخل المحل.

كما يظهر مقطع فيديو تم نشره على شبكة “انستجرام” المجموعة وهي تتجول في لندن بالقرب من سفارة الإمارات العربية المتحدة.

نُشرت التدوينات في نفس الأسبوع الذي نشر فيه الشيخ حمدان نجل حاكم دبي والشهير بـ “فزاع” صوراً له وهو داخل مترو أنفاق لندن برفقة صديقه بدر عتيج، حيث كتب مع الصورة “أمامنا طريق طويل ونقطعه ويشعر بدر بالفعل بالملل”.

في الأسبوع الماضي أيضاً، نشر الشيخ حمدان أيضًا صورة من رحلتهما إلى المملكة المتحدة تظهر ثلاثة أجيال من العائلة معًا، حيث ظهر في الصورة الشيخ حمدان مع والده الشيخ محمد، ومعهما دراجة ثلاثية العجلات تحمل نجلي ولي العهد التوأم: الشيخ راشد والشيخة شيخة.

هذه الزيارة تأتي بالرغم من المعركة القضائية التي خاضها الشيخ محمد ضد طليقته الأميرة هيا بنت الحسين، والتي فرت هاربة من قصره في دبي إلى لندن قبل حوالي ثلاث أعوام، لتبدأ بعد ذلك معركة قانونية بين الزوجين في المحاكم البريطانية، حيث طالب الشيخ بحضانة طفليه من هيا، لكن المحكمة رفضت طلبه في نهاية المطاف.

يرى محللون أن تواجد الشيخ محمد في المملكة المتحدة، وقضاء رحلة الصيفية رفقة العائلة والأصدقاء يعتبر رسالة موجهة للأميرة هيا بنت الحسين أنه لا يزال يتمتع بالنفوذ والعلاقات القوية التي تسمح له بالتجول بحرية في المكان الذي تتخذ منه ملاذاً ومحلاً للإقامة، دون خوف أو تأثر بأي من الأحكام أو القرارات التي صدرت ضده في معركتهما القضائية.

وكانت المحكمة العليا في لندن قد قضت -في ديسمبر/كانون الأول 2021- بأن يدفع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم 554 مليون جنيه استرليني (733 مليون دولار) لتسوية خلاف مع زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين على حضانة طفليهما، تشمل النفقات السنوية ونفقات التعليم ونفقات الحراسة.

وقال القاضي فيليب مرو إن أغلب هذا المبلغ سيذهب للأميرة هيا الأخت غير الشقيقة للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وللطفلين لتأمين عيشهم مدى الحياة وللتعويض عن “مخاطر كبيرة” تسبب فيها الشيخ محمد نفسه، خاصة بعد اكتشاف تعرض هاتفها للاختراق والتجسس هي وبعض مساعديها والفريق القانوني الخاص بها بواسطة برنامج “بيغاسوس”.

وفي مارس/آذار 2020، وجدت المحكمة العليا البريطانية في لندن بأن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسؤول عن اختطاف ابنتيه لطيفة وشمسة واحتجازهما في القصر مع تعذيبهما بعد محاولة كلاً منهماً الفرار من المعاناة التي كانت تلاقيها داخل القصر، وأضافت المحكمة أن الابنتين لم يظهرا للعلن مرة أخرى بعد اختطافهما من قبل الشيخ محمد.

كما أقرت المحكمة بصحة ادعاءات الأميرة هيا- الزوجة السادسة للشيخ محمد- حول اتهامها له بترويعها وتخويفها داخل دبي وفي لندن بعد هروبها منه خشية أن تفقد حياتها على يديه.